الأعمال الفائزة جسدت مفهوم الحداثة في الفنون التشكيلية. تصوير: أسامة أبوغانم

جائزة الشيخة منال تحتفي بـ 10 فنانين واعدين

عكست الأعمال الفائزة بالمراتب الأولى في جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب ،2011 طابع الجائزة، المتمثل في تجسيد مفهوم الفن المعاصر، الذي يتعدى تقديم الأعمال الفنية في شكلها الحقيقي، إلى خلق تغييرات جذرية، وبناء ابتكارات حيوية في أشكال الفن التقليدي، الأمر الذي فتح الأبواب أمام الفنانين الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في الأعوام المقبلة، إلى جانب المواطنين والمقيمين في الدولة.

وسلم الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، أول من أمس، خلال حفل أقيم في فندق أدريس-داون تاون بدبي، الجوائز للفائزين العشرة عن فئات الجائزة الثلاث: الفنون الجميلة، والتصوير الفوتوغرافي، والوسائط المتعددة. وبلغت قيمة الجوائز النقدية 180 ألف درهم.

دعم المواهب

قال سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، إن «جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب تواصل للعام السادس تأكيد أنها واحدة من أهم الجوائز الفنية على مستوى الإمارات والمنطقة، إذ تقدّم قاعدة مهمة لعرض الإبداعات الفنية الشابة، وفي الوقت ذاته تهدف إلى تنمية روح الابتكار ودعم المواهب الفنية في الدولة»، مضيفاً، خلال تكريمه الفائزين بالجائزة، أول من أمس، أن «مكانة الدولة تعززت كنقطة التقاء لمجتمع الفنون العالمي، وعلى مر الأعوام الماضية، وشهدت هذه الجائزة نمواً كبيراً من حيث عدد ونوعية المشاركات، وحاز الفنانون الذين أبرزتهم الجائزة إعجاب النقاد والقيّمين على الأعمال الفنية. ونتمنى لجميع المشاركين التوفيق، ونحثهم على مواصلة الطريق لأنّ النجاح يتحقق بدوام المثابرة».

 

فائزون

في جائزة الفنون الجميلة فاز بالمركز الأول وليد الواوي، عن عمل بعنوان «ضع النقاط على الحروف»، وبالمركز الثاني أسماء بالحمر، عن «لا تعرف المرأة حتى تمشي بحذائها»، وجاءت في المركز الثالث روضة الغرير، عن «بدون عنوان». أما المركز الأول في جائزة التصوير الفوتوغرافي فكان من نصيب عمر علي محمد، عن «لوحة مقابل حاوية»، وحصد المركز الثاني باسم. أ. اسكندر، عن «وجود كامن»، وجاء المركز الثالث مناصفة بين جيتشري بادفيا، عن «إثبات الحياة السريالي»، ورزان داوود خلف، عن «التوبة النصوح». بينما جاء في المركز الأول بفئة الوسائط المتعددة لانتيان إكزي، عن «مقهى السراب»، وفي المركز الثاني دينا ستيفنز، عن «تغيير لفظي»، وحصدت جائزة اختيار الجمهور، أروى الجندي، عن عمل بعنوان «متلازمة نتف الشعر».

فئات

تميزت الأعمال الفائزة في الجائزة في دورتها السادسة بطابع الابتكار الهادف، الذي حمل على عاتقه توجيه رسائل توعية لأفراد المجتمع، تتعلق بقضايا وأمور وأمراض مختلفة تواجههم، الأمر الذي ظهر جلياً في فئة الفنون الجميلة، وتحديداً في تصميم الفنانة المواطنة أسماء بالحمر، الذي حمل عنوان «أنت لا تعرف المرأة حتى تمشي مسافة ميل بحذائها»، إذ سلط الضوء على قضية تركيز الرجل على عمل المرأة، دون الالتفات إلى المسؤوليات الأخرى التي تقع على عاتقها، وعمل الفنانة أروى العبسي بعنوان «متلازمة نتف الشعر».

وجمع تصميم أسماء بالحمر الذي فاز بالمرتبة الثانية عن فئة الفنون الجميلة، الطابعين الأنثوي والذكوري معاً، إذ ضم الجزء العلوي منه شكل حذاء الرجل، والكعب النسائي العالي، في محاولة للإشارة إلى المرأة والجهد الذي يستلزمه إنجاز مسؤولياتها، الأمر الذي يتمثل في الألم الذي يسببه ارتداء هذا الكعب.

وقالت أسماء لـ«الإمارات اليوم» «أشعر بفخر كبير، وسعادة عارمة، لأن تصميمي ظفر بالمرتبة الثانية عن فئة الفنون الجميلة، لاسيما أن الأعمال المنافسة كانت كبيرة ومميزة». وأضافت أسماء التي تقف على أبواب التخرج في تخصص الفنون التشكيلية بجامعة زايد «سعيت في إنجاز هذا التصميم إلى تسخير دراستي لـفن السيراميك في الجامعة، فقد قمت بتقديم مجسم من السيراميك، يحمل شكل الكعب النسائي العالي وفي جزئه العلوي شكل الحذاء الرجالي، وذلك في محاولة للإشارة إلى قضية تركيز الرجل على عمل المرأة، دون الالتفات إلى المسؤوليات الأخرى التي تقع على عاتقها، التي باتت تؤرق الكثير من النساء».

أما الفنانة أروى الجندي، فحمل عملها الفائز بجائزة اختيار الجمهور، رسالة توعية حول «متلازمة نتف الشعر».

وقالت أروى «سعادتي لا توصف، بعدما تم اختيار عملي الذي شاركت به في فئة الفنون الجميلة، في جائزة اختيار الجمهور، لاسيما أنني كنت أسعى لتوعية الناس بـ(متلازمة نتف الشعر) التي يعتقد الكثيرين أنها عادة سيئة وليست حالة قد تصيب البعض وتحتاج لعلاج»، مضيفة «سخرت خبرتي التي اكتسبتها خلال دراستي الفنون الجميلة في جامعة الشارقة في إنجاز هذا العمل الذي يعتبر لوحة زيتية استغرق إنجازها ثلاثة أسابيع».

مكانة رفيعة

من جهتها، أشارت المدير التنفيذي في نادي دبي للسيدات منى بن كلي، خلال الكلمة التي ألقتها في حفل توزيع الجوائز، إلى المكانة الرفيعة التي تعتليها جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في الأوساط الثقافية للإمارات والمنطقة، وكيف تمكنت الجائزة خلال سنوات قليلة منذ بدايتها من أن تتطور لتصبح واحدة من أهم مسابقات الفنون في الدولة.

وقالت إن «لجائزة الشيخة منال للفنانين الشباب أهمية خاصة، ففيها تتجلى الصورة المشرقة للفنون والثقافة في دولتنا الحبيبة الإمارات، لقد أصبح الحلم واقعاً، وأصبحت الإمارات واجهة عالمية في استقطاب الفنانين وأصحاب صالات العرض والمهتمين. ومنذ انطلاق الجائزة في 2006 وعلى مدى سنوات، استطاعت أن تسجّل علامة فارقة في المشهد الفني لدولتنا، ونحن بصدد فتح أبواب الجائزة في الأعوام المقبلة أمام الفنانين الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة لاستمرار التعاون وزيادة التواصل الثقافي والفني في ما بيننا».

الأكثر مشاركة