تقدم برنامجي «زاوية حادة» و«أبيض وأسود»

آمال شابة: المشاهــد العربي لم يعد يتحمّل الكذب

آمال شابة: البرامج المباشرة تجعـــــــــــــــــــــــــــــــــل المذيع جزءاً من التفاعل مع الخبر والمشاهد. تصوير: دينيس مالاري

بعد 18 عاماً من العمل في الإعلام مازالت الجزائرية آمال شابة، التي تعمل حالياً في قناة «اورينت»، وتقدم فيها برنامجي «زاوية حادة» و«أبيض وأسود»، وحلقات متفرقة من «شارع الصحافة»، تواكب وتراقب كل تفصيل يحدث من حولها، أو في العالم، جاهزة دوماً للحظة التي تخرج فيها على الهواء لبث خبر، أو محاورة ضيف ما. شابة التي اختيرت كأول مذيعة على الفضائية الجزائرية، تصرّ في حوار لـ«الإمارات اليوم» أن «الإعلامي، بعد الخبرات المتراكمة، أصبح يقرأ الواقع السياسي الى درجة تساعده على توقع ما سيحدث»، وعن الفرق بين البرامج المسجلة والمباشرة، قالت شابة «المباشرة هي الأقرب الى نفسي، ففيها أتفاعل مع كل حواسي»، مؤكدة «عالم الأخبار بالنسبة لي كان قدراً منذ أن قال لي استاذي في الجامعة إنني مشروع مذيعة أخبار».

محطات عربية

شابة التي تتميز بملامح هادئة لا تتناسب وصخب الأخبار الأليمة، تنقلت منذ كانت طالبة تدرس علم النفس في جامعة الجزائر، بين محطات عدة، بدأتها مذيعة أخبار في الإذاعة الجزائرية، ثم انتقلت للقناة الأولى الرسمية مذيعة ومقدمة أخبار ومعدة برامج، وفضائية الجزائر، وبعدها الى تلفزيون دبي وتلفزيون قطر، وأخيراً في قناة اورينت. أساليب مختلفة وسياسات مختلفة عاشتها شابة في كل محطة على حدة، وترى أن «الاعلامي يستطيع التأقلم مع سياسة المحطة التي يريد العمل فيها، وهو في النهاية موظف تعرض عليه هذه السياسة كي يقبل أو يرفض»، مؤكدة أنها محظوظة لأنها عايشت «انتقال الخبر من الخوف الى الحرية».

وعن بداياتها قالت شابة «دخلت عالم الأخبار مصادفة، وكأن القدر وضعه أمامي، مع أنني كنت أخطط دائماً لأن اكون مذيعة برامج، وهو ما تحقق أخيراً في اورينت»، وأضافت «تجاوزت مرحلة نقل الخبر الى صناعته، من خلال الأسئلة التي أطرحها»، مؤكدة «كفرد من هذا العالم أحمل رسالة من خلال صوتي بأن أكون على قدر المعلومة التي يتلقاها المشاهد»، مشيرة الى أن تنوع المحطات العربية «هو تنوع الشارع العربي الذي بات اليوم، بعد ربيع الثورات العربية، قادرا على التمييز بين من يضحك عليه ومن يصدقه»، موضحة «بات المشاهد العربي أكثر وعياً في البحث عن قناة تحكي له الحقيقة، فلم يعد يتحمل الكذب أكثر، لأن الشارع اصبح أكثر شجاعة وجرأة، فشارع يعري صدره أمام الرصاص مقابل توقه للحرية، يستحق خبراً يحكي عنه وعن قضيته».

تسجيل ومباشر

جربت شابة عالم البرامج المسجلة والحية، لكن الحية حسب تعبيرها هي الأقرب، «فالفروق تكون في الاحساس بالمعلومة وردة الفعل»، مع أنها تتعامل مع البرامج التسجيلية كما الحية حسب تأكيدها «إلا أن الإحساس مختلف، فالمباشرة الحية تجعلني جزءاً من التفاعل مع الطرف الآخر، احسه يراقب ردات فعلي ووجهي وينتظر سؤالي التالي، أما البرامج المسجلة ففيها الإحساس بأن الخطأ مسموح وتصويبه وقف التصوير والإعادة مرة أخرى»، مؤكدة «مازلت في هذه الأجواء، احبها واشعر بأنها تحبني ولن انتقل منها الا الى العمل الخيري الذي يقربني من المحتاجين والأيتام، ستكون مشروعاتي المستقبلية أن ازرع الابتسامة على وجوه هؤلاء»، وعن العمل في قناة تؤيد الثورة السورية وتدعمها إعلامياً، قالت شابة «أمام اعلام حكومي ورسمي يشوه الحقائق فالعمل في قناة مضادة هو في حد ذاته انتصار».

نساء إعلاميات

10 سنوات تقريباً عاشتها شابة في دبي، راقبت فيها تطور الإمارة من جميع النواحي، وترى أن الإعلاميات الإماراتيات حققن خطوات واسعة وجريئة، وتضيف «الاعلام هو مرآة لحضارة وثقافة الوطن، وعندما نرى اعلاميات اماراتيات ناجحات ومتفوقات فهذا يعني أن الإمارات انتقلت رسمياً من مرحلة البناء الى مرحلة التنمية»، مؤكدة «اكون سعيدة وأنا أَراهنّ واثقات الخطى يعرفن تماما أن هناك من يدعمهن مهنياً ونفسياً، هن محظوظات لأن من يحكم هذا الوطن لا يسعى الا لسعادة شعبه، وهذا ما تفتقر إليه أوطان كثيرة؛ الانسان فيها آخر ما يفكر فيه الحاكم»، مشيرة الى نموذج المرأة الجزائرية «التي اخذت قوتها من نماذج كثيرة مثل المناضلة جميلة بوحيرد وغيرها من النسوة اللواتي كن جنباً الى جنب مع الرجال يناضلن ويكافحن من أجل الحرية، وقطعن معهم طريقاً صعباً»، واضافت «أنا خريجة علم نفس وقد غادرت بلدي وأهلي قبل 10 سنوات لأن الوضع الأمني كان متوتراً جدا في الجزائر، والصحافيون كانوا مستهدفين، لآتي الى الإمارات وأرى معنى عبارة الإنسان أغلى ما نملك».

تويتر