حاكم الشارقة يطلق مجموعة من الحيــــوانات البرية في محمية الظليما
احتفاء بالحـيــاة والتنوّع البيئي
أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، مجموعة كبيرة من الحيوانات البرية في محمية الظليما بمنطقة البطائح وسط حضور كبير من المسؤولين والخبراء الدوليين المختصين والمهتمين بالشأن البيئي. كما شهد سموه انطلاق فعاليات الدورة 13 لورشة العمل الدولية لصون التنوع الحيوي في بيئات شبه الجزيرة العربية والتي تختتم بعد غد، وتنظمها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة.
واستهلت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية هناء سيف السويدي حفل انطلاق فعاليات الورشة بكلمة قدمت فيها خالص شكرها وتقديرها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تشريفه هذا الحدث الدولي البيئي المهم الذي مكن دول المنطقة بفعل أنشطته المتواترة الممتدة منذ عام 2000 في الارتقاء بآليات العمل المشترك وصناعة الخطط المتطورة وتنفيذ البرامج النوعية بشأن صون التنوع الحيوي في نظم البيئات الطبيعية في دول منطقة شبة الجزيرة العربية.
وقالت السويدي ان الورشة في دورتها الـ13 ترتكز في خطة عملها على قضايا المحميات الطبيعية وخطط عمل ادارتها وتعالج قضايا مهمة في موضوع التنوع الحيوي حيث يجري التركيز على الزواحف كعنصر مهم في سلسلة الهرم الغذائي في المناطق البرية والعمل على اعداد القائمة الحمراء للزواحف في بيئات شبه الجزيرة العربية ووضع خطط لإدارة المحميات الطبيعية. وأكدت ان التوجيهات التي تضمنتها كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة الموجهة عبر التلفزيون والتي وجه بها سموه أفراد المجتمع بشرائحه كافة، وخص فيها الشباب بضرورة الابتعاد عن ممارسة الانشطة غير الرشيدة في البيئة الصحراوية والحرص على حماية التنوع الحيوي في المناطق البرية ادخلت السعادة الى نفوس العاملين والناشطين البيئيين وشدت من عزيمتنا على مواصلة العمل بفاعلية أكبر لتحقيق الاهداف الاستراتيجية لصون التنوع الحيوي والحفاظ على الغطاء النباتي في المناطق البرية.
وأضافت ان قضايا صون التنوع الحيوي والحفاظ على نظم البيئات الطبيعية في مقدمة أولويات استراتيجية إمارة الشارقة للبيئة. وبالارتكاز على الموجهات الاستراتيجية للخطط البيئية تمكنت الشارقة من تحقيق طفرة نوعية في انجازها لصون التنوع الحيوي، ويتمثل ذلك في إقامة شبكة من المحميات الطبيعية وتنفيذ منظومة من البرامج العلمية في إكثار الحيوانات المهددة بالانقراض والتمكن من خلال البرامج العلمية للورشة من بناء قاعدة لبنك المعلومات والبيانات العلمية حول التنوع الحيوي في بيئات شبه الجزيرة العربية التي تعتبر الاولى من نوعها على مستوى المنطقة.
وأوضحت أن البحث العلمي وإعداد الدراسات المرتكزة على الثوابت العلمية في البحث حول قضايا التنوع الحيوي وبرامج اكثار الانواع من الموضوعات المهمة أيضا والتي تقع ضمن اولويات استراتيجية الشارقة للبيئة.
وجرى الحرص في إطار ذلك النهج على رفد المجلات العلمية المحكمة ذات السمعة العالمية بالدراسات والابحاث المدعومة بالبيانات العلمية حول واقع التنوع الحيوي وبرامج الاكثار التي يجري تنفيذها في مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض، وأن ذلك الجهد رفع من رصيد الشارقة على المستوى الدولي.
وأكدت ان برامج الاكثار في الشارقة قد حظيت وعلى مدار 15 عاما باهتمام بارز في النشاطات العلمية لمركز الاكثار أمكن من خلالها تحقيق انجازات متقدمة في اكثار الانواع، وتجسيدا لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة خلال لقاء سموه الوفد المشارك في أعمال الورشة العام الماضي بضرورة ألا تكون الحيوانات حبيسة الاقفاص، يجري التحضير بمناسبة انعقاد أعمال الورشة للاعلان عن خطة عمل وفق جدول زمني لإطلاق عدد من الحيوانات في البيئة البرية تضم غزال الريم والمها العربي والغزال الجبلي والطهر والنمر العربي. وقالت ان الجهد العلمي ضمن نشاطات الورشة يشكل القوة الفعلية في بناء القاعدة العلمية للبرامج المشتركة وصناعة استراتيجية مؤسسة علميا لصون التنوع الحيوي في بيئات شبه الجزيرة العربية.
بعدها، أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عددا من الحيوانات البرية في محمية الظليما مثل المها العربي وغزال الريم وأفعى الرمال والارنب البري وبعض انواع القوارض والسحالي البرية، تأكيدا من سموه على اهمية ديمومة هذا التنوع الحيوي في بيئاتنا الطبيعية حيث عمدت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية خلال الاعوام الماضية وبتوجيهات من سموه الى إعادة إطلاق بعض الحيوانات البرية إلى محميات طبيعية ضمن مناطق انتشارها في الماضي وتكوين مجموعات متجددة تستطيع أن تتجول بحرية في مواطنها الطبيعية مع إدارة فعالة وطويلة الأمد.
الجدير بالذكر أن محمية الظليما البرية تمثل نظام بيئة الكثبان الرملية وتقع ضمن مساحة تقدر بـ966 مترا مربعا، وتتضمن المحمية تنوعا حيويا لانواع عديدة من الحيوانات والنباتات البرية المحلية مثل شجرة الغاف، وتتميز بكونها شجرة خضراء مغبرة اللون يصل ارتفاعها إلى نحو 10 أمتار تنمو منفردة أو على شكل مجموعات وغابات صغيرة تمتلك قدرة على التأقلم مع البيئة الصحراوية القاحلة بواسطة جذورها التي تصل إلى نحو ثلاثة أمتار في العمق.
تحوي محمية الظليما ضمن نطاقها غزال الريم والذي يعد من الحيوانات النادرة جدا والمهددة بالانقراض في معظم اجزاء شبه الجزيرة العربية.
ويعيش غزال الريم على هيئة قطعان يصل عددها الى 100 غزال، وتعتبر هذه الحيوانات مجترة فهي تأكل الأغصان الصغيرة وأجزاء الأعشاب، وتلد الأنثى في فصلي الربيع والخريف، إلى جانب احتوائها على المها العربي المنقرض كنوع طليق ويعيش في الصحارى الرملية والحصوية في قطعان يصل عددها الى ،100 وتطوف مسافات طويلة بحثا عن الغذاء تساعد حاسة الشم الحادة على تحديد مواقع النباتات الصحراوية وهو قادر على اكل جميع النباتات الصحراوية ويتكاثر المها العربي طوال السنة.
أما جربيل تشيسمان والذي يعيش ضمن نطاق المحمية أيضا فإنه من الأنواع الشائعة في شبه الجزيرة العربية ويتغذى على البذور والجذور والحبوب والحشرات ويعيش بشكل انفرادي ويحفر لنفسه أنفاقا ذات منافذ عدة، كذلك جرذ سونديفال الذي يعتبر شائع الوجود ويقطن المناطق الرملية والحصوية ويعيش ضمن جماعات في جحور مقسمة الى حجر متعددة المداخل. وهذه الحيوانات يزداد نشاطها ليلا وتتغذى على النباتات الخضراء وانواع من البذور والثمار واحيانا الحشرات، ومن أنواع الحيوانات الشائعة والتي حوتها محمية الظليما «حية الرمل»، حيث تعد أطول حية برية في دولة الإمارات ولها قدرة على النمو الى طول 155 سم، وهي ذات سم خفيف لا تشكل خطرا على الانسان.
وتتضمن محمية الظليما أنواعا من الأرانب البرية التي تنتشر في جميع أرجاء الجزيرة العربية، حيث تتغذى على الحشائش والبذور وأوراق النباتات.
وسمكة الرمل نوع آخر من الحيوانات التي تعيش في محمية الظليما بأنواعها المتعددة، ويساعد الشكل الانسيابي لجسم هذا الحيوان إضافة إلى الأقدام الزعنفية الشكل على الحركة بسهولة تحت سطح الرمال، لذا فإن وجودها يقتصر على المناطق الرملية فقط، ويشكل القنفذ الاثيوبي نوعا آخر من أنواع التنوع الحيوي للمحمية، ويقطن هذا الحيوان في مناطق الصحارى الحقيقية وشبه الصحراوية، ويعد اكثر أنواع القنافذ شيوعا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news