لوحات تراثية وإنشاد ديني في «البردة»

قال رئيس المجلس المجلس الوطني، الأديب محمد المر، إن «جوائز البردة الثقافية التي تنظمها سنوياً وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وتستوعب مشاركات من مختلف دول العالم، قد ألهبت خيال الشعراء واستثارت مواهب الخطاطين، وتمكنت من إثمار نتاج مهم في مجالات اهتمام الجائزة التي أصبحت تحظى بمكانة مرموقة تتجاوز الصديين المحلي والإقليمي، وهي تتطلع إلى ختام مرور عقد على تأسيسها».

جاء ذلك خلال احتفال شهته ندوة الثقافة والعلوم، مساء أول من أمس، وبعيداً عن آليات تحليل النتائج، أو التطرق إلى أسئلة ترتبط بآليات تطويرها، وغيرهما من مكامن الجدل، اختارت وزارة الثقافة والشباب وتنميـة المجتمـع أن تطـوي فعاليات الدورة التاسعة من جائزة البردة الثقافية باحتفال ثانٍ، تم استثمار تزامنـه مع الاحتفالات بذكري المولد النبوي الشريف، لتكريم الفنانين المشاركين فيه، مساء أول من أمس، على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور وكيل الوزارة المساعد للثقافـة والفنون في وزارة الثقافـة، بلال البدور.

إنشاد

فنون الإنشاد بصفة خاصة التي سبقها افتتاح ببعض آيات الذكر الحكيم، وكلمة موجزة للشيخ أحمد الكبيسي، تسيّدت الحفل، الذي شهد حضوراً جماهيرياً جيداً، على الرغم من أنه الثاني من نوعه، إذ سبقه حفل تسليم الجوائز في أبوظبي، وهو ما اعتبره البدور بمثابة إتاحة فرصة أكبر للجمهور، من أجل الاستمتاع بهذا النمط من الفنون، الذي لا يلقى اهتماماً مماثلاً من منظمي الحفلات على أسس تجارية بحتة.

ومثلت تجربة الفنان فايز السعيد الإنشادية، محطة مهمة للجمهور، الذي ترقب كثيراً إنشاده لقصيدة «ريم على القاع»، جنباً إلى جنب الفنان الوسمي الذي اعتزل الغناء الطربي بمفهومه التقليدي وأصبح أكثر ميلاً للإنشاد الديني، بعد فترة طويلة قضاها بعيداً عن وسائل الإعلام المختلفة، وشارك في إحياء الحفل أيضاً الفنان فهد والفنان الشاب جاسم محمد.

وأكد السعيد لـ«الإمارات اليوم»، أنه لا يتردد في قبول دعوات تتعلق بمناسبات رسمية تحييها الدولة دائماً.

الأعمال التي جاءت من ألحان وسيم فارس، وشدا بها الفنانون تضمنت أيضاً مجموعة من الأناشيد الدينية والأعمال الفنية المختلفة، منها نشيد «مولاي» الذي قام بتوزيع ألحانه الملحن محمد صالح، قبل أن تقدم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، التي أصبحت بمثابة تيمة حاضرة في كثير من الفعاليات والاحتفالات الرسمية، مجموع متنوعة من الأناشيد بصحبة الفنانين أحمد العلي، وعلي إسماعيل، وحسن علي، ليكون مسك ختام الإنشاد مع الفنان التونسي أحمد جلمام، والمنشد السوري عماد رامي.

وقال البدور: «درجت الوزارة على أن تقيم احتفالاتها السنوية بالمولد النبي الشريف، وتكريم الفائزين بجائزة البردة على ليلتين، في كل من أبوظبي ودبي، لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من محبي البردة والإنشاد الديني لمتابعة الحفل»، مؤكداً أن الليلة المحمدية التي نظمتها وزارة الثقافةوالشباب وتنمية المجتمع على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أتاحت الفرصة لقطاع عريض من المواطنين والمقيمين بدبي والإمارات الشمالية، لمشاهدة الحفل الذي شدا فيه عدد كبير من النجوم الإماراتيين والعرب بأناشيد دينية رائعة في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، جمعت بين ما كتبه أمير الشعراء أحمد شوقي وقبله الإمام البوصيري صاحب البردة، والتراث الإماراتي الأصيل في الاحتفال بالمولد النبوي.

وأوضح البدور أن «تفاعل الجمهور مع اللوحات المقدمة على المسرح يدل على ارتباط المواطنين بهذه الذكرى المباركة، وتلبية فقرات الحفل لما يودون مشاهدته، حيث تعددت العروض بين الإنشادين الديني والتراثي، كما أعطت مشاركةالأطفال في اللوحات المقدمة على المسرح انطباعات ممتازة لدى الحضور».

زخم

أكد وكيل الوزارة المساعد للثقافة والفنون أن ارتباط جائزة البردة بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، أعطاها زخماً كبيراً، ليس على المستويا لمحلي فقط، وإنما على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وهو ما انعكس إيجاباً على تطور الجائزة، من خلال حرص الصفوة من أهل الفنون الإسلامية على المشاركة فيها، حيث تحولت إلى حدث يترقبه الخطاطون والمزخرفون والشعراء سنوياً، منبهاً إلى أن اهتمام وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عبدالرحمن بن محمد العويس، بفعاليات الجائزة وحرصه على أن تظهر في أروع صورة بداية من المشاركات ولجان التحكيم وختاماً بالحفلين اللذين يقامان سنوياً في دبي وأبوظبي، كان له بالغ الأثر في نجاحات جائزة البردةعاماً بعد آخر.

وعن اهتمام وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بجائزة البردة، ذكر البدور أن الجائزة تحقق أكثر من هدف في آن واحد، بداية من دعم ورعاية الفنون، ومروراً بالحفاظ على الموروث التراثي والثقافي للإمارات، وصولاً إلى رعاية وتشجيع المواهب والمبدعين في الشعر والخط العربي والزخرفة، ما يصب في خدمة الثقافة العربية والإسلامية بشكل عام. وثمّن البدور حرص عدد كبير من رجالات الفن والثقافة والشخصيات العامة على حضور الحفل، موجهاً الشكر إلى محمد المر، لحرصه على المشاركة في تكريم الفنانين المشاركين في الحفلين، مؤكداً أن الحفل كان خير ختام لفعاليات الدورة التاسعة من جائزة البردة.

الأكثر مشاركة