مثقفون مصريون يشكّلون جبهة للدفاع عن الإبداع
أعلنت جبهة الإبداع المصري أنها تبحث حاليا «مواقف صريحة»، تسعى إلى اتخاذها تجاه عدد من الوقائع التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، والتي اعتبرتها الجبهة «بداية لفرض قيود دينية متشددة على الفن والفنانين، كمقدمة لتطال تلك القيود غيرهم من المبدعين». وقالت الجبهة، في بيان على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن مؤسسيها «الذين استشعروا الخطر مبكرا وبادروا بتأسيسها والحشد لها، بات واضحا للعيان أنهم كانوا على حق، وأن بعض الآراء التي اعتبرت الجبهة خطوة استباقية ودفاعاً عن خطر غير قائم، اتضح أنها كانت على خطأ».
تضم الجبهة مئات من المثقفين والكتاب والفنانين والإعلاميين، وتم تدشينها في مؤتمر صحافي بنقابة الصحافيين في مصر، منتصف يناير الماضي، وتضم هيئتها التنفيذية أسماء كبيرة، بينها وزير الثقافة السابق عماد أبوغازي، وأربعة من رؤساء النقابات الفنية، والمخرجان داوود عبدالسيد وخالد يوسف والمنتج محمد العدل، والفنانان محمود حميدة ونبيل الحلفاوي، والشاعر جمال بخيت والكاتب عبدالجليل الشرنوبي وأخرون.
وأوضحت الجبهة أنها كانت تتوقع «التدخل في حرية الإبداع، منذ اليوم الأول لبروز التيار الإسلامي المتشدد على الساحة المصرية، رغم كل ما قيل عن التفاهمات التي تم الترويج لها إعلاميا، خلال الأشهر الماضية». وأكدت أنها بدأت تنظر إلى تلك القيود «بنوع من الخطورة، بعد صدور حكم قضائي غيابي بحبس الفنان المصري عادل إمام لمدة ثلاثة أشهر بتهمة اذراء الأديان في أعماله السينمائية، بسبب فيلم قام ببطولته قبل ما يقرب من 20 عاما، رغم أن الحكم جرى استئنافه، ومن المتوقع إلغاؤه».
وكشفت الجبهة عن إقامة دعاوى قضائية مماثلة ضد فنانين آخرين، بينهم مخرجون مثل محمد فاضل وشريف عرفة، وكتاب بينهم وحيد حامد ولينين الرملي وآخرون، فيما يمكن وصفه بأنه «حملة ترهيب واسعة النطاق». واستنكرت جبهة الإبداع قيام بعض طلاب جامعة عين شمس بوقف تصوير مسلسل «ذات نساء» أول من أمس، في مقر كلية الهندسة، اعتراضا من بعضهم على ملابس الممثلات القصيرة داخل الأحداث، والتي تحاكي ما كان سائدا في فترة السبعينات من القرن الماضي في مصر.
وقال صناع وأبطال المسلسل إن طلابا وأساتذة في جامعة عين شمس طردوهم من مقر كلية الهندسة، ومنعوهم من استكمال التصوير، اعتراضا على الملابس القصيرة لبطلات المسلسل داخل الأحداث التي تتناول الحركة الطلابية في مصر في تلك الحقبة. واشتكت مخرجة المسلسل كاملة أبوذكري إلى عميد كلية الهندسة سلوك المحتجين، فما كان منه إلا أن طالبهم بوقف التصوير ومغادرة المكان، رغم أنه وافق مسبقا على منحهم تصريحا بالتصوير لمدة ستة أشهر.
وأصدر اتحاد طلاب كلية الجامعة بيانا، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مساء الأربعاء، قال فيه «يعتذر اتحاد طلاب عين شمس عن المشاهد السيئة، التي ظهرت نتيجة تصوير أحد المسلسلات داخل حرم الكلية، وقد قامت إدارة الكلية واتحاد الطلاب بمنع فريق عمل المسلسل من استكمال تصوير بقية المشاهد غير اللائقة بالمسلسل وتم إخراجهم».
وعلقت كاتبة سيناريو المسلسل مريم نعوم على البيان على الصفحة نفسها، قائلة «هل أنتم اتحاد طلاب أم جمعية أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؟ المشاهد كانت جزءاً من حلقات عن الحركة الطلابية، عندما اعتصم طلاب كلية الهندسة، ثم خرجوا من الجامعات إلى ميدان التحرير عام ،1972 فهل يفترض بالمسلسل أن يصور طالبات السبعينات يرتدين ملابس عصرية لطالبات 2012؟».
وتدور أحداث المسلسل المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائي المصري المعروف صنع الله إبراهيم حول التغيرات أأالاجتماعية والسياسية، التي عاشها المجتمع المصري في أعقاب ثورة ،1952 وصولا إلى الوقت الحاضر، وهو من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ويشارك في بطولته نيللي كريم وباسم سمرة وانتصار وهاني عادل وناصر سيف وشيرين عادل وهشام إسماعيل وعمر السعيد.