عـــام التنـين أطـباق واحتفالات خاصة
باحتفالات واسعة وألوان مبهجة، استقبل العالم عام التنين الصيني الذي بدأ في 23 يناير ،2012 وسبق هذه الاحتفالات الكثير من التكهنات وقراءات الطالع المتفائلة بالعام الجديد حسب تسلسل الأبراج الصينية، إذ يعتبر الصينيون ان هذا العام ومواليده يستمدون صفاتهم من التنين وما يتميز به من قوة، كما يرمز للحظ والرخاء والعظمة، لذا يعتقدون أن مواليد هذا البرج يتمتعون بصفات القوة والشجاعة والذكاء والحكمة والقيادة.
أيضا يعتبر الصينيون «عيد الربيع»، الذي يحل مع بداية العام، عيد لمّ الشمل كما يسميه الصينيون، من أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها في الصين، إذ يعود فيه المسافرون إلى مساقط رؤوسهم، ليجتمع جميع أفراد الاسرة.
أصل الأسطورة يرجع أصل الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، في الصين، إلى أسطورة قديمة، تحكي عن أهل قرية كانوا يعانون وحشاً عملاقاً يدعى «نيان» يسكن أعماق البحار، ويخرج كل 12 شهرا ليهاجم الناس ويلتهم أبقارهم وأغنامهم. وفي إحدى المرات نصحهم عابر سبيل مسن بأن يلصقوا على أبواب بيوتهم أوراقا حمراء تحمل عبارات الخير، ويعلقون فوانيس ومصابيح، ويطلقون الألعاب النارية لإرهاب ذلك الوحش، وبالفعل نجحت وصفة المسن، ومنذ ذلك الحين جعل الناس هذا اليوم عيدا لطرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ والسعادة. ويطغى اللون الأحمر على الملابس والزخارف، خلال الاحتفالات، نظرا إلى ارتباطه في الحضارة الصينية بالحظ السعيد والبركة والوئام والبهجة، ويحرص مواليد برج التنين، هذا العام، على ارتداء الملابس ذات اللون الاحمر، من أجل جلب الحظ وإبعاد الشر عنهم. |
احتفال الصينيين بعام التنين، لا يقتصر على الزينة والاحتفالات الشعبية فقط، لكن يمثل الطعام جزءاً مهماً، من طقوس استقبال العام الجديد والحفاوة به، فعلى سبيل المثال ارتبطت وجبة جياوتسي، وهي عبارة عن فطائر مسلوقة محشوة باللحم والخضراوات، بعيد الربيع، حيث تتناولها الأسرة عشية العام القمري الجديد، وترمز الجياوتسي إلى الخير والرزق الوفير والسعادة ولم شمل الأسرة، ويحرص جميع أفراد الأسرة على المشاركة في إعدادها.
وأوضح الشيف الصيني جيمي سيك، الذي يستضيفه فندق الشاطئ «روتانا أبوظبي» خصيصا للاحتفال ببداية عام التنين في الفترة من 23 يناير إلى 6 فبراير، أن الشعب الصيني اعتاد الربط بين المناسبات المختلفة التي يحتفل بها وبين الأطعمة التي يتناولها كنوع من التفاؤل بالمناسبة، خصوصا في بداية كل عام.
ولفت إلى انه قام بنفسه بإعداد أطباق خاصة بعام التنين يقدمها في فندق «الشاطئ روتانا» كجزء من الاحتفال بالعام الجديد، حتى تدخل السعادة في نفوس الناس، وتزرع فيهم روح التفاؤل في بداية العام، وتجعلهم يفكرون بإيجابية، وأن الأشياء الجميلة مقبلة مع الأيام، ما ينعكس على كل شيء حولهم.
وأشار سيك لـ«الإمارات اليوم» إلى أن المطبخ الصيني بطبعه يتسم بقدر كبير جدا من التنوع، حتى يتناسب مع تنوع المجتمع نفسه، وأيضا يراعي العادات والتقاليد السائدة لدى الطوائف المختلفة، فهناك البوذيون الذين لا يأكلون اللحوم، وهنالك مسلمون لهم معايير معينة تطبق في طعامهم.. الخ. موضحا ان هناك مكونات معينة يعتمد عليها المطعم الصيني بكثرة مثل الزنجبيل والثوم والبصل الأخضر والزهرة والأعشاب، إلى جانب بذور السمسم وزيته، و«الصوص الحار»، بالإضافة إلى النودلز الذي يعد الأكلة الصينية الأشهر والأكثر انتشارا على مستوى العالم، إذ تنافس الباستا الايطالية، ويتم تصنيع النودلز يدويا في تجمعات تشبه الاحتفالات الراقصة.
وأضاف «يعتمد المطبخ الصيني على عنصرين رئيسين هما النار والماء، فالنار القوية أحد أهم أسرار المطبخ الصيني، والتي تمنحه تميزه، لأنها تساعد على إكساب الطعام نكهة فريدة، وتنضج الخضراوات بسرعة، فلا تفقد نكهتها ورائحتها أو فائدتها كما يحدث في حالة الطهي البطيء». لافتا إلى أنه مع الوقت والتطور حدث الكثير من التغيرات على المطبخ الصيني من أهمها عدم استخدام الأخشاب في الطهي، واستخدام أجهزة طهي حديثة تتيح التحكم في النار المستخدمة، إلى جانب زيادة الاعتماد على المكونات الجاهزة التي يتم جلبها من محال البقالة، بدلا من إحضارها من الزارع مباشرة كما كان في السابق.
وعن عام التنين؛ قال الشيف سيك إنه أحد 12 برجا صينيا تتعاقب عام بعد عام، وهو يتكرر كل 12 عاما، وفي كل مرة يكتسب صفة معينة مثل التنين المائي أو الخشبي أو الحديدي. مشيرا إلى أن 2012 هو عام التنين المائي، وهو مصدر للتفاؤل، كما يحب الصينيون إنجاب اطفالهم في عام التنين، حتى يتمتعوا بصفات القوة والذكاء والشجاعة والحكمة، التي تتوافر في مواليد هذا البرج.