تأجيل ألبومات وأعراس.. ولا سهرات في «الفالنتاين»

فنـانون يلغـون حفلاتـهم انتصاراً للدم العربي

صورة

من المؤكد أن الفن هو نبض الشارع وصوت المجتمع، خصوصاً في الأوقات المفصلية وأمام المواقف الحاسمة في حياة الشعوب والدول. وفي ظل الأحداث المأساوية التي تعيشها المنطقة العربية، ومئات الشهداء الذين يتساقطون في سورية بشكل يومي، ومأساة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يزيد على 130 شهيداً كلهم من زهرة شباب مصر، أمام كل هذه الدماء المسالة على الأرض، كان لابد للفن الجاد والملتزم موقفه، هذا الموقف الذي تجسد في هذه المرة بالصمت، فقد قام كثير من الفنانين بإعلان توقفهم عن الغناء حتى يتوقف نزيف الدم العربي.

المبادرة الأولى كانت من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في السعودية، بإلغاء الأوبريت الغنائي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام، ففي بيان رسمي أشار إلى ان هذا القرار يأتي «تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء من الشعب السوري، وما يحدث من سفك لدماء الأبرياء وترويع للآمنين، إضافة إلى ما حدث في مصر الشقيقة من أحداث أدت إلى وفاة العديد من الأبرياء، إلى جانب ما جرى ويجري في اليمن وليبيا الشقيقتين من أحداث مؤسفة ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، وما مرت به تونس الشقيقة من أحداث مؤلمة».

تامر حسني يستفز المصريين مجدداً

مرة أخرى، وضع الفنان المصري تامر حسني نفسه في خانة العداء مع الثورة والثوار، بعد أن قام أخيراً بإحياء حفل غنائي في الولايات المتحدة الأميركية بالتزامن مع مجزرة بورسعيد، وهو ما دفع نشطاء مصريين بأميركا لمهاجمة المطرب الشاب، وترديد هتافات معادية له خارج المكان الذي أقيم فيه الحفل، ما اضطره للهروب بسيارته من أمام الباب الرئيس، ثم عاد ليدخل المسرح منكس الرأس في حماية الشرطة الأميركية وبعض أعضاء فرقته الموسيقية.

وتعهد هؤلاء النشطاء بملاحقة حسني في مختلف الحفلات التي ينوي تقديمها في الولايات المتحدة.

في المقابل، أعلن كل من عمرو دياب ووائل جسار وآمال ماهر ومحمد حماقي إلغاء الحفلات التي تعاقدوا في وقت سابق على إحيائها احتفالاً بعيد الحب الذي يوافق بعد غد.

«ليالي فبراير»

من جانبهم، ألغى منظمو مهرجان ليالي فبراير السنوي الكويتي جميع الحفلات الموسيقية المبرمجة في إطار فعاليات المهرجان تضامناً مع الشعب السوري، بحسب ما أفاد رئيس لجنة الحفلات الملحن عبدالله القعود، موضحاً أنه تم «إلغاء الحفلات الغنائية للمهرجان هذا العام تضامنا مع ما يمر به الشعب السوري الشقيق هذه الفترة».

وأشار القعود إلى أن «الوضع غير مناسب حالياً لإقامة أي حفلات غنائية، خصوصاً أننا جميعاً نعيش حالة حزن تجاه ما يحدث في سورية، ولذلك رأت اللجنة المنظمة لليالي فبراير أنه من غير المقبول إقامة حفلات وهناك أناس يموتون يومياً». وقد جاء هذا التصريح بعد أن اعتذر عدد من نجوم الخليج عن المشاركة في المهرجان الذي يستمر طوال شهر فبراير، بينهم الكويتيون نبيل شعيل وعبدالله الرويشد والفنانة نوال، والسعودي رابح صقر الذي أعلن في وقت سابق «تضامناً مع الشهداء والضحايا قررت إلغاء مشاركتي في مهرجان هلا فبراير ومهرجان قطر السنوي، وهو أقل شيء يمكن تقديمه لهؤلاء الشهداء الأشقاء». وهو الموقف الذي لقي ترحيبا كبيرا من محبي الفنان الكبير.

إلغاء حفلات

الفنان المصري محمد فؤاد أيضاً كان له موقف مشابه في أعقاب الأحداث التي شهدتها مصر الأسبوع الماضي، ووقوع عدد كبير من الضحايا في مباراة كرة القدم بين الأهلي والمصري، عندما قرر إلغاء حفلته التي كان من المقرر ان يحييها في «دريم بارك»، لأجل غير مسمى، وذلك احتراما للشهداء، وهو الطلب الذى لاقى قبولاً لدى إدارة «دريم»، وتفهموا الموقف تماماً، لأنه لا يجوز أن يغنى وهناك شهداء دمهم مازال موجوداً في الأرض. هذا الموقف يأتي استكمالاً لموقف فؤاد السابق الذي اتخذه في أعقاب الاحداث التي جرت أمام مجلس الوزراء في القاهرة في ديسمبر الماضي، حين قرر التوقف عن إحياء الحفلات خارج بلاده حتى «تقف مصر مرة أخرى على قدميها»، بعد حالة عدم الاستقرار التي تعيشها، داعياً لأن يكون الغناء في هذه المرحلة متوافقاً مع الثورة.

كما قرر المطرب المصري أحمد سعد إلغاء حفله الغنائي الذى كان من المقرر أن يقيمه الأربعاء الماضي في ساقية عبدالمنعم الصاوي بالزمالك، وذلك لعدم استقرار الأوضاع الحالية، وحداداً على شهداء بورسعيد. ومن جانبها قامت إدارة ساقية الصاوي، التي تعد من أكثر المراكز الثقافية والفنية غير الحكومية جذباً للشباب، بتعليق أنشطتها الفنية تضامنا مع الأحداث الجارية. ألغى أيضاً الفنان حمزة نمرة، الذي سطع نجمه بالتزامن مع ثورة يوليو، إذ كان من الأصوات الفنية المعبرة عن روح الثورة وميدان التحرير، حفلاً كان من المنتظر ان يقوم بإحيائه في الاسكندرية بداية الاسبوع الجاري للأسباب نفسها.

وفي الإطار ذاته أعلن مطرب ستار أكاديمي، أحمد عزت، تأجيل حفله الغنائي الذي كان من المقرر ان يقيمه في الاسكندرية، إلى يوم 17 فبراير، احتراما للحداد العام، والظروف التي يمر بها البلد حالياً، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها استاد بورسعيد. وقرر عزت التبرع بأجره عن الحفل كاملاً لمصلحة صندوق تبرعات ضحايا مذبحة بورسعيد.

تأجيل ألبومات

مواقف الفنانين لم تقتصر على التوقف عن إحياء الحفلات فقط، بل امتدت إلى تأجيل إصدار الألبومات الفنية أيضاً، مثل الفنان المصري علي الحجار الذي اتخذ قراراً نهائياً بتأجيل إصدار البومه الجديد الذي يحمل عنوان «ضحكة وطن» ويتحدث عن ثورة 25 يناير، تضامناً مع شهداء بورسعيد. كما قام الفنان عزيز الشافعي باتخاذ القرار نفسه في ما يتعلق بألبومه الجديد «راجع»، معلناً تأجيل إصدار الألبوم تضامنا مع الثورة المصرية، ولأنه وجد أن الوقت غير مناسب. كذلك أعلنت الفنانة غادة عبدالرازق تأجيل زواجها من الإعلامي محمد فودة حزناً على شهداء بورسعيد، مشيرة إلى أنها كانت ترتب للزواج من الإعلامي محمد فودة في أوائل مارس المقبل، لكنها اضطرت إلى التأجيل بسبب حزنها على شهداء مصر.

تويتر