قراء اعتبروا الاحتفال به ترفاً لا يليق بنــــــــــا الآن
«الفالنتاين»..أحمر فائض عن حاجـة العرب
لا تبدو الاستعدادات العاطفية، ولا حتى التجارية، هذا العام كما اعتادها «سوق الفالنتاين»، ورأى كثيرون في تعليقات مقتضبة، أن ما يحدث في الشارع العربي الآن، لا يسمح أخلاقياً بترف الاحتفال بشأن كهذا.
العيد الذي بدأ ينتشر في المجتمع العربي على استحياء، ثم ما لبث أن أصبح موسماً عاطفياً في كل عام، كان يجري استقباله عادة بالكثير من الاندفاع العاطفي في صفوف الشباب من الجنسين، وبابتداع مظاهر احتفالية على صعيد الملابس والاكسسوارات، تميزت دائماً باللون الأحمر، كما كان يجري استثماره أيضاً بمنتجات تجارية تملأ الأسواق، وهي أدوات الاحتفالات، ومظاهرها، لكن «الفالنتاين» الذي يصادف اليوم، يتزامن أيضاً مع أحداث مأساوية تلقي بظلالها، الحمراء أيضاً، على الشارع، حيث الدم يملأ الساحات، والناس في انشغال بتحررهم، وقتلاهم، وهو ما دفع كثيرين للتعليق عند سؤالهم عن هذه المناسبة، بالقول إن «هذا ترف لا يليق بنا نحن العرب الآن»، بل ذهب آخرون الى أبعد من ذلك حين استخفّوا بأي احتفال لا يكون موضوعه الشهداء.
اللقاء الأول
تختلف الجنسيات وتختلف الملامح وتتفاوت الأعمار، لكن ردة الفعل تكاد تكون واحدة عندما يتعلق الموضوع بالحب، ابتسامة صافية أو ضحكة خجولة أو الكثير من الحزن في العيون، هكذا هي ردات فعل الناس حين سألتهم «الإمارات اليوم» عن عيد الحب، وهل يعنيهم أم لا، فهي بالنهاية قصص من حياتنا تعيش بيننا وبشكل يومي تحتاج دوماً الى مساحة للبوح.
ياسمين الطارق صمتت وكأنها عادت الى مكان اللقاء الأول الذي لاتزال تحرص على الذهاب اليه كل عام، وهي التي أصبح عمرها 40 عاماً، «لكن المقهى الذي جمعني به أول مرة يعيدني إلى الوراء ويجعلني في العشرينات»، والبعض الآخر قالوا قصصهم التي من الممكن أن تكون أقرب الى الخيال، كسوسن علي التي أحبت شاباً عبر الإنترنت بعد أن أوهمها بأنه فتاة ليختبر أخلاقها، فتغضب منه وهي الرافضة لعلاقات الإنترنت، ثم تتكلل العلاقة ثانيةً بالزواج بعد 10 سنوات من القطيعة الإلكترونية، أما محمد حسين الأرمل، فيصر على أن يذهب دائماً الى مكان محدد على كورنيش أبوظبي، كي يتذكر أول مرة شاهد فيها زوجته المتوفاة.
الأرمل العاشق
الأرمل العاشق هكذا يحب محمد حسين (44 عاماً)، أن يصف نفسه، بعد أن فقد حب حياته، على حد تعبيره، إثر مرض عضال أصابها «تعرفت إليها مصادفة وهي تمشي مع أسرتها على شارع الكورنيش في أبوظبي»، وأضاف «لن أنسى لون شعرها الذهبي الذي صار يتلألأ مع انعكاس الشمس على البحر»، ملأت عيون حسين الدموع، وأردف: «قررت أن هذه هي التي كنت أبحث عنها، فسرت وراءهم للاستدلال على عنوان منزلهم، وتكللت رغبتي فيها وحبي لها منذ النظرة الاولى بالزواج»، وقال: «لكن المرض الذي أصابها كان أقوى من استمرار هذا الحب الذي أثمر طفلاً يشبهها كثيراً»، مؤكداً: «منذ خمس سنوات بعد أن توفاها الله صرت في عيد الحب أذهب إلى البحر في المنطقة التي كانت تقف أمامها وأترحم عليها، فلم أحب بعدها».
اعتذار
بعيداً عن الحزن وقريباً من الأمل، قال اياد الصاري (38 عاماً)، الذي تحمس كثيراً لنشر قصته، لعلّ زوجته التي طلقها في لحظة غضب تقرأ توسلاته عبر الصحيفة «تم الطلاق منذ شهرين في لحظة غضب، لكن زوجتي لم تسامحني على هذه اللحظة، وعقابها كان شديداً جداً، إذ إنها رفضت العودة». وقال: «عشنا قصة حب قبل الزواج، وكنا نحتفل كل عام في مقهى معين اعتدنا الجلوس فيه دائماً، ليس في عيد الحب فقط». وأضاف: «أنا أعلم أنها من قراء صحيفتكم، وأريدها أن تلقاني في المقهى اليوم، في عيد الحب، فأنا لم أعرف الحب إلاّ معها».
في المقابل، قالت ياسمين الطارق (40 عاماً): «قد لا يصدق أحد أننا منذ 15 عاما نحتفل بعيد الحب في المقهى نفسه بالشارقة»، وأضافت «بداية قصتنا كانت سريعة، إذ لم يمض على لقائنا الأول سوى ايام لأراه وعائلته في بيتنا يطلبون يدي»، وهنا تدخل زوجها منيب أحمد (48 عاماً)، ليؤكد: «لم أتخيل حياتي يوماً من دونها، ولم أنتظر موعداً آخر بعد اللقاء الأول، فرؤيتي لها في المقهى جعلتني أشعر بأنها شريكة حياتي، وقد كان». لتكمل ياسمين «أخذنا عهداً على أنفسنا أن يكون المقهى ليس ملاذاً لنا في عيد زواجنا، بل في عيد الحب».
مثل الخيال
قصة سوسن علي(30 عاماً)، مثل الخيال لكنها حقيقة، ولم تمانع في البوح بها «ليس لدي مكان أذهب اليه في عيد الحب، لأنني تعرفت الى الشخص الذي أصبح زوجي عبر الإنترنت وبخديعة»، موضحة: «كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، وكنت مثل من هن في سني أحب غرف الدردشة مع الفتيات فقط، وتكوين علاقات مع ثقافات مختلفة من شقيقاتي العربيات»، وأضافت «من ضمن تلك الفتيات تعلقت بواحدة، فقد شعرت بقربها مني، فأنا كنت أحب القراءة والمطالعة كثيراً، وهي كانت تعيش في بلد آخر، وتعدني دائما بأنها ستأتي يوماً لزيارتي»، وأكملت، والضحكة تملأ وجهها: «بعد أشهر عدة من التواصل اعترفت لي صديقتي بأنها ليست فتاة بل شاب، فكانت الصدمة، وشعرت بالخديعة، لكنني شعرت بقلبي يخفق للمرة الأولى مع أنني كنت صغيرة في السن لكني شعرت بالحب، واجبته بأنني أحبه، لكنني لا استطيع أن أخالف شرع الله وأخالف ثقة أهلي بي»، وأضافت «مرت السنوات والتحق بجامعة في بلده، وهو لم يغب عن بالي لحظة، وشاء الله أن يأتي دفعة من الخريجين ليتدربوا ويدربونا في الوقت نفسه على تخصصي وهو طب الأسنان»، وقالت وهي تبكي: «رأيته وشعرت به، وأحسست أن الذي أمامي هو الشخص نفسه الذي كان يراسلني وأنا طفلة، ولمست اهتمامه الشخصي، وهذه المرة وكي أتأكد ابتدعت حيلة، وهذه الحيلة سيقرأها زوجي الآن ويعرفها لأول مرة عبر تصريحي العلني هذا في صحيفتكم، فبعد أن شعرت بوخزة القلب ورجفته نفسها ايقنت أنه هو، فاقتربت اليه وأسقطت دفتري الذي أدون عليه ملاحظاتي، وكنت قد كتبت في صفحته الاولى، بالخط العريض، بريدي الإلكتروني الذي كنا نتراسل عليه، فالتقط الدفتر وانتبه للعنوان وناداني باسمي، وهو يرتجف، ثم سادت حالة صمت، قبل أن يسألني كيف له أن يأتي ويخطبني، وقد كان، ولم تقف أي عقبات أمام حبنا، والى الآن أنا سعيدة معه جداً».
قصة «الفالنتاين»
تعود القصة إلى عام 269 بعد الميلاد، وهي قصة قسيس يدعى فالنتاين، كان يعيش في روما تحت حكم الامبراطور الروماني كلاوديس الثاني، وكان يلاحظ أن العزاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين، فأصدر أمراً بمنع عقد أي قران، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر يعقد الزيجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره، فأمر الامبراطور باعتقاله وإعدامه. وفي السجن تعرف فالنتاين على ابنة أحد حراس السجن، وكانت كفيفة، فطلب منه أبوها أن يشفيها فشفيت ووقع في غرامها، وقبل أن يعدم في 14 فبراير أرسل إليها بطاقة كتب عليها «من المخلص فالنتاين»، وهكذا أصبح 14 فبراير مناسبة عاطفية، وعيداً للحب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news