تنوعت فعالياتها بين الثقافية والتراثية والتوعوية

«الوقن» تستقبل أولى القوافل الثقافية لـ 2012

صورة

من جديد؛ وبالزخم نفسه؛ تعود القوافل الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع للعام الثالث على التوالي، لتحط رحالها هذه المرة في واحدة من المناطق البعيدة التي قليلاً ما تصلها الفعاليات والانشطة التي تزخر بها المدن الكبرى، وهي منطقة الوقن التي تقع في مدينة العين. فعلى غير المعتاد؛ استيقظت منطقة الوقن الهادئة وما يجاورها من مناطق مماثلة مثل الظاهرة وبوكرية والعراد والقوع وأم الزمول، على حركة نشطة غير معتادة، مع الاستعدادات التي سبقت انطلاق القافلة الثقافية الأولى لعام ،2012 التي افتتحت مساء أول من امس، وسط حشد كبير من أهالي المنطقة.

تضمنت فعاليات القافلة التي افتتحها الشيخ زايد بن طحنون آل نهيان، ما يقرب من 92 فعالية متنوعة، جمعت بين الثقافة والفنون والتراث والفعاليات الاجتماعية والتوعوية والصحية والدينية، أسهمت في تنفيذها 105 جهات حكومية وخاصة. احتلت الفعاليات التراثية مكانة خاصة ضمن برنامج القافلة، من خلال القرية التراثية وما تضمنته من أعمال يدوية وأشغال تراثية، والاستديو التراثي والعروض الفنية التراثية التي قدمتها فرقة الحربية ولاقت اقبالا كبيرا من الحضور، خصوصاً الاطفال. للأطفال أيضاً اقيمت خيمة الطفل برعاية مزرعة العين للإنتاج الحيواني، التي اشتملت على المرسم الحر والمسابقات والهدايا والمسرحيات وركن خاص بالألعاب الترفيهية للأطفال، وفعاليات أخرى متنوعة.

برنامج متنوع

تضمن برنامج القافلة فعاليات متنوعة، بدأت بسباق الهجن الذي انطلق فجر الخميس واستمر حتى اليوم التالي، كما أقامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ضمن قاعة الوقن الكبرى أركاناً لعروض الجهات المشاركة والمعارض الفنية الخاصة بهم ضمن برنامج القافلة، التي تشتمل على عروض الخدمات المجتمعية والأمنية والصحية والتوعوية التي يقدمها الشركاء للجمهور، إذ تم في الخيمة تسجيل واستخراج بطاقات الهوية، وتوزيع شتلات الزهور وفسائل النخيل برعاية شركة عقار وجائزة خليفة لنخيل التمور، وتوزيع التمور من خلال شركة «الفوعة».

وضمن خيمة العروض خصص مستشفى الوقن حملة للتبرع بالدم، وأمام الخيمة خصص مركز أبوظبي للنفايات عرضاً لسيارة خدمات النفايات، وسيارة للطوارئ قدمتها إدارة الطوارئ والسلامة العامة، وسيارة ثالثة لخدمات الاتصالات، خصصتها شركة اتصالات، لتجتمع كل الخدمات في مكان واحد، تيسيرا على أهالي منطقة الوقن.

ووفرت الوزارة بالتعاون مع مواصلات الإمارات، الشريك الاســـتراتيجي في القوافل الثقافية، وسائل لنقل جمهور القـــوافل من مدينة العين بموقعي الجيمي مول والعــين مول إلى مقر القافلة بالوقن.

وشمل البرنامج معرضا للاسر المنتجة، وعددا من المحاضرات التوعوية لأهالي المنطقة تحت عناوين منها؛ «أضرار المخدرات» و«نحو جيل تقني واع» و«الهوية الوطنية» و«أخلاق السنع»، إضافة إلى مسرح مخصص لخيمة النساء، وأسهمت بلدية العين بجهود فاعلة في البرنامج، إضافة إلى جهود وزارة الداخلية ممثلة في شرطة أبوظبي وشرطة دبي اللتين تشاركان في فعاليات القافلة بتقديم مجموعة من المحاضرات التوعوية والأمنية والمرورية، وعرض للفرقة العسكرية وعرض لفرقة الخيالة، إضافة إلى مجموعة من المسابقات للجمهور.

أيضا الشعر كان له حضوره في برنامج القافلة من خلال الامسية الشعرية التي نظمت بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، شارك فيها مبارك بن عود العامري، وعبدالله الجابري، وفهد الحارثي، وقدموا فيها مجموعة من قصائد الشعر الشعبي والشلات، بينما قدمت الفنانة رانيا شعبان فقرة غنائية اختتمت بها فعاليات اليوم الاول من برنامج القافلة الثقافية.

من جانبه؛ اشار الشيخ مسلم سالم بن حم عضو المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، إلى ان هذه القوافل تستلهم مبادئ المدرسة العظيمة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي يسير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العطاء والأعمال الخيرية البارزة داخل الإمارات وخارجها. معتبراً أن المشاركة في مثل هذه المبادرات التي تستهدف خدمة المجتمع، وتحقيق التواصل بين افراده ومساعدة الآخرين، واجب من واجبات المجتمع على كل من يستطيع المساهمة.

وقال الشيخ بن حم إن مشاركة مجموعة بن حم في الفعاليات، وحرصها على تقديم هدايا المسابقات لقافلة الوقن، يأتي في إطار الحرص الدائم على التواصل مع المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية، وتوفير روافد غير حكومية تسهم مساهمة حقيقية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الواسعة التي تشهدها الإمارات، وفي حفز روح المبادرة وترسيخ مفهوم العمل الخيري في المجتمع، من باب تخصيص نسبة من أرباح المجموعة لمشروعات الخيرية وصور الخير المتعددة، كجزء من رعاية الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالثقافة والتعليم.

بدورها قالت الوكيل المساعد للخدمات المساندة بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس اللجنة للقوافل الثقافية عفراء الصابري، إن المبادرة جاءت تجسيدا لدعوة القيادة الرشيدة لتعزيز التلاحم المجتمعي، وتتوافق مع أهداف الخطة الاستراتيجية (2011-2013) الرامية إلى المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها.

وأضافت أن الوزارة تسعى من خلال قافلة الوقن الثقافية إلى تحقيق التنمية المجتمعية والثقافية والترابط المجتمعي والارتقاء بالحس الوطني عبر تضافر جهود الجهات والوزارات والهيئات الحكومية والمحلية والمؤسسات الخاصة.

وعبر الشيخ أحمد الكبيسي الذي قدم محاضرة بعنوان «إخلاص النوايا»، ضمن فعاليات البرنامج، عن سعادته بالمبادرة. موضحاً أنه فوجئ بحجم الوجود ضمن الفعالية، وبمدى العمران والحداثة المتوافرتين في المنطقة. مشيداً بدور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وشركائها، في تحقيق التواصل مع هذه المناطق البعيدة. كما دعا أهالي المنطقة إلى استغلال الحدث والاستفادة منه والتفاعل معه.

وقال مدير إدارة الثقافة والفنون بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عبدالله العامري، إن القوافل الثقافية حققت نجاحًا ظهر أثره جلياً على المستوى المحلي، لاسيما في جوانب التعاون الثقافي بين الهيئات المحلية ومنها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

وأضاف أن من أهم ما يميز القوافل الثقافية عموم الفائدة الثقافية على ربوع الوطن، وأنها لم تكن محصورة في العاصمة وبقية الإمارات الرئيسة الأخرى، وإنما امتدت إلى المناطق البعيدة بشكل خاص. موضحاً أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث شاركت بتجهيز ركن للاطلاع على ما تقدمه الهيئة من مطبوعات وجهود في خدمة التراث والعمل الثقافي من إبداعات الكتاب والشعراء المحليين الذين قدموا إبداعاتهم ضمن مشروع «قلم» التابع للهيئة.

واعتبر العامري أن نشر ثقافة المجتمع والمحافظة عليها هو القاسم المشترك بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

تويتر