محمد يوسف: الربـــيـع العربي أثرّ في أنماط المشاهـــدة
كشف الرئيس التنفيذي للشركة الإماراتية للبث التلفزيوني الفضائي «ياه لايف» محمد يوسف، أن نموذج البث المجاني الذي يتيح للمتلقي مشاهدة 600 قناة حالياً في المنطقة العربية لن يستمر وقتاً طويلا. وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أنه على مدى السنوات الماضية تقلصت أوقات الفراغ لدى المشاهدين، وهذا يعني ان المتلقي عندما يشاهد التلفاز يسعى لمشاهدة ما يفضله من مواد ومحتوى، لذلك يكون على استعداد للدفع مقابل ذلك.
ويمكن تلخيص نموذج المشاهدة القديم بـ«أنا (المشاهد) أقدم لك (قنوات البث) وقت فراغي وفي المقابل تقدم لي تسلية مجانية ممزوجة ببعض الإعلانات، بينما تعتقد (ياه لايف) أن هذا النمط المجاني لن يستمر، خصوصاً أنه أصبح محصوراً في المنطقة العربية، في حين أن المناطق الأوروبية تحولت إلى نظام مدعم من قبل المشاهد.
كما أن قنوات البث قد غمرت بتكلفة المحتويات والتحديات التي تواجه سوق الإعلانات، ولهذا ستبدأ بالبحث عن مصادر دخل بديلة مثل نموذج مدعم من قبل المشاهد - التلفاز المدفوع. ووفقاً لإحصاءاتنا فإن المشاهد يقوم بمتابعة 10 قنوات من الـ600 قناة المتوافرة لديه، ما يطرح السؤال: ما فائدة هذه القنوات؟».
من جهة أخرى؛ أشار يوسف إلى أن «الربيع العربي وثوراته خلقت أنماطاً جديدة من المشاهدة لدى العرب، حيث زادت هذه الثورات من الوعي بشكل كبير بالنسبة لخدمات الأخبار المباشرة،أ فقد أمضى المشاهدون ساعات عدة في متابعة تغطية التلفاز الإخبارية لما جرى ومازال يجري من أحداث في كل من تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، وسورية، والبحرين».
مشيراً إلى أن هذه الزيادة الكبيرة في الطلب على الأخبار، في المقابل، تصنع مزيداً من الضغط على قنوات البث لمطالبة المشاهدين بمتابعة الأحداث مباشرةً حال وقوعها، الأمر الذي يزيد من تكلفة قنوات البث في تغطية الأحداث حتى لو لم تكن ضمن حسابات ميزانيتهم مثل الحاجة إلى توافر مراسلين للتغطية المباشرة للأحداث، وتأمين الحماية لهم والمعدات المطلوبة لذلك، وكذلك توافر مراسلين في مواقع مختلفة.
وأكد يوسف أن «ياه لايف» قامت، تجاوباً مع هذه التغيرات في المشهد الإعلامي العربي، بزيادة سعة إشارة بث الوضوح العادي على حسابها، حتى يتسنى للقنوات البدء في بث المحتوى العالي الدقة، بما يسهم في تطوير العمل الإعلامي، وتعزيز اتجاه هذه القنوات للاستجابة لمطالب المشاهد العربي، وفي الوقت نفسه يحقق هدف الشركة في توفير أسعار تنافسية للبث، كي تصبح شركة البث الفضائي العالي الدقة المفضلة في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف «تسعى شركة ياه لايف للمساهمة في إثراء المشهد الإعلامي العربي من خلال تحقيق جودة المحتوى وجودة البث، وكوننا شركة إماراتية جديدة يجب علينا تقديم كل ما هو جديد مقارنة بالأقمار الاصطناعية الأخرى، وهذا يتضمن كلاً من البث والمحتوى على حد سواء، لذلك قمنا بتوفير أفضل وأحدث خدمات البث الفضائي، من خلال توسيع نطاق وصولنا إلى الجمهور في مختلف أنحاء العالم وبتقنية الوضوح العالي»، لافتاً إلى ان الطلب على برامج التلفزيون بتقنية الوضوح العالي في تزايد مطّرد من قبل المشاهدين في المنطقة، وأن تقنية بث القنوات عالية الوضوح تتطلب سعة فضائية بما يقرب من ثلاث إلى أربع مرات من السعة الفضائية التي تبث على نظام البث العادي(SD)، الأمر الذي يعني تعذر معظم شركات الأقمار الاصطناعية في تقديم مثل هذه الخدمات في وقت تحرص «ياه لايف» على تقديمها بأسعار منافسة.
وتقدم «ياه لايف» خدمات بث متطورة، عبر إرساء عهد جديد من خدمات البث العالي الدقة HD، والخدمات التلفزيونية ثلاثية الأبعاد، وذلك بواسطة أالقمر الاصطناعي Y1A الذي يقع على درجة 52.5 شرقاً ويغطي مناطق الشرق الاوسط، وشمال افريقيا، وغرب آسيا، وأوروبا، وهو ما يمكن شركات البث التلفزيوني من تقديم قنواتها بتقنية البث العالي الدقة أو بشكل تفاعلي دون أي عوائق لما يتعلق بالسعة الفضائية على القمر الاصطناعي، إضافةً إلى توسيع قاعدة مشاهديها بمناطق جغرافية جديدة تغطيها «ياه لايف».
أكما أوضح أن «ياه لايف» تقدم حلولاً سريعة لقنوات البث التي لا تتمتع بالمحتوى التقني العالي الدقة، من خلال توفير زيادة سعة إشارة بث الوضوح العادي على حسابها، حتى يتسنى لهذه القنوات البدء في بث المحتوى العالي الدقة، وبذلك تتمكن هذه القنوات من البث بتقنية العالي الدقة على الفور. وحول التقنيات الحديثة في مجال تقنية البث، مثل البث ثلاثي الأبعاد، وتأثيرها في الساحة الاعلامية؛ قال يوسف «نحن لا نعمل فقط على تقديم أعلى مستويات تقنية الوضوح العالي من البرامج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وإنما نقوم حالياً ببث القناة التلفزيونية الوحيدة بتقنية ثلاثي الأبعاد في الشرق الاوسط، فالثورة التي نشهدها في عالم الترفيه التلفزيوني بأسعارها الجذابة تعني أن المستهلكين في حالة استثمار مطرد في مجال أجهزة التلفاز الذكية الثلاثية الأبعاد، حيث سيتمكن ملايين من المشاهدين في المنطقة من التمتع بمشاهدة قنوات3D High TV، بتقنية ثلاثي الأبعاد على (ياه لايف)، وهي أول قناة ترفيهية ثلاثية الابعاد على مدار الساعة.
وفي الحقيقة، المنطقة سريعة في اعتماد أحدث التقنيات، خصوصاً الإمارات، فقد كشفت لنا إحدى الشركات التقنية الرائدة في إنتاج أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد تصل إلى 20 ألف وحدة شهرياً، مبيناً أنه من خلال توقيع «ياه لايف» للاتفاقية الحصرية للبث التلفزيوني مع قنوات3D High TV، سيصبح بإمكان المشاهدين في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا مشاهدة3D High TV. كما تجري الشركة حاليا مناقشات مع الأقمار الاصطناعية التلفزيونية المدفوعة، والكابلات، والبث التلفزيوني عبر الانترنت، والبث التجاري لإعادة بث القناة لمشتركيهم في الشرق الأوسط.
وأشار إلى ان قناة3D High TV ثلاثية الأبعاد تبث بشكل حر لتقدم للمشاهدين في المنطقة فرصة الاستمتاع بباقة ممتعة من التسلية الثلاثية الأبعاد لتشمل الأخبار وبرامج الترحال، بالإضافة إلى الدراما والكوميديا واللياقة والأزياء والحفلات الموسيقية والأفلام، إلى جانب قائمة من البرامج المنتجة محلياً مثل برامج التلفاز الواقعية. هذا وستبث قناة3D High TV ثلاثية الأبعاد 400 ساعة بمحتوى أصلي ثلاثي الأبعاد في السنة الأولى، مضيفة بذلك 500 ساعة جديدة من المحتوى المدهش ذل الأبعاد الثلاثية في كل عام، وتطمح شركة ياه لايف إلى أن توفر للمشاهد ما يقرب من 100 إلى 130 قناة في المستقبل.