ذكريات حميمة يخرج بها زوار مركز الزراف في نيروبي. د.ب.أ

كينيا.. سفاري بصحبة الأطفال وقبلات الزرافـة

تمتاز كينيا، باعتبارها مقصداً سياحياً، بسحر خاص لا يقتصر على الكبار فقط بل يمتد كذلك ليأسر ألباب الأطفال، وفي العاصمة نيروبي وحولها توجد العديد من الإمكانيات بالنسبة للزائرين لخوض مغامرات مشوقة، فهناك مركز للزرافى، ويستطيع الزوار الاقتراب بشكل كبير من هذه الحيوانات الطويلة الأعناق، وكذلك الحال في المعسكر الذي يبيت فيه الزوار، ويتضح مدى اقتراب الضيوف من الحيوانات في لافتة مكتوب عليها «احترس، فرس نهر».

وها هو سبستيان، الزائر الألماني الصغير، ابن التاسعة، يحاول الاعتياد على القبلات الرطبة من صديقته الجديدة إيلين، الزرافة الشبكية من فصيلة روتشيلد، التي تكبره بثلاثة أعوام، وعلىأ الرغم من التخوف الذي كان يشعر به سبستيان في بادئ الأمر عند إطعام إيلين، إلا أن ابتسامة مشجعة من والدته أيقظت فيه العزم والإقدام، فمد يده إلى داخل الدلو المملوء برقائق الذرة، والذي يحمله له أحد العاملين بمركز الزرافى في نيروبي ليطعم صديقته فارعة الطول.

وتمد إيلين لسانها الطويل بدورها لتلعق رقائق الذرة من يد سبستيان، وتثير الملاعقة ضحكات مكتومة من سبستيان الذي سرعان ما توثقت علاقته بإيلين فصار يضع قطعة من غذائها بين شفتيه وينتظر حتى تقبله الزرافة وتلتقط القطعة من بين شفتيه، وهنا تنزل سيلفيا جايسلر والدة سبستيان القادمة من مدينة هانوفر بالكاميرا إلى أسفل لتلتقط صورة للمنظر الرائع، قائلة إن «هذا يعتبر حدثا رائعا بالنسبة للأطفال أن تتاح لهم الفرصة للوقوف على الطبيعة أمام الحيوانات وجهاً لوجه».

دار الأيتام

وحين اندفع سبستيان لزيارة الدار المخصصة للأفيال اليتيمة، كانت الدار تشهد استقبال فيل صغير يتيم، وتتم الاستفادة من الأموال التي يتم جمعها مقابل مشاهدة استقبال الحيوانات الصغيرة في تمويل هذا المشروع، وتقع الدار على حافة الحديقة الوطنية في نيروبي، ويتم استقبال الحيوانات الصغيرة التي فقدت أمهاتها إما عن طريق الحيوانات المفترسة أو عن طريق موجة الجفاف التي اجتاحت المنطقة. وتتناول الحيوانات من نزلاء الدار وجبة حليب خاصة مرة كل أربع ساعات، ويسمح للزائرين بدخول قسم تربية الحيوانات في الدار لمدة ساعة يومياً.

وتنفرد نيروبي من بين عواصم العالم بأنها المدينة الوحيدة التي تتيح لزائريها هذا الاقتراب الشديد من مختلف الحيوانات، كالحمير الوحشية والظباء والأسود ووحيد القرن داخل الحديقة الوطنية التي تقع على مسافة 10 كيلومترات من قلب نيروبي. وقال سبستيان إن الإقامة في معسكر أكاسيا التابع لمحمية سوارا بلينز الخاصة أعجبته بشكل أفضل، «هناك كنا ننام في أكواخ خشبية، وكنا نصحو في الصباح على أصوات القرود تلعب فوق سطح الكوخ».

الخمسة الكبار

وتخلو محمية سوارا بلينز من مجموعة «الخمسة الكبار» التي تضم الأسود والفهود والجاموس الوحشي ووحيد القرن والأفيال، الأمر الذي يتيح للزائرين القيام بجولة على الأقدام أو ركوب الدراجة. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأشياء محظورة في كل منطقة من مناطق الحديقة الوطنية بنيروبي.

لكن هناك استثناء من هذا الحظر داخل الحديقة الوطنية هيلز جيت بمدينة نيفاشا التي تقع على مسافة ساعتين بالسيارة من نيروبي، وتوجد بهذه الحديقة حيوانات من بينها الحمير الوحشية ومختلف الأبقار الوحشية وقرود البابون التي تفضل الذهاب للبحث عن طعامها بالقرب من أماكن التنزه.

وأحياناً ما يشعر المقيمون في المعسكر بأنهم محاصرون من قِبَل عائلات القرود، وبمقدور الزائر الذي يختار بحيرة نيفاشا نقطة الانطلاق للتنزه، أن يختار من بين العديد من أماكن الإقامة بدءاُ من فندق Country-Club حتى المعسكرات التي يحظر فيها على الزوار بأي حال من الأحوال قطع الطريق الذي يسلكه قطيع أفراس النيل نحو الماء، وإلا فإن هذه الحيوانات سميكة الجلد التي تبدو وديعة يمكن أن تنزع إلى مهاجمة الزوار في هذه الحالة.

وعلى الرغم من أن سبستيان لم يشاهد المنظر المذهل لهجرة الحيوانات البرية في منطقة المحمية الطبيعية ماساي مارا، إلا أنه يرى أنه نال قسطاً أكبر من الاستمتاع بفضل مشاهدة أفيال، وربما بفضل القبلات الحانية من صديقته الزرافة إيلين، إضافة إلى لعب الكرة مع أطفال كينيين من جيرانه. واختتم سبستيان حديثه قائلاً إن «كينيا بلد جميل، وكم أود لو أنني أستطيع أن أعيش هنا».

الأكثر مشاركة