33 طفلاً أصم يعزفون ألحاناً بلغة الإشارة
افتتحت فرقة مكونة من 33 طفلاً مواطناً أصم، فعاليات مؤتمر الشرطة النسائية، الذي عقد صباح أمس في أبوظبي، بعزف لحن أغنية «النهر الخالد» المعروفة، باستخدام لغة الإشارة، وتعد أول أوركسترا جماعية على مستوى العالم لا تسمع ما تعزفه.
وقالت مديرة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، هيا عبدالله الحمادي، إن «الفرقة الموسيقية تم تأسيسها منذ ثلاث سنوات، وهي تضم 33 طفلاً وطفلة إماراتيين، تراوح أعمارهم بين خمس و16 سنة، وتم تدريبهم على مدار شهرين على عزف ألحان مختلفة بلغة الإشارة حتى تمكنوا من أدائها بمهارة عالية، لافتة إلى أنهم «لا يسمعون ما يعزفون لكنهم يتفاعلون مع الموسيقى، ويؤدون العزف بشكل جماعي على أنواع الآلات الموسيقية المختلفة باستخدام لغة الإشارة». ولفتت إلى أن «الطلبة جميعهم من المواطنين الذين يتلقون تعليماً أكاديمياً ضمن مناهج مجلس أبوظبي للتعليم، وتم دمج بعضهم ضمن الطلبة الأسوياء في مدارس أبوظبي»، مشيرة إلى أنهم «حصلوا على أوسمة عدة من خلال مشاركات خارجية مثل مهرجان (الطفل المبتسم) في تركيا أخيراً، وكذا من خلال مشاركات محلية متنوعة».
إلى ذلك ناقش المشاركون في اليوم الأول من افتتاح المؤتمر الأول للشرطة النسائية، الذي أقيم تحت شعار «العمل الشرطي النسائي.. أفق جديد للمستقبل»، مجموعة من التحديات التي تواجه المرأة في العمل الشرطي، بمشاركة وفود من دول عربية وأجنبية عدة. وقال وكيل وزارة الداخلية، الفريق سيف الشعفار، إن «وزارة الداخلية سعت لتوفير كل الإمكانات، وإتاحة الفرص المناسبة لاستقطاب العنصر النسائي للعمل في قطاع الأمن والشرطة في أنحاء الدولة، منذ الأيام الأولى لإعلان الاتحاد، حيث تم انشاء مدارس تدريب الشرطة النسائية في بعض إمارات الدولة للعمل على تدريب المنتسبات وتأهيلهن وصقل مهاراتهن بما يكفل قدرتهن على الأداء وفق أرقى المستويات»، وكان لحضور العنصر النسائي في مختلف المواقع الأمنية والشرطية اثره البالغ في انجاح مسيرة العمل الأمني في قطاعات التحقيق الجنائي، والتفتيش في المطارات، وشغل الوظائف الإدارية، والعمل في قطاعات الإعلام والعلاقات العامة، وحيث تطلب ضرورة وجود العنصر النسائي في التعاطي مع العنصر النسائي للحفاظ على الخصوصية واحترام كرامة النساء في التحقيق الجنائي والتفتيش وتقديم الخدمات المختلفة في قطاع المرور والترخيص، ومرافقة كبار الشخصيات من النساء من داخل الدولة وخارجها، وعدد من المهام والواجبات الأخرى، حيث نالت المرأة احترام وتقدير المجتمع ولاقت القبول الكبير الذي تمثل في اقبال اعداد كبيرة من الفتيات على الانتساب لقوة الشرطة والأمن العام.
ونوه الشعفار بإنشاء جمعية الشرطة النسائية الإماراتية، أول منظمة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، لتكون المظلة والحاضنة للعناصر النسائية العاملة في قوى الشرطة والأمن العام، وقبولها عضواً فاعلاً في المنظمة الدولية للشرطة النسائية، معرباً عن تطلعه الى ان تكون الجمعية الإماراتية نواة فاعلة وركيزة أساسية للعمل المؤسسي في تأطير آليات العمل النسوي في قطاعات الشرطة والأمن العام في المنطقة العربية، والإطار الأمثل لتفعيل حضور العنصر النسائي الأمني في المحافل الدولية، والنشاطات ذات الصلة بالعمل الأمني، ومواجهة ومحاربة الجريمة والوقاية منها، وفق المواصفات والنظريات العلمية والمدارس حول العالم، والعمل على تفعيل اليات التواصل بين العاملات في هذا القطاع.
من جانبها، قالت رئيسة جمعية الشرطة النسائية الإماراتية، الملازم أول آمنة محمد خميس، إن الهدف من تنظيم هذا المؤتمر التعرف إلى أحدث التطبيقات العالميةأ في مجال الشرطة النسائية، من خلال أوراق العمل التي تقدمها قيادات الشرطة النسائية المحليةأ والإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن المؤتمر يلقيأ الضوء على التحديات التي تواجهأ المرأة وتعزيز دور العناصر النسائية الإماراتية المنتسبة للأجهزة الشرطية المختلفة. ولفتت إلى تزايد أعداد الحاصلات على درجتي الماجستير والدكتوراه وتدرجهن في الرتب العسكرية، منوهاً بما تقدمه وزارة الداخلية من اهتمام كبير بالمساواة بين الرجل والمرأة في العمل والسعي إلى توفير الفرص المتكافئة كإنشاء مجلس الشرطة النسائي لخدمة المجتمع واصدار قرار بإنشاء دور لحضانة أبناء المنتسبات لتحقيق الاستقرار، وعلى الجانب الآخر أظهر العنصر النسائي تقديره للمسؤولية من خلال الإنجازات التي تم تحقيقها.