400 تحفة فنية أبرزها ستارة الكعبة ومقتنيات كلاي

أبوظبي تعرض مقتنــيات تاريخية في مزاد نادر

صورة

ستارة باب الكعبة المشرفة المسماة «البرقع»، والمجموعة الشخصية للملاكم العالمي الشهير محمد علي كلاي، بالإضافة إلى ما يقرب من 400 تحفة فنية وقطعة تاريخية نادرة، يعرضها المزاد العلني للتحف والقطع النادرة الذي تنظمه شركة «المصب» الإماراتية للمزادات، في قصر الإمارات، صباح الجمعة المقبل، قبيل المزاد الذي سيبدأ عصر السبت.

وحسب المدير التنفيذي للشركة المنظمة علي البياتي، فهذا المزاد هو الثالث الذي تنظمه الشركة في قصر الإمارات، بعد الاقبال الذي لمسته على مزادين سابقين اقامتهما العام الماضي. وأوضح البياتي ان المشروعات الثقافية العملاقة، والحراك الفني الكبير الذي تشهده الإمارات في الفترة الحالية، أسهما بشكل كبير في تشجيع ثقافة الاقتناء بين سكان الدولة، وهو ما خلق رواجاً في حركة اقتناء الأعمال الفنية وأيضا التحف والقطع النادرة، فإلى جانب ما تتمتع به من قيمة جمالية وفنية، يعتبرها كثيرون نوعاً من الاستثمار المضمون، الذي تزداد قيمته بشكل كبير مع الزمن.

سجاد ومخطوطات

جمع قسم المخطوطات عددا من المصاحف التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة تمتد إلى قرون مضت، وحلي شريفة من الخط مصنوعة من درع السلحفاة وموشاة بالصدف، وأيضا مخطوطات وحلي لأشهر الخطاطين، من بينهم التركي حامد الآمدي والعراقي هاشم الخطاط البغدادي وسعيد لطيف من سمرقند، كما كان لفناني العراق حضور بارز عبر مجموعة من الأعمال لرواد الفن في العراق مثل عبدالقادر الرسام، وعاصم حافظ، وحافظ الدروبي، ونزيهة سليم، وفايق حسن، ونوري الراوي، وشاكر حسن آل سعيد، وبهيجة الحكيم، وعدد من فناني الاجيال التالية مثل طه الدوري، ومحمد الشمري، وحسن عبد علوان وآخرين. ويولي المعرض والمزاد اهتماما خاصا للسجاد الشرقي الذي يحظى بالكثير من اهتمام عشاق الاقتناء من مختلف انحاء العالم، وفق ما اشار اليه الخبير الفني علي البغدادي، إذ يعرض ما يقرب من 70 سجادة في المزاد، من أبرزها سجادة من بلاد القوقاز يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الـ19 وتصور بيت المقدس، وقطع تركية نادرة من الصوف والفضة تعود لما قبل قرنين من الزمن من أجملها قطعة للصانع الشهير يونجي يجسد فيها أحداثا من الفترة التي عاش فيها. ومن بين السجاد العجمي المعروض تبرز سجادة «قم» نادرة، عبارة عن لوحة فنية تجسد انتصار نادر شاه القاجاري على ملوك الهند المغول، وزينت بأبيات الشعر. إلى جانب سجادة من «الهاريكا» الحرير المزينة بالكتابة، وأخرى أصفهانية نادرة، وقطع متعددة منها: كاشان، ومحتشمي، وعطائي، وكرمان، واللاور.

يزخر المعرض بالعديد من القطع النادرة التي يعود تاريخها إلى مئات السنوات، من أبرز هذه القطع ستارة باب الكعبة المشرفة المسماة «البرقع»، التي تعد الأكثر ندرة وقداسة بين مجمل قطع الكسوة، كما أوضح الخبير علي البغدادي، مشيرا أن القطعة صنعت أيام الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عام ،1998 وهي منسوجة بخيوط الفضة والفضة المطلية بالذهب الخالص. لافتا إلى أن كسوة الكعبة كانت تصنع منذ سنوات طويلة في مصر أو دمشق، ويتم استقبالها بالأراضي المقدسة في احتفال كبير، وكان مؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، قد أمر بإنشاء مشغل خاص للكسوة الشريفة عام ،1927 لكن هذا المشغل لم يعمل بشكل رسمي إلا في الستينات من القرن الماضي.

مقتنيات كلاي

وعلى خلاف السائد في المعارض والمزادات التي تقام في المنطقة، والتي يسيطر على مقتنياتها الطابع الشرقي، وتركز بشكل كبير على القطع الفنية، يضم معرض المزاد العلني مجموعة ذات طابع خاص، قد ترضي عشاق الرياضة، إذ تضم عدداً من القطع الخاصة بأسطورة الملاكمة في العالم محمد علي كلاي، من بينها «حزام البطولات الثلاث»، الذي قدمه مجلس الملاكمة العالمي إلى كلاي باعتباره أول ملاكم ينال بطولة العالم ثلاث مرات متتالية، بالإضافة إلى قفاز يحمل توقيع كلاي وأربعة من أشهر ملاكمي عصره، كان استخدمه الملاكم العالمي في مباريات البطولة، وكان قفاز آخر للملاكم نفسه قد تم بيعه بمناسبة الذكرى الـ70 لميلاد البطل في مزاد بالولايات المتحدة قبل أيام، بمبلغ يفوق الـ750 ألف دولار.

كما تضم المجموعة، بحسب ما ذكر علي البغدادي في استعراضه مقتنيات المزاد، صورا نادرة لكلاي موقّعة منه، وتعرض للمرة الأولى، من بينها صورة نادرة يظهر فيها وهو يقف في وضع التأهب للملاكمة، ويجلس أمامه على الأرض أعضاء فرقة «البيتلز» الشهيرة.

وبخلاف مجموعة كلاي؛ أشار البغدادي إلى ان القطع المعروضة تتضمن مجموعة مختلفة من القطع النادرة من بينها مجموعة الأسلحة الفاخرة، التي يبرز بينها سيف من مكة المكرمة مصنوع من الذهب الخالص، ومجموعة سيوف تاريخية يعود تاريخها إلى القرنين الـ18 والـ،19 من بينها سيوف مصنوعة على يد الصانع الشهير أسدالله الأصفهاني وولده كلبعلي، ومجموعة من البنادق والخناجر والخوذ الفضية والبرونزية التي تعود إلى فترات متأخرة من العصر العثماني. وفي جزء آخر من المعرض خصص للحلي النادرة والمسكوكات، عرضت مجموعة مهمة من العملات التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، من بينها «المجموعة الفلسطينية الكاملة» التي سكت أيام الانتداب البريطاني منذ عام 1927-،1946 وكذلك المجموعة الكاملة للعملات العراقية في عهد الملك فيصل الثاني، إلى جانب مجموعة من الدنانير الإسلامية التي تعود إلى العصرين العباسيين الأول والثاني.

قطع غربية

ومن الشرق إلى الغرب؛ حيث يعرض المزاد قطعا من الأثاث والتحف الأوروبية القديمة التي تعود إلى قرون عصر النهضة وما بعدها، تميزت بدقة فائقة وجمال بارز كما في الساعات البرونزية وساعات الحائط من ماركة «سيفر» الفرنسية الشهيرة التي تعود للقرن الـ،19 وهي ساعات إمبراطورية كانت في قصور نبلاء أوروبا من تصميم أشهر الأسماء مثل الفرنسي باول غارنييه. كما تعرض أكبر مجموعة برونزية شرقية للنحات النمساوي الشهير فرانز بيرغمان، والنحات العالمي موريس سنغر الذي تزين منحوتاته البرونزية الجميلة ساحات وقصور أوروبا، والنحات المعروف غولي مور. ويضم المزاد كذلك مجموعة من التحف الأوروبية التي صنعت خصيصا للسوق الشرقية قبل قرنين من الزمن، وتضم هذه المجموعة زجاجيات موشاة ومباخر ومزهريات بوهيمية نادرة.

ويفتح المعرض أبوابه في قصر الإمارات يوم الجمعة المقبل من الـ 11 صباحاً إلى الـ11 ليلا، كما يـجري افـتتاحه للعـرض صباح اليوم التالي، أما المزاد فيبدأ الساعة الثالثة من عصر يوم السبت.

تويتر