حور القاسمي: «الشارقة للفنون» تبحث عن طرق جديـدة للتفاعل مع المجتمع
«لقاء مارس» يتناول الدبلوماسية الثقافية
بأطر فنية حديثة وأخرى مطورة وأطروحات ومناقشات جريئة، منها ما هو على تماس مباشر مع الواقع العربي، وما يدور حوله من تغييرات طالت المجالات كافة، بما فيها الفنون البصرية، أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون أمس، عن انطلاق الدورة الخامسة من «لقاء مارس» تحت شعار «العمل مع الفنانين والجمهور على الدعم والإقامة». ويأتي اللقاء الذي تنطلق فعالياته، بعد غد، وتستمر ثلاثة أيام، استجابة لمتطلبات الواقع والقضايا المتعلقة بالفنانين والعاملين في قطاع الفنون والجمهور والمؤسسات الفنية في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا. وتطرح الدورة الخامسة موضوعات السياسة الثقافية، منها الفن والدبلوماسية الثقافية، لاسيما أن النموذج التقليدي لها يتمثل في الدول والمؤسسات التي تصدر الفن إلى بقاع أخرى من العالم، إذ ستتم مناقشة الكيفية التي يمكن من خلالها تعميق الفهم عبر الثقافات، وقدرة الفن على تجسير العلاقات، والتمعن في حال الدبلوماسية الثقافية التي تمارسها الحكومات، مقارنة بالجهود المبذولة في الكيانات المستقلة. كما تسلط الضوء على حال تلك الدبلوماسية في أعقاب ثورات «الربيع العربي».
معارض فنية يقدم «لقاء مارس» عدداً من المعارض الفنية ذات المفاهيم والانطباعات المختلفة، إضافة إلى الجلسات النقاشية ومحاور اللقاءات الفنية. ومن بين تلك الفعاليات معرض الفنان الفوتوغرافي زياد عنتر «ساحل الإمارات»، الذي يضم نحو 230 صورة التقطها الفنان وجمعها طوال ثماني سنوات، لإنتاج تلك الصور الخاصة بساحل الإمارات. ويعرض على هامش اللقاء فيلم «1395 يوماً دون أحمر»، وهو أحد أفلام شيلا كاميريتش وأنري سالا، التي تعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط. ويصور الفيلم مشاهد من حصار سراييفو. ويقدم ضمن اللقاء كذلك مشروع اقامة الفنانة بسمة الشريف في مؤسسة الشارقة للفنون، ويكون نتاجها الفني المكلفة به ضمن معرض «أبعد مما تراه العين». |
ويقدم «لقاء مارس» جلسة حوارية لمناقشة كيفية دعم سياسة الحكومات الإقليمية للتكليفات والمجموعات والإقامات الفنية، إذ ان غياب سياسة حكومية للفنون غالباً ما كان محط أنظار شخصيات ثقافية داخل الدولة، على اعتبار أنها اشكالية في تطور المشهد الثقافي الأوسع، كما يدير فريق متخصص جلسة لمناقشة الوضع الحالي للإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، على أن يتم وضع توصيات خاصة بهذا الجانب.
وقالت رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، الشيخة، حور القاسمي، إن «موضوعة لقاء مارس، والمتمثلة في العمل مع الفنانين والجمهور، تبلورت من خلال التفكير بعلاقتنا مع الفنانين الذين عملنا ونعمل معهم، ومراجعتنا لأبرز الفعاليات والمشروعات التي قامت المؤسسة بتقديمها في العقد الماضي، إذ تبين أن المشروعات هي ذاتها المرتبطة ببينالي الشارقة والمتمثلة في برنامج الفنان المقيم والتكليفات التي تعطى للفنانين لإنتاج أعمال فنية جديدة».
وأضافت أن «المؤسسة من خلال (لقاء مارس) تبحث من جهتها عن طرق جديدة للتفاعل مع مجتمعها المحلي، كما أن موضوع الإقامة الفنية ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها أفراد يعملون في مجال تطوير فرصها، إذ ان الفعاليات التي ضمت أخيراً، ألقت الضوء على عدد من القضايا والاهتمامات المحيطة بتنظيم الإقامات، وركزت على الحاجة إلى مزيد من النقاش والبحث». وأكدت القاسمي أن «برامج التكليفات بإنتاج أعمال فنية جديدة ودعمها هو جزء آخر من برامج المؤسسة، التي تندرج أصلاً ضمن إطار البينالي والمشروعات التي تشمل منح برامج الانتاج والمعارض والإقامات الفنية، لاسيما أن لقاء مارس جاء كظاهرة تتوازى مع بينالي الشارقة، وتطرح مفهوما مغايرا عن اللقاءات التي تحصل في جميع أنحاء العالم، خصوصاً تلك المسائل العملية المرتبطة بالحراك الفني وتوفير آليات دعمه».
ويقدم «لقاء مارس» في دورته الخامسة، والذي تسهم في احياء فعالياته نحو 90 مشاركة من أنحاء العالم، بين مؤسسات عالمية ومحلية وفنانين وبرامج ومشروعات فريدة من نوعها، ولم تشهدها مثلها منطقة الشرق الأوسط من قبل، منها العرض الموسيقى الأول «عودة إلى الطرب»، الذي يقدمه فنان الصوت طارق عطوي، والذي يعيد الجماهير إلى الموسيقى الكلاسيكية التي كانت رائجة في عصر النهضة، وتحديداً تلك الموسيقى التي سبقت عمالقة الفن في الشرق الأوسط أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.
وحول العرض قال عطوي إن «موسيقى عصر النهضة لم يدركها كثير من أبناء جيلنا الحالي، حتى الجيل السابق، إلا ما ندر، لذلك جاءت اهتماماتي وشغفي بتلك الموسيقى من خلال العودة إلى الطرب، التي تعتبر زيارة للموسيقى الطربية والكلاسيكية، لكن بروح العصر الحديث».
ولفت إلى أن «العرض سيكون عبارة عن اقامة صالون موسيقي لإعادة الفضاءات وروح القاعات القديمة التي طالما شهدت عروضاً كلاسيكية ضخمة، على أن يتم عرض الموسيقى والطرب بشكل حديث ومعاصر، والجميل أن مدة العرض الواحد قد تستغرق أكثر من خمس ساعات ونصف الساعة، في صورة حقيقية لما كانت عليه عروض عصر النهضة، وبعبارة محددة هو أن نصل لحالة من الطرب بشكل حديث، أي الطرب اليوم».
أما ما يميز العرض الموسيقي «عودة إلى الطرب»، فهو تلك الموسيقى التي تصدح في فضاءات مكشوفة في ساحة الخط العربي في منطقة التراث في الشارقة دون توقف، فضلاً عن الموسيقى التي يقدمها فنانون مشاهير ستكون بجميع أنواع الموسيقى من الراب والجاز والروك آند رول.
وأكد عطوي أن «المشروع لن ينتهي بانتهاء (لقاء مارس)، إنما فكرة إعادة احياء التراث العربي الموسيقي الشرقي ستتم من خلال وضع منهج تعليمي متخصص في مجال الموسيقى القديمة ليتم تدريسها للجيل الجديد الذي لا يدركها أصلاً».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news