نكهات العالم على طاولات 25 مطعماً

«مذاق دبي».. الجمهـور العربي خجول ومطبخه غائب

المهرجان يتيح تذوق أطباق الفنادق الفاخرة بأسعار معقولة. تصوير: تشاندرا بالان

على الرغم من دخوله السنة الخامسة على التوالي، إلا أن «مهرجان مذاق دبي» لايزال قادراً على تقديم نكهات عالمية جديدة، وإن كان بنسبة أقل مما عهدناه في بدايات تنظيمه، لاسيما في العامين الأولين، إذ كانت المشاركات أكثر تنوعاً مما هي عليه اليوم. وعلى الرغم من الاعتناء بالتنوع في النكهات، إلا أنه كالمعتاد، كانت النكهات العربية شبه غائبة عن المهرجان، الذي افتتح أول من أمس، في مدينة دبي للإعلام، فلا يوجد سوى مطعم واحد يمثل المطبخ العربي في المهرجان، كما تعد مشاركة الشيف سوزان الحسيني، المشاركة العربية الوحيدة من قبل الطهاة، إذ ستشارك في الطهي على المسرح، ومدرسة الطهي. والى جانب التمثيل العربي شبه الغائب، بدا الجمهور العربي خجولاً أيضاً في حضور المهرجان الذي اعتمد على الزوار الأجانب.

وتتباين النكهات التي يقدمها المهرجان في كل عام، علماً بأن مشاركة بعض المطاعم في هذا المهرجان باتت من السمات المميزة له، فهناك نسبة كبيرة من المطاعم والفنادق التي تشارك في المهرجان للسنة الخامسة أو الثالثة على التوالي. وتجسد المطابخ الموجودة في المهرجان الذي ينتظره الناس في مارس من كل عام، ثقافات الشعوب والبلدان، التي تختصر في بضعة أطباق. فيما يمكن التأكيد على أن المهرجان يسمح للشريحة العادية من الناس بتذوق أطباق أشهر المطاعم وبأسعار معقولة. وبلغ إجمالي عدد المطاعم المشاركة هذا العام 25 مطعماً.

مهرجان عائلي

لا يحمل مهرجان مذاق دبي الكثير من النكهات والأطباق فحسب، فهو يعد أيضاً مهرجاناً عائلياً بامتياز، إذ يتميز بوجود الكثير من الفعاليات والنشاطات التي يمكن أن تجذب الحضور، إذ تقدم اللوحات الغنائية على مسرح خاص طوال النهار، كما توجد منطقة خاصة للأطفال تتيح لهم قضاء الوقت في اللعب والرسم على الوجوه. يذكر أن الشركات التي تعرض البضائع باتت مشاركاتها أوسع بكثير من السنين الماضية، وهذا يدلل على أن المهرجان لا يستقطب الناس للتذوق فحسب، بل أيضاً للتعرف إلى احدث الماكينات التي تسهل العمل المطبخي.

طبخ عربي

الشيف سوزان الحسيني التي تشارك في مسرح الطهي للسنة الثالثة على التوالي، قالت إنها ستشارك هذا العام في مدرسة الطهي على مدار يومين، فيما ستقدم في اليوم الأخير من المهرجان أكلات عربية وتراثية من خلال مسرح الطبخ، واعتبرت أن «المهرجان يعد احتفالاً جميلاً يجمع الناس في جو لطيف، بعيداً عن التكلف والرسمية في التعامل»، مشيرة إلى أنها تحرص على الوجود في أي مكان يتيح لها تقديم كل ما يرتبط بالمطبخ العربي. ولفتت الحسيني التي أصدرت أخيراً كتابها بعنوان «لقمة طيبة»، الذي ترجم إلى الإنجليزية ونشر في لندن وأميركا وأستراليا وكندا وأوروبا، إلى أنها تؤمن بأن المطبخ العربي يقدم أرقى وأهم الأكلات في العالم، لهذا تحرص على تقديمه من خلال الأكل البيتي المتواضع، مبدية أسفها للمشاركة العربية المتواضعة في المهرجان. أما الأطباق التي اختارتها، فلفتت إلى أنها اختارت المسقعة، لليوم الأول في مدرسة الطهي، فيما ستقدم في اليوم الثاني كرات الكفتة بصلصة الكرز، بينما تترك اختيار أطباق المسرح لإحساسها وإلهامها. وشددت الحسيني على أن التفاعل على المسرح يكون مميزاً ويجذب الجماهير، الذين يحبون مشاهدة كيفية إعداد الأطباق العربية.

من جهته، الشيف في مطعم ماهيك الهندي، بهرات شريدهار، قال عن مشاركته في المعرض، انها «المرة الأولى التي أوجد في هذا المهرجان، لاسيما أن المطعم افتتح حديثاً، لكنني سعيد بأن أكون جزءاً من هذا الحدث، فللمهرجان زواره، وهذا يمنحنا الفرصة لتقديم ابتكاراتنا الخاصة في مجال الطبخ». وأكد أنه اختار الاطباق المشوية، التي غالبا ما يفضلها الناس، والتي من شأنها أن تعطي فكرة مقتضبة عن ما يحتويه المطبخ الهندي. وشدد على أن الطبخ المباشر على المسرح، هو أبرز فعاليات المهرجان، كونه يمنح الشيف فرصة التواصل المباشر مع الناس، وكذلك يمنح الناس فرصة الاستفادة من خبرته في مزج المكونات والخلطات. وأكد في الختام أن المطبخ الهندي واسع ومتنوع الأطباق، وذلك لأن الهند بلد كبير، وأطباقه تتنوع بين مناطقه الداخلية، لهذا يصعب اختصاره في ثلاثة أطباق.

بينما من جهته الشيف في فندق ارماني، فرانشيسكو دي مونتيه، لفت الى أنه يوجد للمرة الاولى في المهرجان، ويحاول من خلال الأطباق التي يقدمها أن يمنح الناس فرصة التعرف إلى المطبخ الايطالي، مشيراً إلى أن المطبخ الايطالي يتميز ببساطته، فهو يعتمد على المنكهات والخضار الطازجة إلى حد كبير. وصحح دي مونتيه الاعتقاد الخاطئ لدى الكثيرين الذين يحصرون المطبخ الإيطالي بأنواع البيتزا والباستا، مؤكداً التعدد والتنوع في أطـباق هذا المطبخ، أمـا الصلصات التي تستخـدم في هذا المطبخ، فهي متعددة، لكنه أكد أنه يفضل الكلاسيكية. وختم بقـوله إن «المهرجـان يحمل تحدياً اساسياً، يتمثل في الطهي في الطقس الحر، فهذا صعب على الطهاة».

أكلات بحرية

أما الشيف في مطعم سفران في فندق اتلانتس، فيلسون كلي، فقال إن الأكل الآسيوي والصيني يتميز بكونه طبخاً سريعاً، يعتمد على النودلز بشكل أساسي، ولفت الى وجود بعض الأطعمة في المطبخ الصيني التي تشبه الشاورما العربية، لكن الفرق أن الشاورما توضع في الخبز، لكن في الأكل الصيني، توضع بخبز البن كيك، منوهاً إلى انه اختار الأسماك والأكلات البحرية لأطباقه في هذا المهرجان، فيما الحلوى كانت كعك البان كيك المقدمة على شكل سمكة بحرية. بينما أكد الشيف من مطعم كاوتشو الارجنتيني توماك كوش، على أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في المهرجان، وهي قد تكون المرة الاولى للمطبخ الارجنتيني أيضاً. ولفت الى انه اختار اللحم ليكون الطبق الرئيس المقدم في المهرجان، وهو عبارة عن لحم متبل بالبهارات والحامض إلى جانب البصل والاعشاب، التي توضع لمدة يوم كامل، بعدها يتم شيّها على النار. وأكد أنه استفاد من تجربته في مهرجان مذاق لندن، أما مميزات المطبخ الارجنتيني فلخصها بالاعتماد على اللحم بشكل كبير، وذلك لأنهم يعتنون بتربية الأبقار بطريقة طبيعية، وهذا يؤثر كثيراً في مذاق اللحم، إلى جانب الخبز الذي يوضع فيه السكر، ويبدو مالحاً في طعمه.

واعتبر الشيف الذي يمثل مجموعة جميرا، فلويد كارتر، أن المطبخ البريطاني يتميز بالطبخ المعتمد على الخضار بنسبة كبيرة. ونوه إلى أنه من خلال المشاركة للسنة الثالثة في المهرجان يمكنه تأكيد أن الناس تفضل الأطباق المشوية أو المطبوخة على البخار، فهناك اتجاه في المذاق العام. واعتبر ان المشاركة في المهرجان لا تستدعي اختيار اشهر الاطباق في المطبخ الذي نمثله، بل على العكس نختار الأطباق المطلوبة كثيراً في المطعم، فهذا يعزز من طلب الناس عليها.

تويتر