«أيام الشارقة المســــرحية».. عروض منتقاة وشـروط صارمة

انطلقت باكورة عروض مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» في دورته الـ،22 أمس، بالعرض التونسي «زهايمر» الفائز بالمركز الأول في مسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي في العام الجاري، ضمن الدورة الرابعة لمهرجان المسرح العربي في عمان. وتسعى «أيام الشارقة المسرحية» باستضافة عرض «زهايمر» ومسرحية سوناتا الربيع من سورية، ومسرحية طورغوت، ضمن مهرجان محلي العروض، إلى إتاحة الفرصة للتواصل المسرحي بين الفنانين، وتبادل الخبرات والتجارب المسرحية، لاسيما في وجود ضيوف من مختلف الدول العربية، بينهم رواد الفن في مصر مثل الفنان حسن حسني وأشرف عبدالغفور وسميحة أيوب ومحسنة توفيق وعبدالرحمن أبوزهرة، إضافة إلى الفنانة إلهام شاهين وليلى طاهر ومحمود حميدة.

ويعد المهرجان تظاهرة ثقافية سنوية، إذ ينتظر المهتمون بالمسرح في الوطن العربي «أيام الشارقة المسرحية» لما لها من تأثير وإسهام في تنشيط وتطوير الحراك الثقافي، وتحديداً المسرحي، من خلال العروض المسرحية المنتقاة بعناية فائقة من قبل لجنة اختيار العروض، كما يعد المهرجان فرصة جيدة لتنمية الوعي المسرحي لاسيما بوجود الملتقيات والندوات الفكرية والفنية المصاحبة، إضافة إلى ندوات نقدية درج القائمون على إقامتها بعد كل عرض مسرحي.

ويسهم المهرجان في دعم وتشجيع التجارب المحلية، واكتشاف المواهب والقدرات الفنية المسرحية وإبرازها، والعمل على صقلها وتهيئتها للمستقبل، إضافة إلى تعزيز وتعميق الصلات بين الفنانين في مختلف مجالات الفنون، والترويج للحركة المسرحية بهدف تأسيس قاعدة جماهيرية مسرحية واعية ومثقفة تدعم بدورها الحركة الفنية في الإمارات.

ويتضمن المهرجان عروضاً مسرحية محلية ضمن المسابقة الرسمية، وعروضاً محلية تعرض على هامش المهرجان، فقد اختارت لجنة اختيار العروض تسعة أعمال فقط لتشارك في المسابقة، فيما ستقام ثلاثة عروض على هامش المهرجان، وقد حددت اللجنة شروطاً صارمة لاختيار العروض منها الابتكار في وسائل التعبير والتقنيات المسرحية، وقوة التأثير في البحث والطرح، وقرب العرض من روح العصر والمنجز المسرحي المعاصر.

ولأن مؤرخي المسرح العربي غفلوا كثيراً عن دور الممثل فلم يتطرقوا إليه في كتاباتهم حال المخرج والكاتب المسرحي، فقد جاء الملتقى الفكري المصاحب لمهرجان أيام الشارقة المسرحية تحت عنوان تاريخ الممثل في المسرح العربي، ليثري الجوانب التي غفل أو ربما كتب عنها ولكن ليس بالدقة المطلوبة.

وستناقش جلسات الملتقى الفكري المصاحب محاور عدة تركز في مجملها على الممثل، منها النقد المسرحي وتيارات المسرح العربي ممثله في الاحتفالية والحكواتي والسامر، والتكوين الاكاديمي للممثل في الوطن العربي، كما سيتطرق الملتقى الذي ستنطلق أولى جلساته اليوم، إلى محور الممثل «ذات» و«أداة»، ضمن جلسة المائدة المستديرة.

وفي نظرة مستقبلية لحال المسرح، وما وصل إليه في ظل الكوادر المسرحية المتميزة التي أسست وأسهمت في المسرح المحلي وأثرت الساحة الفنية، ركزت الدورة الـ22 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية على الجيل الجديد الذي سيواصل مسيرة الجيل السابق كونهم شباب الغد الواعد، من خلال عقد لقاء الشارقة لأوائل المسرح العربي الذي سينطلق في 24 مارس الجاري بالتزامن مع عروض مسرحيات المهرجان.

ويجمع هذا اللقاء 10 طلاب ممن أحرزوا الدرجات العليا في كليات ومعاهد وأقسام المسرح في الوطن العربي، إذ يمثل حلقة ضمن سلسلة ممتدة من البرامج المسرحية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، لضمان دعم الحراك الثقافي العربي، وتحديداً الإماراتي.

ويهدف اللقاء إلى إبراز هؤلاء الطلاب وتقديمهم للمنابر الثقافية والمسرحية في الشارقة، كما يسهم اللقاء والفعاليات المصاحبة له في تقديم تلك الأسماء الشابة إلى المشهد المسرحي وتقليص المسافة بين المسرحيين والكوادر والمواهب الشابة، إضافة إلى اكتساب الخبرات والاطلاع على تجارب من سبقوهم في المجال المسرحي.

الأكثر مشاركة