الدراما التلفزيونية العراقية تعود بمسلسل عن «قطبي الغناء»
ناظم الغزالي وسليمة مراد في قصة حب على الشاشة
بدأ المخرج العراقي باسم قهار، تصوير مشاهد المسلسل التلفزيوني «سليمة مراد» في بغداد، مبشراً بعودة الدراما التلفزيونية العراقية بعد غياب طويل، إثر غزو العراق واحتلاله، ومن المتوقع عرض المسلسل الذي يكشف عن علاقة حب بين قطبين من أعلام الغناء في العراق، خلال شهر رمضان.
ويتناول العمل سيرة حياة واحدة من أشهر مطربات العراق التي لعبت دوراً مزدوجاً بين الفن والسياسة، وحظيت باهتمام بالغ من جمهورها، إذ إن الفنانة العراقية الراحلة سليمة مراد، التي تحمل لقب «سليمة باشا»، وتحظي بحضور قوي في ذاكرة الفن العراقي. ويرصد المسلسل جوانب مهمة في سيرة الفنانة منذ نشأتها، علاوة على مراحلها الفنية، وتداخل دورها بين الغناء والسياسة، وكذلك أكثر السنوات التي كانت مملوءة بعطائها الفني.
وجمع المنتج صلاح كرم 75 ممثلاً وممثلة في بغداد لإنجاز المسلسل، الذي يصور أيضاً علاقة حب بين المطرب الراحل ناظم الغزالي، والمطربة الراحلة سليمة مراد. وفي أجواء بغداد القديمة بدأ تصوير المسلسل، وهو من بطولة الفنانة آلاء حسين، التي تؤدي دور المطربة سليمة، والفنان علي عبدالحميد، الذي يلعب دور المطرب ناظم الغزالي.
ويجري تصوير مجمل أحداث المسلسل الذي كتبه السينارست فلاح شاكر في أحد البيوت التاريخية البغدادية، لتجسيد البيئة التي عاشتها المطربة في محال بغداد القديمة.
وترتكز أحداث المسلسل على مرحلتين زمنيتين، يقدمان خارطة للأحداث الاجتماعية والسياسية لحقبة من تاريخ العراق الحديث، ويتضمن المسلسل أحداثاً موثقة تم توظيفها ضمن السياق الدرامي، إذ يتضمن المسلسل20 أغنية لسليمة مراد وناظم الغزالي وعفيفة إسكندر.
تبدأ المرحلة الأولى التي يرصدها العمل في الفترة من عام 1948 حتى عام ،1952 والتي شهدت أحداثاً سياسية واجتماعية كانت المطربة سليمة تقود محوراً مهماً في تلك الأحداث، وهو إصرارها على البقاء في العراق ورفض مشروع الهجرة منه إلى فلسطين إثر احتلالها من قبل الكيان الإسرائيلي، الذي كان يدفع باليهود الى الاستيطان في فلسطين المحتلة، كما كان يهود عراقيون متطرفون يروجون إلى ذلك، وقد هاجر على إثر تلك الحملة المنظمة مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين والتجار العراقيين اليهود، وقد انعكس تأثير هذه الهجرة في الأحداث الاجتماعية في بغداد آنذاك، وتداخل مع الحضور الاجتماعي والفني للفنانة سليمة، إذ تكاتفت مجموعة من المجتمع من تجار ومثقفين وفنانين مع الفنانة، ما أسهم في بقائها في العراق، على الرغم من كل ما تعرضت له من خسائر مالية، إذ إنها كانت تشعر بأن الفن هو انتماء للوطن ثم العالم، ووطنها هو العراق بغض النظر عن ديانتها. ويتناول المسلسل في المرحلة الثانية بدء تعرف المطربة سليمة إلى الفنان ناظم الغزالي، والزواج منه، بعد قصة حب جمعت قطبين من إعلام الغناء في العراق.
وكانت سليمة تصطحب الغزالي لإحياء حفلات غنائية مشتركة، وقد مهّدت هذه اللقاءات الفنية إلى زواجهما عام .1953 وعزز زواجهما سبل الحفاظ على «المقام العراقي» والمشاركة في إحياء حفلات في بغداد ودول عربية عدة. ورغم المعوقات الاجتماعية، إذ كان الغزالي شاباً فقيراً ومسلماً، وهي فنانة ثرية ويهودية، علاوة على فارق العمر بينهما، إلا أن قصة حبهما شكلت علامة في سيرتها، إلى أن غيب الموت ناظم الغزالي عام 1963 إثر إصابته بنوبة قلبية. وآثرت سليمة، بعد وفاة زوجها، أن تعيش منزوية في دارها، بعدما كان الغزالي بالنسبة لها عاشقاً وصديقاً وزوجاً، علمته النغم والمقام العراقي، وعلمها الصبر والحب والثقة بالنفس. وبقيت سليمة تعيش ذكريات تلك السنين، إلى أن وافتها المنية عام 1975 في أحد مستشفيات بغداد، ودفنت إلى جوار ناظم الغزالي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news