«الفجيرة الإعلامي»: الوعي هو محرك الثورات العربية
«مواقع التواصل الاجتماعي ليست الأب الشرعي للثورات العربية، وسواء كانت هناك مواقع تواصل اجتماعي، أو ظل نمط الإعلام التقليدي هو المسيطر، يبقى الوعي هو محرك الفعل، وليس مجرد القدرة على بث معلومة تصل إلى قطاع كبير من الجمهور»، نتيجة اتفق عليها المتحدثون في ملتقى الفجيرة الإعلامي، الذي افتتحه، أمس، سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، تحت شعار «أفكار متجددة.. عالم جديد»، بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين الخليجيين والعرب، في كلية عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالفجيرة، حيث تفقد سموه معرضاً للصور للطلاب أيضاً. وشهد الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام برعاية سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام محمد سعيد الضنحاني، ومدير بلدية الفجيرة المهندس محمد سيف الأفخم، فيما كان الحضور الطلابي من طلبة وطالبات الإعلام في الكلية ملحوظاً ومتفاعلاً من خلال مداخلاتهم وتعقيباتهم على أوراق المتحدثين الرئيسين.
دارت الجلسة الأولى للملتقى حول «الإعلام التقليدي.. مقاربات التعايش والاختلاف»، حيث تحدث الإعلامي المصري الذي تنقل بين قنوات الجزيرة والعربية ودريم، قبل أن يبدأ مشواره المهني بإذاعة صوت العرب، الإعلامي د.حافظ الميرازي، مازجاً بين خبرته الميدانية، والجانب الأكاديمي، من خلال تدريسه في كلية الإعلام بالجامعة الأميركية في القاهرة. وتبلورت ورقة الميرازي تحديداً حول الدور التكاملي بين الإعلام التقليدي والجديد، ودورهما في الثورات العربية، مؤكداً أن هناك مغالطة في نسب هبوب الثورات للإعلام الجديد ممثلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فيس بوك» و«تويتر»، مشدداً على مقولة إن الإعلام يصنع معلومة وليس وعياً.
وبعد أن وعد الحضور بمحاولة تكلم العربية، قدم العراقي المقيم في أميركا د.جبار العبيدي مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة «بريدج ووتر» الأميركية، ورقة حول «البعد الأخلاقي للقوانين واللوائح باستخدام تقنية المعلومات»، داعياً إلى صياغة محتوى جديد للعلاقة بين الإعلام والبعدين الأخلاقي والثقافي المرتبطين بكل مجتمع». وحول عنوان «الإعلام الجديد والثورات العربية»، تحدث مدير مركز الدراسات في قناة الجزيرة الفضائية د.صلاح الدين الزين، أما مستشار رئيس تحرير جريدة البيان الإماراتية، الإعلامي طالب شاهين، فقد تطرق إلى فكرة التكامل بين الإعلام التقليدي والآخر الجديد، محذراً من بناء مقاربات تسعى إلى ترسيخ الهوة بين النمطين. وأكد محمد سعيد الضنحاني أن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام تحرص على المساهمة في تفعيل المشهد الإعلامي والثقافي في الفجيرة، رئة الإمارات، التي تشهد تطوراً ونمواً في المجالات كافة، تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة. وبرر اختيار موضوع الملتقى لهذه الدورة، وهو الإعلام الجديد والعالم المتغير»، بأنه انعكاس لضرورة النقاش لأي مجتمع حداثي في هذه الموضوعات، من أجل مواكبة التطورات المتسارعة في الإعلام من ناحية الخطاب والتقنيات، وإمكانية الاستفادة من ثورة التكنولوجيا في الإعلام لدعم استقرار المجتمعات، وترسيخ عناصر التنمية، وفي الوقت نفسه الانفتاح على العالم دون تفريط بالهوية الوطنية والعربية والمنجزات المتحققة.