زينة اليازجـي: أسعى إلى وصال «الشارع الـعربي»
«زينة اليازجي موجودة في مكتبها؟!» سؤال بادر به مستغرباً موظف الاستقبال في مركز الأخبار، التابع لمؤسسة دبي للإعلام، عندما علم بأن زيارتي اليوم بغرض إجراء حوار مع مذيعة برنامج «الشارع العربي»، الذي يبث أسبوعياً على شاشة قناة دبي الفضائية، معللاً بأن اليازجي وطاقم البرنامج في ترحال دائم متغير الوجهة، قبل أن يتأكد بالفعل أن الأمر متعلق بحوار محدد سلفاً.
حالة الدهشة تلك التي تؤشر إلى طبيعة البرنامج، واتساع محيطه ليستوعب محيطاً عربياً، فرضت أول محاور لقاء «الإمارات اليوم» مع المذيعة، التي اعتادت خلال حلقات برنامجها أن تقوم بدور المرسل وليس المستقبل، في حوارات تنوعت لتشمل ساسة عرباً في بلدان تشهد تطورات سياسية متسارعة.
اليازجي التي تؤكد أنها وطاقم البرنامج الذي يتكون من 12 فرداً من جنسيات عربية مختلفة اختاروا «البحث عن الحقيقة في مواطنها، وبعيداً عن ما يمكن أن تخفيه جماليات الاستديو، أو حتى مصادفة الظفر بتقارير معدة عن بعد»، مضيفة أنها في بداية كل مهمة أو حلقة جديدة تكون أمام حالة اكتشاف لـ«حقيقة تأبى في كل الأحوال أن تبقى غير مستترة أو عارية».
عالمان كشفت زينة اليازجي، مقدمة برنامج «الشارع العربي» على قناة دبي، أن بعض السياسيين الذين قامت بمحاورتهم بالفعل يبدون على الهواء بشكل مناقض لقناعاتهم ونقاشاتهم خارجه، مشيرة إلى أن أحد الأسماء المهمة المحسوبة على التيار السلفي في مصر اعتبر قبوله اجراء حوار مع مذيعة متبرجة، على حد وصفه، دليلاً على انفتاحه وعدم تشدده. وأشارت اليازجي إلى أنها تستقي الكثير من الأسئلة التي توجهها لمحاوريها بالفعل من أشخاص عاديين يتصادف مقابلتها لهم في الشارع، مضيفة : «بوصلة (الشارع العربي) ليست منحصرة في الهم السياسي الذي يبقى مجرد مدخل لقضايا اجتماعية اوسع أتطلع إلى نقاشها وفي مقدمتها: حقوق المواطن العربي في مختلف المجالات التنموية مثل التعليم والصحة». وصنفت اليازجي نفسها في إطار الإعلاميات المحظوظات بالتعاون مع تلفزيون دبي، مضيفة «تلفزيون دبي تحديداً، واتكاء على وسطية دبي واعتدالها الفكري من جهة، وتفردها نموذجا حضاريا مميزا في المنطقة العربية من جهة أخرى، يؤهلها لدور إعلامي مهم، لا سبيل إلى انجازه إلا عبر نوعية من البرامج الحوارية التي تغيب عن شاشات القنوات الإخبارية خصوصاً». ورأت اليازجي أن الإعلام عموما، بما فيه الصحافة، لا يمكن تصنيفه عربياً كسلطة رابعة، مضيفة «الكثير من المؤسسات تتعامل مع الإعلامي على أنه مجرد موظف، وهي كارثة تكرسها للأسف بعض المؤسسات الإعلامية العريقة، وتتسبب في خسارة مجتمعية هائلة».
|
مذيعة الأخبار في قناة العربية سابقاً، ومقدمة «الشارع العربي» على قناة دبي حالياً، لم تشأ أن تقف طويلاً عند ملابسات رحيلها عن القناة التي تتخذ من مدينة دبي للإعلام مقراً رئيساً لها مفضلة الإشارة إلى أنها و«العربية» قد وصلتا إلى «مفترق طرق»، لكنها عقبت على سؤال آخر حول أي مدى يمكن أن يكون الإعلامي قريباً أو بعيداً عن التأثر أو التأثير في الحدث؟ بأن «الإعلام العربي عموماً قد ظلم سورية».
خطيئة الإعلام العربي من وجهة نظر اليازجي هي في الأساس مرتبطة بقطع الوصال مع «الشارع»، وهو ما تبرهن عليه بأن «الإعلام المتقوقع على النخبة، فشل في استقراء الثورات في عدد من البلدان العربية»، لذا فهي تعتبر أن «البرنامج في رسالته الأشمل بمثابة وصال حقيقي مع الشارع العربي».
حزم الحقائب والسفر إلى موطن الحدث الخطوة الأسهل، التي تسبقها وتتبعها مراحل أخرى قد تحتاج إلى أسابيع من التنسيق في بعض الأحيان، لتصوير حلقة مع أحد ضيوف «الشارع العربي»، وربما ينتهي الأمر، حسب اليازجي، باعتذار الضيف بسبب تواتر التغيير في المشهد السياسي، ليبقى الحوار مع الشخصيات التي على تماس مع الأحداث الساخنة مطمحاً مربكاً في كثير من الأحيان لتسجيل البرنامج الذي يتطلع في مراحل لاحقة إلى البث المباشر.
وتعترف اليازجي بأنها مذيعة تفتقر إلى الصلابة التي تبدو أخريات يتمتعن بها في البرامج السياسية، لكنها تبرر «لا أبحث عن مواطن أضغط بها على محاوري، من أجل الحصول على مزيد من التصريحات الساخنة أو المهمة، بل أنا معنية بشكل رئيس بأن أعرف الحقيقة، وليس مجرد استعراض ملكات شخصية في الإقناع أو المجادلة، وهي الوسيلة التي أتوقع أنها أيضاً تدفع باتجاه وصول معلومات حقيقية للمشاهد لأنه من السهل أن نتشابك، لكن الصعب والأجدى في الوقت ذاته أن نتحاور».
الجانب الآخر من حياة اليازجي ليس «سياسياً» بل درامياً، في منزلها، فهي زوجة الفنان السوري عابد فهد، وهو ما تعلق عليه قائلة «نعيش في بيتنا على وقع السياسة وشفير الدراما، فكل منا يستعرض للآخر تفاصيل يومه في كثير من الأحيان، لذلك اتخذنا قراراً أخيراً لم نستطع تنفيذه حتى الآن، وهو ألا يحمل أحدنا تفاصيل عمله إلى المنزل».
لكن اليازجي التي تعترف بأنها قاسية في انتقاد زوجها كفنان في ما يتعلق بأعماله، تبدو شديدة الإعجاب بأدائه عندما تتحدث عن دوره في مسلسل «الحجاج ابن يوسف الثقفي»، مضيفة «فضلاً عن اداء عابد، فقد أقمت مقاربة أثناء متابعتي للعمل بين تلك الشخصية، وحال الساسة الديكتاتوريين الذين لم يلتفتوا إلى نبض الشارع العربي».
لكن المذيعة الزوجة ختمت حديثها عن زوجها الفنان بقولها «إجمالاً هو لا يفضل أن أتابع أعماله أثناء عرضها تلفزيونياً بصحبته، بسبب كثرة انتقادي لعمل أصبح بالنسبة له منتهياً، لكنني معجبة جداً بأدائه لشخصية رؤوف في مسلسل (الولادة من الخاصرة)، وتناقشت معه بشكل إيجابي بشأنه، حتى قبل أن أشاهد العمل على الشاشة».