وزّع 9000 مكتبة منزلية في إمارة الشارقة.. ويعاني صعــوبات لندرة كتب اليافعين
راشد الكوس: «ثقافـة بلا حدود» يركز على الطفل
كشف مدير مشروع «ثقافة بلا حدود» في الشارقة، راشد محمد الكوس لـ«الإمارات اليوم» عن توزيع نحو 9000 مكتبة منزلية على الأسر الإماراتية في إمارة الشارقة، بمعدل مكتبة في كل منزل، وتضم كل واحدة نحو 50 كتاباً متنوع المجالات، منها 20 من كتب الأطفال و30 من كتب الأسرة المختلفة.
ولفت إلى أن المشروع يواجه صعوبة حقيقية في توفير كتب لفئة مهمة يتجنب كثير من المؤلفين الكتابة لها وهي فئة اليافعين، الأمر الذي انعكس على عدم احتواء المكتبات المنزلية على كتب هذه الفئة»، مؤكداً أن «المشروع يسعى جاهداً إلى توجيه رسالة مباشرة للكتاب العرب بضرورة الاهتمام بكتب وموضوعات اليافعين»، موضحاً أن «مبادرة دار كلمات للنشر والتوزيع في ترجمة أحد كتب اليافعين (الزرافة البيضاء) الفائزة بجوائز عالمية، من اللغة الإنجليزية إلى العربية خطوة جيدة لإثراء الساحة بهذا النوع من الكتب».
صندوق للتبرع بالكتب في مبادرة متميزة، قام بها مشروع «ثقافة بلا حدود»، خلال مشاركته في مهرجان الشارقة القرائي، تعاون مع مشروع «ملجأ الكتب المستعملة»، من خلال وضـع صندوق تبرعات خاص بالكتب، وجمع وإعادة توزيــع الكتب القديمــة، بهدف الترويج لفكرة نشر المعرفة بين أفراد المجتمع، ونشر حب القراءة، وتعزيز ثقافة القراءة، وحب المطالعة في نفوس أفراد المجتمع الإماراتي. ويهدف إلى تبني الكتب القديمة والمستعملة التي يقوم أصحابها بالتبرع بها إلى الملجأ والاهتمام بها وعرضها في المكتبة الخاصة بالمشروع، للاستفادة منها وإيجاد منازل جديدة وقراء جدد وتوصيلها إليهم. |
وتابع الكوس أن مشروع «ثقافة بلا حدود» يشارك ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، إذ «تم اقتناء نحو 28 ألف نسخة من كتب متنوعة، تمهيداً لمباشرة عمليات توزيع المكتبات ضمن المراحل المتبقية من المشروع، التي تشمل تغطية مناطق خورفكان والذيد ومدينة الشارقة، لاسيما أن المشروع انتهى من 10 مراحل توزيع للمكتبات على في معظم المناطق في إمارة الشارقة، بدءاً بالمناطق النائية، إذ وجدنا إقبالاً كبيراً غير متوقع من قبل الأهالي الذين تزودوا بالمكتبات التي اتسمت بالشمولية والتنوع».
3 مناطق
أكد أن «المناطق الثلاث المتبقية تعد من أصعب المناطق التي سيتم توزيع المكتبات عليها، بسبب الكثافة السكانية التي تشهدها تلك المناطق، خصوصاً مدينة الشارقة، إذ سيتم توزيع نحو 42 ألف مكتبة، منها 10 آلاف مكتبة للأسر في الذيد، و19 ألف مكتبة للشارقة، و12 ألف مكتبة لخورفكان».
وأضاف أنه «بمجرد الانتهاء من توزيع المكتبات يبدأ المشروع في مرحلة جديدة وهي تحديد الكتب في مكتبات الأسر، إذ تضم الكتب حالياً مجموعات متنوعة من قصص الأطفال والكبار وموضوعات تهم الأسرة، إضافة إلى إصدارات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من بينها (سرد الذات) و(حديث الذاكرة)».
ولفت الكوس إلى أن مشروع «ثقافة بلا حدود» لا يقتصر على إيصال المكتبات وتوزيعها على الأسر، إنما يركز على تنظيم برامج مكثفة من محاضرات وورش عمل وأنشطة تثقيفية للمدارس والجامعات والمكتبات لأفراد المجتمع بمختلف أعمارهم، إضافة إلى الاهتمام بفئة الأطفال، وكل من هم على تواصل مباشر بهم، سواء الأسرة أو المدرسة أو حتى المجتمع، على اعتبار أن الجميع حلقة متصلة يدور الطفل حولها.
مكتبة متنقلة
قال الكوس إن «المشروع يركز على توفير مكتبة على شكل طاولة صغيرة الحجم بألوان جذابة بهدف تحقيق التواصل الاجتماعي بين أفراد الاسرة وتشجيعهم على حب القراءة، لاسيما أن نوعية الكتب تركز على الموضوعات العامة وليس الخاصة». ولفت إلى أن المشروع يستقبل الاهداءات من الكتب والاصدارات الحديثة التي تتوافق مع معايير اختيار الكتب التي تعتمدها إدارة المشروع، منها جودة الموضوع وسلامته، على ألا يمس الدين أو العادات والتقاليد والمعتقدات والتطرف، كما يتم التدقيق على جودة الكتاب ونوعيته من ناحية الغلاف ونوع الورق المستخدم والطباعة عالية الجودة. ويضم المشروع مكتبة متنقلة، هي عبارة عن حافلة تطوف الشارقة والمناطق المجاورة لها، تقوم بتعزيز الثقافة والترويج لها بطريقة جاذبة، ألغت المفهوم السائد عن الحافلة المرتبطة بالمدرسة، وتضم الحافلة 2000 كتاب معروضة بطريقة أنيقة وموزعة بطريقة يسهل تناولها، منها كتب الشباب وقصص الأطفال والروايات الأدبية والعلمية والثقافية والدينية، إضافة إلى كتب تخصصية متعلقة بالإدارة والتربية وعلوم الأسرة والطفل وكتب الصحة والطبخ، وأخرى حاصلة على جوائز عالمية.
ولفت الكوس إلى أن المكتبة المنتقلة تجوب الاحياء السكنية في جميع إمارات الدولة دون استثناء، وتشارك في فعاليات المدارس والمؤسسات والدوائر الحكومية إضافة إلى المهرجانات المهمة داخل الدولة، وقد تستمر مشاركتها لأسابيع. كما يتم طلب الحافلة للترويج لثقافة القراءة وتعزيزها في نفوس الأطفال والكبار على حد سواء، وتحقيق الحضور الفاعل، وتنظيم فعاليات أثناء وجود الأطفال داخل الحافلة، مثل قراءة القصص وبرامج الحكايات.
وتضم الحافلة التي عرضت في قاعة الطفل في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مكتبة للكتب وأجهزة إلكترونية لعرض القصص والكتب الالكترونية ونادي قراءة، وتعد الحافلة مؤهلة لاستقبال عدد كبير من الأطفال والكبار، لاسيما أن مواصفات الأمن والسلامة متوافرة داخلها. وخصص مشروع «ثقافة بلا حدود» لجنة متنوعة لاختيار الكتب التي يفترض شراؤها خلال معرض الشارقة للكتاب، البالغ عددها 235 ألف كتاب متنوع، وذلك لأن معرض الشارقة للكتاب يعد فرصة لتبادل الخبرات بين الناشرين والموزعين والمؤلفين والكتّاب والتقاء مديري المعارض العالمية، كما أنه أهم مصادر الشراء للمشروع، فهو يضم كبرى دور النشر، ويفتح آفاقاً أمام الناشرين في مجال الانفتاح على الثقافات العربية والعالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news