أخرج 90٪ من أعمال الكوميدي الإماراتي
الطويل: «نغموش» وأنا ثنائي ناجح
من يعرف المخرج السوري عارف الطويل عن قرب، ويصادفه هذه الأيام سيلاحظ أن بشرته اكتست درجة أعلى من السمرة، لا تعود إلى مزيد من ممارسة رياضة السباحة، بل إلى المتابعة الحثيثة لتصوير مشاهد الجزء الرابع من المسلسل المحلي متعدد الأجزاء «طماشة»، المنتظر عرضه على شاشة قناة «سما دبي» في رمضان المقبل.
هذه الملاحظة علق عليها الطويل في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم» بتأكيده أن «المخرج في الدراما التلفزيونية الحديثة يجب أن يكون حاضراً ليس فقط في كواليس التصوير، بل أيضاً في نسيجه، ومختلف تفاصيله، لأن إهمالاً طفيفاً في واحدة من التفصيلات الكثيرة لمشهد واحد، قد تكلف كامل أسرة العمل الكثير من حيث مدى حرفية وصدقية المسلسل».
الحديث عن خصوصية إبداع نجم «طماشة» جابر نغموش كان جوهرياً في حديث الطويل، على اعتبار تعاونه المتكرر مع الممثل الإماراتي في أعمال عدة، ابرزها أجزاء متعددة أيضاً من مسلسل «حاير طاير»، إلى الدرجة التي دفعته للتصريح «أمتلك مفاتيح إبداع جابر نغموش، بدليل إخراجي 90٪ من أعماله وقادر جداً على ترشيد ارتجاله أمام الكاميرا، أما كواليس التصوير فمع نغموش تصبح هي نفسها بمثابة كوميديا درامية عفوية خسارة ألا تلتقطها الكاميرا». ويفخر الطويل بكونه المخرج المحتكر لمعظم أعمال الفنان الإماراتي الأشهر، ويؤكد «جابر نغموش لم يكون ثنائية في التمثيل كمعظم النجوم، ويغير دائماً أسماء من يرافقونه، والثنائية الحقيقية التي يكونها، تربطني به في تعاون فني أعد بأن يثمر الكثير في أجزاء طماشة المقبلة، وغيرها من الأعمال التلفزيونية».
مشاهد بكر على الرغم من كثافة عدد المسلسلات التي يتم تصويرها في مختلف إمارات الدولة، سواء كانت محلية أو خليجية خصوصاً، وأيضاً عربية، إلا أن المخرج السوري عارف الطويل الذي يستعد للسفر من أجل تصوير بعض المشاهد الخارجية في أوروبا مع أسرة «طماشة»، يؤكد أنه سنوياً يكتشف بنفسه المزيد من مواقع التصوير النموذجية البكر محلياً. دبي وأبوظبي والعين والفجيرة هي الأماكن الحقيقية لتصوير معظم مشاهد «طماشة»، التي كان يتطلع مخرجها إلى انجازها قبل ارتفاع درجة حرارة صيف الإمارات وما يصاحبها من صعوبة تصوير المشاهد الخارجية، مضيفاً «هذا المطمح المهني أعاقته دقة اختيار النصوص، التي فرض علينا تأخر تسليمها أن نعمل تحت وطأة ضغط الوقت على مدار 12 ساعة يومياً». عارف الطويل مع النيادي وبدرية أحمد في طماشة. تصوير: تشاندرا بالان |
النجم المطلق
صعوبة تعامل المخرجين مع النجم المطلق الذي تبنى على أساس خصوصيته الفنية سائر معطيات العمل الفني حقيقة لا ينكرها الطويل، لكنه في الوقت ذاته يستثني نغموش منها، مضيفاً «الجميع في أسرة (طماشة) وغيرها من الأعمال التي جمعتني بنغموش يقدر موهبته الفطرية، وسعيد بتوظيفها لإنجاح العمل، لكن نغموش نفسه غير مؤمن باصطناع هالات العزلة التي يبتعد بها بعض النجوم عن محيطهم، ويبدو في الكواليس أكثر الممثلين حرصاً على التفاعل مع الممثلين الشباب، سواء من أجل الإفادة الفنية، أو غيرها». الإشكالية التي قد تبدو ظاهرياً مزعجة للمخرج المتعامل مع فنان يتسم بقدر كبير من العفوية والارتجال، كما هي الحال مع نغموش لا يتحرج الطويل من التطرق إليها، مضيفاً «يبقى الخروج عن النص في كل الأحوال أحد الخطوط الحمراء بالنسبة لأي مخرج، لاسيما في ما يتعلق بالمسلسلات متعددة الأجزاء بكل ما فيها من خصوصية، حتى إن كانت ذات حلقات مستقلة، لأنك في المجمل تمتلك مجموعة من القضايا، فضلاً عن العلاقة المتداخلة بين مشاهد المسلسل الواحد، والخلفيات الفنية للمحتوى الدرامي الذي قد لا ينسجم مع الارتجال، وهي حقيقة يدركها نغموش من واقع خبرته الطويلة، وإخلاصه للتقاليد الفنية للعمل الدرامي، لذلك فإنني لا أخفي سراً إذا أكدت أن نجم «طماشة» هو أكثر الفنانين حرصاً على سلامة الالتزام بالنص والتصور الإخراجي، الذي يتكامل مع بصمته الخاصة ذات التأثير الاستثنائي في جماليات المشاهد التي يشارك في تصويرها».
وأضاف الطويل «إبداع نغموش بحاجة إلى حنكة خاصة في التعامل من قبل المخرج، من اجل مزيد من استثماره، وهناك ما يشبه الكودات أو المفاتيح الخاصة في هذا الإطار التي أزعم أنني أمتلكها، وتساعدني في ذلك، بدليل أن الأعمال التي جمعتنا بالفعل أظهرت جوانب أكبر في ملكات نغموش، وإحدى القواعد السحرية للتعامل مع نغموش هي السماح بعفويته الساحرة أن تظهر أمام الكاميرا، مع التدخل الفني المسبق لضبط سيل تدفقها».
مخرج محلي
برر الطويل غيابه عن المشهد الإخراجي للمسلسل في جزئه الثالث لمصلحة الأردني شعلان الدباس، بتفرغه لالتزام تعاقدي مسبق بتصوير مسلسل آخر تم عرضه على شاشة «إم بي سي» الفضائية، مضيفاً «غيابي كان اضطرارياً، والقائمون على شركة ظبيان للإنتاج الفني المنتجة للعمل، خصوصاً الفنان سلطان النيادي قدروا ضرورة ايفائي بهذا الالتزام، وهو موقف زادني تقديراً لأسرة (طماشة) التي تمنت لي التوفيق، رغم غيابي القسري عنها». الإقامة الكاملة في الإمارات الممتدة منذ نحو 15 عاماً منحت الطويل تخصصاً في التعامل مع خصوصية المشهد في الدراما التلفزيونية المحلية، لدرجة أن المخرج السوري يصنف ذاته ضمن المشهد الدرامي المحلي، وليس السوري، مضيفاً «بداياتي مع الدراما الإماراتية كانت مسرحية، وهو ما جعلني أقرب لخصوصيتها، على اعتبار أن معظم ممثلي الدراما التلفزيونية قادمون أساسا من المسارح المحلية، كما أن إقامتي الطويلة بالدولة منحتني القدرة على الاقتراب أكثر من خصوصية المجتمع الإماراتي، وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة للمخرج التلفزيوني».
الموعد النهائي لإنجاز «طماشة» غير معلوم تماماً بالنسبة للطويل الذي يوجد حالياً بالفجيرة لاستكمال تصوير المشاهد، لكنه في المجمل يؤكد أن «العمل سيكون منجزاً بشكل تام قبل فترة كافية من حلول موعد بثه في شهر رمضان المقبل، على قناة سما دبي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news