ترقب الدراما الرمضانية في أدنى مستوياته لدى الفنانين والمتفـرجين

«السياسيون» يزاحمــون الممثلين على شاشات مصر

الموسم الدرامي الرمضاني المقبل لا يحظى بتوقعات جيدة من حيث المتابعة وتدفق الإعلانات. إي.بي.أيه - أرشيفية

لم يعد نجوم الفضائيات المصرية وأغلى الضيوف أجراً هم نجوم الصف الأول من الممثلين كما كان الحال سابقاً، وتحولت الأسعار الفلكية التي كانت تروى عن نجوم يتقاضون أجور استضافتهم بالدولار، باتجاه نجوم جدد للشاشة هم نخبة من السياسيين والمشتغلين بالشأن السياسي أو أبرز المحللين والمراقبين له، ليشمل المشهد المتغير أيضاً بعض أساتذة كليات العلوم السياسية الذين وجدوا أنفسهم ضمن إطار المشهد الجديد بالضرورة.

في مقابل ذلك، سعى فنانون ومنتمون إلى الساحة الفنية إلى الانجذاب للمشهد ذاته الذي أصبح الوحيد القادر على جذب الأضواء في الشارع المصري، وتغاضوا قليلاً عن الحديث بشكل مباشر في همومهم الفنية، باستثناء تصريحات لوسائل الإعلام غير المصرية، وهو ما جعل حضور عدد كبير من الفنانين المصريين ضيوفاً في برامج حوارية تقيمها فضائيات غير مصرية هو الأكثر غزارة لأول مرة هذا العام، بما في ذلك فضائيات غير معنية بشكل كبير بالشأن الفني مثل قناة الحرة الفضائية.

هذا المشهد الذي توارى فيه الاهتمام بعودة صاحب «شاهد ما شفش حاجة» الفنان عادل إمام إلى الشاشة الصغيرة بعد عقود طويلة خلال رمضان المقبل عبر المسلسل الجديد «فرقة ناجي عطا الله»، كحدث عابر في وسائل إعلام سبق أن اهتمت بتسريبات بدء تصويره بالأساس بشكل مكثف، بل إن إمام ذاته أصبحت تعليقاته في وسائل الإعلام متعلقة بشأن غير فني بالمرة، على خلفية صدور حكم بالسجن والغرامة ضده في تهمة ازدراء الدين الإسلامي في بعض أعماله.

في هذا الإطار تحولت مناظرة سياسية بين المرشحين الأبرزين في سباق الانتخابات الرئاسية المصرية هما د.عبدالمنعم أبوالفتوح، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى إلى حدث جماهيري صرف، ربما لم يفلح أن يجمع المصريين أمام الشاشات قبله سوى مباريات الأهلي والزمالك، حيث تبارى المرشحان كأنهما نجمان يتنافسان في برنامج المسابقات المصري القديم «دوري النجوم»، أو حتى برنامج «من سيربح المليون» بصيغته العربية، مع اختلاف محتوى الربح والمنافسة هنا بالطبع، لكن القاسم هو تلك الصيغة التنافسية القادرة على انتزاع انحياز الجمهور، وبإدارة من مذيعين مخضرمين هما منى الشاذلي في قناة دريم الفضائية، وزميلها بقناة «أون تي في» يسري فودة، وتناسى المصريون في متابعتهم نجومية أهل الفن لمصلحة نجومية جديدة لمصلحة أهل السياسة هذه المرة.

في هذا الإطار تحولت أبرز الأسماء على ساحة الحراك السياسي لتنافس في حضورها وأخبارها حضور أخبار وكواليس النجوم، وهو امر ينطبق حتى على الفضائيات الشاملة وليس فقط المتخصصة في كثافة المحتوى السياسي والإخباري، وهو المشهد الذي جعل الكثير من شركات الإنتاج المصرية تتوقع استمرار تراجع أرباحها لهذا الموسم أيضاً وللسنة الثانية على التوالي، بعد أن كانت قد أجلت عرض معظم الأعمال التي كانت أوشكت على الانتهاء العام الماضي، رافضة أن تبيعها للفضائيات حينئذ بالسعر الجديد الذي هبط بقيمتها السوقية وفق قانون العرض والطلب، في ظل زيادة المعروض الدرامي وارتفاع الطلب على البرامج الحوارية عموماً والسياسية خصوصاً.

إطلالة نجوم الدراما التلفزيونية أصبحت مرهونة بمداخلة في الشأن السياسي للكثيرين منهم، بل إن بعضهم كتب له حضور إعلامي أبرز بفضل انشغاله بالمشهد السياسي منذ انطلاق ثورة 25 يناير المصرية، منهم المخرج خالد يوسف الذي شارك في تأسيس حزب سياسي وراح يناصر أحد المرشحين للرئاسة متناسياً في هذه الفترة مشروعه السينمائي كوريث شرعي لأسلوب المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، كما كان يردد دائما، وفي حين أن الفنانة الشابة بسمة كانت قد شهدت انزواء اعلامياً قبيل الثورة، فإن خطبتها ثم زواجها بأحد أشهر المحللين السياسيين على الشاشات المصرية أعادها بقوة إلى الأضواء، ولكن من زاوية المشهد السياسي هذه المرة.

ورغم الترقب المعتاد للدراما المصرية الرمضانية على مختلف الشاشات العربية، فإن ترقب المشاهدين والفنانين المصريين أنفسهم يبدو في أدنى مستوياته للموسم الرمضاني المقبل، الذي سيأتي بعد 20 يوماً فقط من تحديد هوية الرئيس المصري الجديد، وهو تراجع ألقى بظلاله بالتأكيد على معظم الفضائيات العربية، وعلى السوق الإعلانية بالضرورة.

تويتر