دورته الـ 12 تناقش تماسكها وتحدياتها الراهنة

الأسرة في مواجهة العولمة

الأسرة تواجه جملة من التحديات في عصر المعلومات والتقنيات المتطورة. أرشيفية

نفت مدير عام مراكز التنمية الأسرية رئيس اللجنة العليا للملتقى الأسري الـ12 موضي الشامسي، الذي تعتزم الشارقة استضافته خلال الأسبوع المقبل، لمدة يومين، أن يكون شعار الملتقى الذي يحمل عنوان «التماسك الأسري في ظل العولمة» سبباً لوجود تفكك أسري في المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن «الملتقى جاء للتحدث عن ثغرات أسرية ومواطن ضعف أوجدتها العولمة في المجتمع، يجب التحدث عنها لضمان تفاديها».

وقالت أن «شعار الملتقى مأخوذ من توجيهات ومداخلات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأخيرة، التي تدعو إلى ترابط الأسرة والاهتمام بها على اعتبار أن ترابطها يحقق تماسك المجتمع، كون الأسرة هي وحدة التكوين الأولى للمجتمع وصانعة الأجيال الصالحة».

ولفتت إلى أن «الملتقى جاء ليستكمل مسيرة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في رسالته نحو الارتقاء بالأسرة في إمارة الشارقة، وبرعاية من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تدعو إلى تحقيق استقرار وأمن الأسرة لضمان بناء أسري متماسك فاعل في ظل مجتمع معطاء، كما تحرص سموها شخصياً على دعم رسالة مجتمعية سامية تدعو إلى التماسك الأسري وما يحتويه من طمأنينة داخل البناء المجتمعـي».

واقع التحديات

شريك اجتماعي

قال المتحدث باسم دائرة الموانئ البحرية والجمارك في الشارقة، محمد ابراهيم الرئيسي، إن«دائرة الموانئ تلقت دعوة من ادارة مراكز التنمية الأسرية، للمشاركة في الملتقى الأسري الـ12 الذي يقام تحت شعار «التماسك الأسري في ظل العولمة»، وذلك للدور البناء والمهم والحيوي الذي يقوم به المجلس والإدارة في تنشئة الأسرة وأفرادها التنشئة الإسلامية الصحيحة وفقاً للعادات والتقاليد العربية الأصيلة وتعزيز الأداء الاجتماعي للأفراد والأسر للوصول إلى مجتمع آمن متماسك». لافتاً إلى أن «للملتقى أهمية كبيرة في هذا الوقت، لاسيما أن العولمة طغت على جوانب عدة في حياتنا اليومية بفعل وسائل التكنولوجيا وغيرها من مستجدات العصر، ولهذا أتت مشاركة دائرة الموانئ البحرية والجمارك، شريكاً رسمياً في الملتقى من منطلق حرص الدائرة على تأدية واجبها الاجتماعي في تنمية مشاركاتها المجتمعية في الشارقة».

محمد الرئيسي.

قالت مديرة مركز الإرشاد الأسري في مراكز التنمية الأسرية، خولة عبدالرحمن الملا، إن «اهداف الملتقى انطلقت من واقع التحديات التي تواجه الأسرة الآن في ظل الانفتاح والعولمة وما يتوجب من جميع المؤسسات المجتمعية الإسهام في التصدي لتلك التحديات وتعزيز دورها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة والعمل على التعامل مع العولمة بشقيها الإيجابي والسلبي»، لافتة إلى أن «الملتقى يهدف إلى التعريف بتلك التحديات والتغيرات العالمية التي تواجه الأسرة في ظل العولمة، وتعزيز مفهوم التماسك الأسري مسؤوليةً أسريةً مشتركةً يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، إضافة إلى إبراز دور المؤسسات المجتمعية في تحقيق التماسك الأسري، وتنمية الوعي بمقومات الأسرة المترابطة، فضلاً عن السعي إلى تحقيق التماسك الأسري محوراً أساسياً في بناء المجتمع».

مواطن خلل

كشفت رئيس قسم البحوث والدراسات في إدارة مراكز التنمية الأسرية، أميمة العاني، عن أن المجتمع الإماراتي، وتحديداً الشارقة، لا يعاني ضعفاً أسرياً، لكن هناك مواطن خلل في الترابط الأسري أسهمت العولمة في زعزعتها. وأكدت أن «الملتقى لا يقف ضد العولمة، ولكن يعمل على ايجاد أساليب جديدة في التعامل مع البناء الأسري من خلال التعريف بالطرق الحديثة في التعامل مع الأبناء ومواكبة الأحداث الحاصلة في الأسرة، مع ضرورة احياء موضوع التكافل الاجتماعي وتقوية العلاقات بين الأفراد في البيت الواحد، إضافة إلى مقومات التعامل مع أساليب ووسائل التربية الحديثة وتعزيز مبدأ التماسك الأسري».

وقالت العاني إن «الملتقى سيناقش خلال اليوم الأول ثلاث أوراق عمل تصب في محورين أساسيين، هما الاجتماعي الأسري والثقافي الإعلامي، وستحمل أوراق العمل عناوين متفرقة، منها الأسرة والتحديات التربوية والإنترنت والمفاهيم المشتركة للأسرة الإماراتية، ويختتم اليوم الأول بالتجربة الرائدة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في ورقة عمل بعنوان التماسك الأسري مسؤولية مشتركة».

ولفتت العاني إلى أن «قسم الإرشاد الأسري وقسم البحوث في مركز التنمية الأسرية، يقومان بعمل ميداني من خلال التطرق إلى قضايا اجتماعية وأسرية تحال إلى القسمين من قبل شرطة الشارقة والمحاكم، إضافة إلى تلك القضايا التي تعرضها الأسرة نفسها بحثاً عن حلول جذرية، كما أن التوجيه اختلف في العالم إذ بات يرتكز على تعزيز القيم المجتمعية الايجابية».

وتابعت أن «الملتقى سيعرض دراسة ميدانية أجرتها جامعة الشارقة لقياس التماسك الأسري في الإمارة، إذ إن النتائج يمكن القول إنها مؤشر جيد وتبشر بمجتمع مترابط ومحافظ على القيم الأسرية وأفراد متماسكين، وإن اعترى المجتمع بعض الخلل البسيط نتيجة العولمة، إذ ان التفكك الأسري غالباً ما يحصل في المجتمعات التي تعاني الفقر وتدني مستويات التعليم».

نواة المجتمع

ذكرت رئيس قسم البرامج والأنشطة في إدارة مراكز التنمية الأسرية، موزة الشحي، أن « اليوم الثاني للملتقى يعرض ثلاث أوراق عمل تركز على الإعلام والثقافة، منها التطبيقات العملية للنظرية المعرفية السلوكية في تنمية العلاقة الزوجية، وصور المرأة في الدراما التلفزيونية، إضافة إلى ورقة حول التماسك الأسري في المجتمع الإماراتي». وطالبت عضو اللجنة الاعلامية للملتقى الأسري ،12 بدرية بوكفيل، بضرورة مناقشة مسألة التماسك الأسري الذي يهم كل فرد في الأسرة والمجتمع، لاسيما ان الجميع معنيون ومستهدفون. وأكدت أن «الأسرة أساس المجتمع ونواته الأولى، فإدراك قضاياها وادوارها ومسؤولياتها في ظل العولمة وتداعياتها، يعد أمرا مهما ودعوة مفتوحة لمشاركة كل افراد المجتمع في جلسات هذا المؤتمر، إذ يجب استنهاض وسائل الإعلام لدورها المهم في دعم أنشطة وبرامج إدارة مراكز التنمية الأسرية التي تسعى لتقديم كل الإمكانات من برامج وأنشطة واستشارات من أجل أسرة متماسكة في ظل سياج عائلي يحمي كل أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، وهذا ما يعود مردوده على اسرنا ومجتمعنا، فالمسؤولية الإعلامية مهمة هنا في دعم هذا الفكر والاتجاه».

تويتر