جماهير شيعت الفنانة الراحلة بالورد والدموع والزغاريد
وردة ترقد في «العالية»
بالورد، والدموع، والزغاريد، ودعت جماهير غفيرة، المطربة وردة الجزائرية، إلى مثواها الأخير في مقبرة «العالية» بالعاصمة الجزائر.
وكان محبو الفنانة الراحلة قد ألقوا نظرة وداع عليها، أمس، في قصر الثقافة بالجزائر، بعد أن وصل الجثمان على متن طائرة خاصة من العاصمة المصرية القاهرة. وبعد أن انتهت مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على وردة، حمل جثمانها المسجى بالعلمين الجزائري والمصري، وسط صيحات الله أكبر وزغاريد النسوة، وتهاطل الورد من كل جانب، وانفجرت الحناجر بنشيد «من جبالنا» الثوري، كما ذكر موقع صحيفة «الخبر» الجزائرية، الذي أضاف أن صفوف المشيعين تقدمتها وزيرة الثقافة خليدة تومي، ونجل الفنانة الراحلة، رياض، وفنانون وأدباء جزائريون، بالإضافة إلى الفنان الخليجي حسين الجسمي.
وكانت الوزيرة خليدة تومي قالت إن «وردة تعد من أروع الأصوات في الجزائر والعالم العربي». وأضافت في برقية تعزية أوردتها وكالة الانباء الجزائرية «ان وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتاً مطبقاً، وحزناً عميقاً».
وقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى ذوي الفقيدة، «لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها، ونذرت فنها لوطنها، أينما حلت وارتحلت مناضلة، من باريس في صباها إلى المشرق العربي، فرفعت رايته في محافل الفن، وأسمعت كلمته في منابره، وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى، وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى».
وأضاف الرئيس الجزائري في البرقية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية «لئن أسلمت وردة روحها لبارئها، وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها، إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها، وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه، لكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا».
ووصلت طائرة عسكرية جزائرية الى القاهرة، أول من أمس، حيث اقيمت الصلاة على روح الفنانة، لنقل جثمان وردة على ما أوضح مسؤولون مصريون.
وأوضح احد هؤلاء المسؤولين «وصلت الى مطار القاهرة الدولي صباح الجمعة طائرة عسكرية خاصة ارسلها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لنقل جثمان المطربة وردة الجزائرية إلى الجزائر».
وقبل وفاتها كانت وردة صورت فيديو كليب بعنوان «مازال واقفين»، بمناسبة الذكرى الـ50 لاستقلال الجزائر في الخامس من يوليو.
ومنذ 26 ابريل يبث هذا الشريط باستمرار على كل المحطات التلفزيونية الجزائرية العامة. وكانت وردة، واسمها الاصلي وردة فتوكي، ولدت في فرنسا لأب جزائري، وأم لبنانية، ولطالما رافقت الجزائر منذ استقلالها في الاحتفال بالمحطات الرئيسة في تاريخها.
وبعدما توقفت عن الغناء لسنوات عدة إثر زواجها الأول، قبلت دعوة الرئيس هواري بومدين (1965-1978) للغناء في العاصمة، بمناسبة الذكرى الـ10 لاستقلال البلاد في عام .1972
وقدمت المغنية للشعب الجزائري أغنية «من بعيد» الوطنية التي تكرم فيها الجزائر الحرة، وتلمح إلى عودتها إلى بلدها بعد غياب طويل اكتنفه الغموض.
وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية ان زوجها هجرها بعدما عادت إلى الساحة الفنية، فرجعت إلى القاهرة لتكرس وقتها لمسيرتها الفنية.
وأعادت الكَرّة في الخامس من يوليو ،1982 بعد 20 سنة، تحديداً من الاستقلال، مع تأدية أغنية وطنية أخرى حملت اسم «عيد الكرامة»، ثم مجددا في عام 1987 مع أغنيات ناجحة أخرى محورها نضالات الجزائر من أجل الحرية والتنمية.
وكانت وردة قد بدأت الغناء في الخمسينات عندما كانت لاتزال في الـ15 من العمر، في نادٍ ليلي يعود لوالدها في باريس، ثم سطع نجمها في الشرق عموما ومصر خصوصاً، حيث تعاونت مع كبار أعلام الأغنية العربية من أمثال محمد الموجي ورياضي السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي تزوجته وألّف لها أغاني تعد من أجمل الأغاني العاطفية في العالم العربي. وباعت المطربة أكثر من 20 مليون ألبوم عبر العالم، وأنشدت أكثر من 300 أغنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news