وداعاً وردة
رحلت «وردة»، وتركت شذاها بين محبيها وعشاق صوتها، رحلت بعد مشوار طويل عاشت فيه بين نجوم وعباقرة الفن الجميل، في مقدمتهم بليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب، قدموا معاً مجموعة من الأغنيات التي مازالت تعيش لدى المستمعين، حتى هؤلاء الذين ولدوا بعد أن ولدت هذه الأغنيات بسنوات طويلة، فالفن الاصيل ليس له عمر ولا يقف أمام السن. الطريف أن وفاة وردة المفاجئة جاءت بعد يوم أو يومين فقط من انتشار شائعة قوية بوفاتها، اطلقها البعض في الوقت الذي كانت تستعد وردة للمشاركة في احتفالات الجزائر بمناسبة الذكرى الـ50 لعيد الاستقلال، ما اصابها بحالة من الحزن والاكتئاب، وهو امر لا يتوقف طويلاً امامه اصحاب الشائعات الذين يطلقون ببساطة شائعة وفاة انسان دون ان يهتموا بالأثر النفسي الذي يمكن ان تسببه هذه الشائعة من ألم لدى الآخرين، أيضاً في الوقت الذي عمدت أغلبية وسائل الاعلام إلى تأبين «وردة» بموضوعات وتقارير اعلامية تتناول تاريخها واسهاماتها، اتجهت بعض المواقع الالكترونية للبحث عن إثارة فارغة عبر عناوين صارخة لا تحمل مضمون يستحق، عن اللحظات الاخيرة في حياة وردة، وأسرار وفاة وردة، وغيرها من العناوين التي تجذب فئة من القراء، بينما لا يحمل المضمون أي جديد او مفيد، ما يجعلنا نتساءل متى تراعي وسائل الاعلام حرمة الموت ومشاعر البشر، وتحاول تغليب المعايير الانسانية والأخلاقية، ولو قليلاً، على معايير الربح والخسارة؟