تمنّوا أن تكون الإمارات محطة للإبداع في الظروف الطبيعية

فنانون إماراتيون: نرحّب بزملائنا العرب ونتمنى ألا تكون «زيارات طارئة»

صورة

يبحث المبدع العربي دائما عن مخارج كي لا تتوقف خطة وسيرة إبداعه، حتى لو كان الحاجز ظرفا سياسيا وقف حائلا بينه وبين مشهد يريد تصويره أو نص يريد إكماله، وفي خضم الربيع العربي الذي لايزال مستمرا في أقطار عربية انتصر البعض منها على أنظمتها والبعض الاخر لايزال يحاول، كانت الامارات حاضرة وحاضنة للابداع العربي بتوفير استوديوهات تصوير وإجراءات تسهيلية كي يقدم المخرج العربي عمله في ظروف آمنة.

بلد الأمن والأمان

يقول بسام الترك مخرج تلفزيوني وفيديو كليب «بحكم اقامتي في الإمارات، وما يشهده هذا البلد من أمن وأمان، والناس هنا بمعظم جنسياتهم مطمئنون ومرتاحون، أصبح الفنانون في البلدان التي حدثت فيها الثورات يأتون الى الإمارات، وباتوا ينتجون أعمالهم هنا، لكن من الطبيعي ان الحركة الإنتاجية تأثرت، فوجود هذا العدد من الفنانين هنا في دبي جعل حركة الإنتاج والطلب أكثر على اخراج الفيديو الكليب».

ونتيجة الظرف السياسي تحديدا قام فنانون سوريون بالقدوم الى الدولة، حيث وجدوا فيها بيئة أمنية مستقرة، كما أن وجود مثل هذه الاعمال على ارض الدولة اعطى فرصة ايضا للفنان الاماراتي والخليجي حسب الفنان الاماراتي حبيب غلوم بأن يكون جزءا من عمل عربي له قصته وروايته الخاصة، ما يردم الفجوة بين الفنانين العرب، ويستفيد كل من الاخر.

بيئة آمنة

الفنان السوري سامر المصري الذي يقوم حاليا بتصوير الجزء الثاني من مسلسل «أبو جانتي»، في دبي، أعلن عن مغادرته سورية وانتقاله للاستقرار هو وعائلته في الدولة، إذ انتقل معه معظم شخصيات الجزء الأول، باستثناء أيمن رضا، لتصوير مشاهد الجزء الجديد، وتدور حكايات سائق التاكسي «أبوجانتي»، من بدء قراره بمغادرة سورية والعمل سائق تاكسي في الامارات، ومن خلال عمله يقوم بمصادفة العديد من الجنسيات التي تعيش على أرض الدولة والعديد من الموضوعات الشيقة، كما أن الوضع السوري لن يكون غائبا عن حلقات مسلسل «أبوجانتي»، الذي كتب جزأه الثاني الزميل حازم سليمان، ويشارك المصري البطولة سامية الجزائري وأندريه اسكاف وسوسن أبوعفار وهو من إخراج عمار رضوان.

في المقابل، يواصل فريق عمل مسلسل «صبايا» الذي انتقل هو الاخر الى الدولة لتصوير الجزء الرابع منه وهو من اخراج سيف الشيخ نجيب وبطولة ديما بياعة وجيني اسبر وكندة حنا، إضافة الى دخول المذيعة الاماراتية في تلفزيون دبي رؤى الصبان والمطربة اللبنانية بريجيت ياغي.

وقال الفنان الاماراتي سعيد سالم «جاء الفنان العربي الى الامارات لأنها دولة الأمن والأمان»، وأضاف «مع أننا كفنانين لم نستفد كثيرا من وجودهم، إلا انهم موجودون لظروف قاهرة وملتزمون بعقود يجب عليهم تنفيذها، فقد يتحايلون على السيناريو، كي يتلاءم مع ترحيب الدولة بهم لكن في المحصلة وجودهم مؤقت لارتباطه بظرف مؤقت».

ترحيب

الفنان الاماراتي حبيب غلوم، أكد أن الامارات تعد بيئة مناسبة للعمل الانتاجي الفني لجميع المبدعين العرب، «فعندما نقول عمل يتم تصويره في الامارات فهو يحتمل أن يضم جنسيات مختلفة فيه»، مشيرا الى مسلسل «سالفة عمران زعفران»، الذي يقدم في اطار كوميدي من اخراج السوري مأمون البني ويشارك فيه عدد من الفنانين الخليجيين والعرب، مؤكدا «كفنانين اماراتيين نحن سعداء بهذه التجربة مع مبدعين عرب، لديهم بصمتهم الواضحة في تاريخ الدراما»،

في المقابل، قال الكاتب الاماراتي جمال سالم، إن الذي يحدث حاليا من وفود فنانين عرب الى الدولة «هو ميزة تحسب للدولة بوصفها بيئة آمنة خصوصا للفنانين القادمين من سورية ومصر»، مؤكدا «حيث خلقوا نوعا من الطفرة التي نعيشها كصانعي أعمال»، موضحا «أي فريق عمل عرب قادم سيحتاج الى فنانين إماراتيين ومعدات في عمله، ما خلق جوا فنيا عربيا كاملا».

مؤكدا أنه تلقى اتصالا من احد العاملين في مسلسل «الخواجة عبدالقادر» بطولة يحيى الفخراني يسأله عن طبيعة التراخيص وكيفية الحصول عليها، لأنهم ينوون تصوير مشاهد في الدولة، وقال «لكني أعتقد ان هذه الحالة مؤقتة، لأنها مقرونة بظرف صعب، وعندما تغيب صفة الصعب سترجع الامور إلى سابق عهدها»، وأضاف «نتمنى ان تكون الامارات محطة للابداع في الظروف الطبيعية، وليس الطارئة كما يحدث حاليا».

تويتر