الإجازة في لندن.. وقت ممتع برفقة «هاري بوتر»
قضاء عطلة مع الأسرة لا يعني بالضرورة قضاء الإجازة كل عام لدى الأقارب أو الذهاب إلى الشاطئ، للاستمتاع بالشمس والبحر والرمال، فمن البدائل التي يمكن للآباء تجربتها لقضاء عطلة مع أطفالهم يستمتع بها الكبار والصغار، على حد سواء، تنظيم رحلة سياحية لمدة أسبوع إلى مدينة لندن العريقة التي تعد مقصداً سياحياً يجتذب مختلف الأعمار في الوقت نفسه. ولكي يتحقق الغرض من الرحلة ينبغي على الآباء النظر بعين الاعتبار إلى رغبات الأطفال واهتماماتهم عند تحديد الأماكن المراد زيارتها، فبهذه الطريقة يقضي كل من الآباء والأطفال وقتاً ممتعاً يجعلهم يرغبون في تكرار الزيارة مرة أخرى.
وبما أن الانطباعات الأولى تدوم فإنه ينصح بأن يتوجه الآباء إلى الأطفال في اليوم الأول من الرحلة بالسؤال التالي: هل ترغبون في الذهاب إلى المكان الذي ينطلق منه دائماً «هاري بوتر» في كل مغامراته؟ فمثل هذا السؤال سيثير حتماً حماس الأطفال الذين ستكون إجابتهم بالقطع: نعم، نعم، نعم. ومن المعروف أن هاري بوتر بطل سلسلة أفلام الأطفال الخيالية التي تحمل اسمه يسافر دائماً في كل مغامرة جديدة من رصيف 4/93 من محطة كينجس كروس، إلى اسكتلندا مستقلاً القطار السريع «هوجوارتس».
وجدير بالذكر أن المحطة حقيقية أما الرصيف فهو غير حقيقي، ويوجد فقط في الفيلم. وعلى كل حال يعد هذا الموقع مكاناً مناسباً للغاية لالتقاط صور فوتوغرافية للأطفال تجعلهم يعايشون أجواء الفيلم الذي يعشقون مشاهدته.
ويمكن الوصول إلى هناك كما يلي: يستقل السائحون مترو الأنفاق حتى محطة كينجس كروس، ثم يسيرون بمحاذاة الرصيف رقم ،8 وصولاً إلى المنطقة الواقعة خلف موقف الدراجات، حيث يجدون هناك لافتة مكتوب عليها 4/.93 وأسفل هذه اللافتة يجدون النصف الخلفي من عربة أمتعة مركبة بالحائط، وتبدو كما لو كانت ستختفي بداخله.
وفي ذروة الموسم السياحي يتوافد عشاق أفلام هاري بوتر على مدينة لندن، وبالتحديد إلى هذا الموقع، لالتقاط صور فوتوغرافية بجانب هذه العربة. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تصوير المشاهد على رصيف رقم 4 والرصيف رقم 5 في محطة «كينجس كروس». أما الواجهة الخارجية التي ظهرت في الفيلم فهي الواجهة الخارجية لمحطة «سانت بانكراس».
ومن بين الأماكن التي تم فيها تصوير مشاهد من أفلام هاري بوتر: ردهة مبنى استراليا هاوس بناصية ألدويتش-ستراند، وتم التصوير فيها كبنك العفريت «جرينجوت»، كما تم تصوير أسوار مبنى الحكومة بضاحية وايتهول على أنها وزارة السحر. وتم أيضا التصوير بناصية سكوتلاند بليس/جريت سكوتلاند يارد. ومن الأماكن الجديرة بالزيارة جسر ميللينيوم الذي بناه المهندس المعماري الشهير، نورمان فوستر، والذي دمره آكلو الموتى الأشرار في بداية فيلم هاري بوتر الجديد.
رحلات المدن الكبيرة التي يتم فيها اصطحاب الأطفال لها ميزات كثيرة، منها الاستغناء عن زيارة معارض الفن التشكيلي، والاستعاضة عنها بالذهاب مع أفراد الأسرة إلى أحد المقاهي لتناول قدح من القهوة. وإذا كان الأطفال مازالوا صغاراً، فإنه ينصح بالذهاب إلى حدائق كينسينغتون التي توجد بها حديقة النصب التذكاري للأميرة ديانا، والتي تضم بين جنباتها سفينة للقراصنة وجدولاً مائياً موحلاً يشكل بيئة مثالية للأطفال كي يلهوا ويمرحوا ويقضوا وقتاً ممتعاً. وفي هذه الأثناء يستطيع الآباء الاستلقاء على الحشائش، وهم يحتسون كوباً من الكابوتشينو ويتناولون المافينز اللذيذ.
وبالقرب من حدائق كينسينغتون يقع متحف التاريخ الطبيعي الذي يعد من الأماكن التي ستنال إعجاب الأطفال أثناء رحلة لندن، وتجعلهم يقضون وقتاً ممتعاً لن ينسوه طيلة حياتهم، حيث تضم صالة العرض الموجودة بمدخله هيكلاً عظميا للديناصور «ديبلودوكوس»، وفي الجناح الأيسر من المتحف يوجد مجسم متحرك للديناصور يزمجر ويصدر أصواتاً مخيفة.
وبعد هذه الزيارات التي كانت تهدف في المقام الأول إلى إرضاء الأطفال وإثارة اهتمامهم بالرحلة إلى لندن يمكن للآباء حينئذ اصطحاب الأطفال والذهاب إلى أحد الشواطئ الخلابة على نهر التايمز الشهير، والتي ستنال رضا وإعجاب الآباء والأطفال على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أنه عند حدوث جزر بمياه نهر التايمز تتكون شواطئ رملية قصيرة تعج بالصدف والقواقع والصخور، وهنا يستطيع الأطفال أن يلهوا ويمرحوا، في حين يمتع الآباء أعينهم بجمال المباني التاريخية العريقة التي تتبدى لهم في الأفق، مثل كاتدرائية «سانت باول».
ومن الأماكن الجديرة بالزيارة متحف النقل والمواصلات بضاحية «كوفينت جاردن»، الذي يؤرخ للحافلات ذات الدورين القديمة حمراء اللون التي تشتهر بها عاصمة الضباب لندن. وأنسب وسيلة لعمل جولة سياحية بمدينة لندن العريقة هي استقلال الحافلات ذات الدورين التي تتيح للسائحين مشاهدة معالم لندن السياحية بالكامل، وهنا يُنصح بركوب الحافلات العادية المستخدمة ضمن خطوط النقل والمواصلات بالمدينة، وعدم ركوب الحافلات السياحية باهظة الثمن.
وهناك الكثير من الأماكن الأخرى بلندن التي تعتبر زيارتها مكلفة للغاية، فزيارة متحف الشمع «مدام توسو» تتكلف 87 جنيهاً استرلينياً، أي ما يعادل 144 دولاراً أميركياً، لأسرة تتكون من أربعة أفراد، فضلاً عن ضرورة الوقوف في طابور لمدة لا تقل عن ساعة أو ساعتين لحجز التذاكر. غير أن المتعة التي يشعر بها السائح أثناء زيارة هذا المتحف الرائع تجعله يشعر بأن الأمر يستحق هذه الكلفة وكل هذا العناء. وبعض التماثيل المعروضة بالمتحف يوجد بينها وبين الشخصيات الحقيقية التي تجسدها شبه قليل، الأمر الذي يثير حيرة السياح ويدفعهم الى التساؤل وتجاذب أطراف الحديث لمعرفة الشخصية الشهيرة. وبالنسبة لعشاق الرياضة، لاسيما كرة القدم، تتيح أشهر الأندية الإنجليزية، مثل الأرسنال وتشيلسي للسائحين إمكانية عمل جولات سياحية داخل الاستادات. ومن يرغب في حضور المباريات، يتعين عليه حجز التذاكر عبر الإنترنت في الوقت المناسب. كما يمكن لعشاق الرياضة أيضاً زيارة ملعب ويمبلدون للتنس «طريق الكنيسة»، والذي يتمتع بطراز معماري فريد، أما الفتيات الصغيرات فتستهويهن زيارة قصر الملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن التصميم الخارجي لقصور مدينة لندن لا يضاهي جمال قصور ديزني الأميركية، فالتصميم الخارجي لقصر كينسينغتون المبني من الطوب المحروق غير جذاب، ولا يلفت الأنظار إليه. وينطبق الشيء نفسه على قصر باكينغهام، حيث إنه مبني من كتل حجرية رمادية اللون لا تأسر ألباب من ينظرون إليه. وعلى الرغم من أن التصميم الخارجي غير الجذاب لقصر باكينغهام لا يؤهله لتصوير أفلام «بيضاء الثلج» مثلاً، إلا أن تصميمه الداخلي يداعب خيال الفتيات الصغيرات المولعات بالأفلام الخيالية، حيث العرش المرصع بالذهب والذي ترفرف فوقه مظلة من الحرير أرجوانية اللون، بالإضافة إلى الثريات كبيرة الحجم والفريدة من نوعها والموائد الممتدة على مدى البصر. كل هذه العناصر تجعل الفتيات الصغيرات يغصن في أحلامهن البريئة، ويشعرن كأنهن بطلات للأفلام الخيالية التي يعشقن مشاهدتها.
وبالطبع لا يفتح القصر أبوابه للسائحين إلا أثناء العطلة الصيفية للملكة التي تمتد طوال شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام. وفي أوقات السنة الأخرى يستطيع السائحون زيارة قصر كينسينغتون بدلاً من قصر باكينغهام.