قدّم 85 ألبوماً مـن «الراي الاجتماعي»
الـشــاب بـلال: أغنيـة الراي موضة انحـــسرت
قال فنان الراي الجزائري الشاب بلال ان الانتشار الكبير الذي حققته موسيقى «الراي» في اوروبا خلال فترة التسعينات وبداية القرن الحالي كانت بمثابة «موضة» بدأت تخفت. مرجعا ذلك إلى ان الجمهور الغربي اعجب في البداية بهذا اللون الجديد من الغناء في ذاك الوقت، وبموسيقاه المميزة، ولكنهم لم يفهموا الكلمات، فكان لابد أن ينصرف الجمهور عن ما لا يفهمه مع الوقت، فمن الصعب ان يظل الجمهور يستمع إلى مغنٍ، من دون ان يفهم ما يقول. أيضا اعتبر بعض من يغنون الراي أن الانتشار الذي حققوه يعني انهم وصلوا إلى النجومية والشهرة، وهو خطأ قد يؤدي إلى ان يخسر الفنان جمهوره.
واعتبر بلال في حواره لـ«الإمارات اليوم»، ان مواطنه الشاب خالد هو «ملك الراي»، ولايزال يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لهذا النوع من الغناء، وهو يتمتع بقلب كبير وتفكير متفتح. مشيرا إلى ان العلاقة بين مغني الراي قوية وجيدة، رغم ان بعض وسائل الاعلام تحاول ان تظهر عكس ذلك، فالحقيقة ان هناك تنافسا بينهم، وعندما يقدم احدهم أغنية ناجحة يحاول الآخرون تقديم عمل أكثر نجاحا دون ان يفسد ذلك العلاقة بينهم.
وحول إلغاء مشاركته في مهرجان «موازين» الذي اقيم في المغرب الاسبوع الماضي؛ أوضح الشاب بلال انه كان مدرجا على لائحة الفنانين المشاركين في المهرجان في دورة هذا العام، ولكن قبيل انطلاق المهرجان بوقت قصير تم اخطاره بأنه لن يشارك لان قواعد المهرجان تقضي بعدم تكرار اسماء الفنانين المشاركين في دورات سابقة لإتاحة الفرصة أمام اكبر عدد ممكن من الفنانين، وقد سبق وشارك في دورة عام .2008
أيضا نفى الشاب بلال علمه بما تردد عن تقديمه «دويتو» مع الفنانة المغربية هدى يتضمن دعوة لفتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر. مشيرا إلى انه لم يسمع بهذا الأمر أو يصرح به من قبل، وأنه سبق وقدم بالفعل «دويتو» مع فرقة راب مغربية عن الحدود بعنوان «حلوا الباب».
الكلمة أولا.. قبل الموسيقى
قال الشاب بلال ان «الكلمة هي اساس أغنياتي»، واعتبر ان الصوت والموسيقى يضافان لتجميل الكلمة، تماما مثل ادوات التجميل التي تستخدمها المرأة، فأنا اسعى في اغنياتي إلى التعبير عن مشاعر الشباب والمشكلات التي يعانونها، والقضايا البسيطة التي يعانيها المجتمع وتتناساها الفضائيات، وأيضا تقديم اغنيات تحفز على السلوكيات الايجابية بين الشباب، في المقابل لا يعنيني البحث عن تصوير فيديو كليب مملوء بالراقصات والفتيات، حتى لو كان وسيلة للنجاح والانتشار»، مؤكدا ان الأغنية يمكن ان تساهم في تغيير سلوك البعض، وهو ما لمسه عندما قابل سيدة عجوزا اخبرته بأن ابنها سجن بسبب سلوكه، لكنه عندما بدأت يستمع إلى اغنيات بلال شعر بأنه كان سيئا، وبدأ يصلح سلوكه تجاه والدته، وفي الحياة عموما. |
وعبر الشاب بلال عن سعادته بزيارته لأبوظبي، والتي قدم خلالها مجموعة حفلات بقاعة مراكش في فندق ميلينيوم ابوظبي على مدى خمسة أيام. مشيرا إلى انه في هذه الحفلات لم يشعر باختلاف كبير عن الحفلات التي اعتاد اقامتها في باريس، حيث يقيم، من حيث تجاوب الجمهور الذي كان معظمه من الشباب، وهو ما يشير إلى ان شباب الامارات يسمعون كل ما هو عالمي، لافتا إلى انها الزيارة الثانية للإمارات حيث سبق وزار دبي عام .2008
وأرجع مغني الراي الذي يقيم في فرنسا منذ سنوات، عدم انتشار المغنين المغاربيين في المشرق العربي إلى اسباب عدة من بينها صعوبة اللهجة، وقلة عدد الفضائيات المغاربية مقارنة بالفضائيات في المشرق العربي مثل الفضائيات المصرية واللبنانية والخليجية، لذلك يجد الفنانون من المشرق انتشارا كبيرا في بلاد المغرب. مشيرا إلى انه يرحب بالانفتاح على المشرق، وأنه سيسعى في ألبوماته المقبلة إلى تخفيف محلية اللهجة التي يغني بها، واستخدام لهجة أكثر سهولة حتى تصل إلى الجمهور في مختلف الدول العربية.
ووصف الشاب بلال اتجاه بعض الفنانين العرب للغناء باللهجة المغاربية بـ«الجيد»، معتبرا ان حسين الجسمي كان موفقا في الغناء باللهجة التونسية. لافتا إلى ان هناك اصواتا يجب الاستماع اليها من بينها الجسمي وكارول سماحة ومروان خوري وأصالة.
وأشار الفنان الجزائري الذي قدم حتى الآن 85 ألبوما غنائيا إلى انه استطاع ان يقدم الراي باسلوبه الخاص، فعندما بدأ الغناء كان يغني اللون المغربي، وكان الراي يعتبر اقل شأنا، وكثير من الاسر ترفض سماع هذا اللون من الغناء، لكن عندما سافر إلى فرنسا بحثا عن عمل، ولم يجد قبولا للون الذي يغنيه هناك، قرر الاتجاه لغناء الراي لاثبات انه قادر على النجاح مثل فناني الراي، وحتى يستطيع الانتشار هناك، ولكنه في الوقت نفسه حرص على ان يقدم كلمات تعبر عن أفكاره الشخصية، فابتعد عن الكلمات الهابطة والاغنيات العاطفية التي كانت تسيطر على هذا اللون الغنائي، وبدأ يكتب أغنيات عن قضايا اجتماعية وانسانية تهم الناس كافة، وهذا سبب تميزه عن غيره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news