«لعبة المرأة».. رجال بمعايير مـــــــــزدوجة

«الرقابة عاجزة عن تفعيل آلية منع الأعمال التي لا تجيزها»، هي الرسالة الأكثر جذباً للانتباه في مسلسل «لعبة المرأة رجل»، المأخوذ عن رواية وجدت رفضاً رقابياً داخل حدود المملكة العربية السعودية، قبل أن تعود وتدخل إلى المجتمع من زاوية الدراما التلفزيونية، بعد تحويلها إلى مسلسل يعد للعرض خلال شهر رمضان المقبل على شاشة قناة أبوظبي الأولى.

نص الروائية السعودية الشابة، سارة العليوي، وجد اهتماماً إنتاجياً من الفنانة ميساء مغربي، التي تدير شركة إنتاج مقرها مدينة دبي للإعلام، لتقوم بتنفيذه لمصلحة مؤسسة جديدة تخوض غمار الإنتاج التلفزيوني لأول مرة، ليخلص الجميع إلى أن استثمار البنى التحتية التي توفرها الإمارة يعد مثالياً في تلك التجربة التي تعود بها المغربي إلى سياق العمل الإنتاجي بعد توقف.

أسرة العمل التي دعت إلى مؤتمر صحافي بعد ظهر أول من أمس، ضمت إلى جانب ميساء مغربي والمخرج إياد الخزوز والكاتبة سارة العليوي، كلاً من الفنانين الكويتيين إبراهيم الحربي وشهاب جوهر، والسعودية مريم الغامدي، والمطربة اللبنانية ليلى اسكندر، ورئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة «عياد جروب»، مازن عياد، فيما يضم المسلسل نجوماً آخرين غابوا عن المؤتمر منهم إبراهيم الزدجالي، أميرة محمد، شذى سبت، وآخرون.

العنوان الاستفزازي من وجهة نظر ذكورية كان مبرراً لدى المغربي لتؤكد لـ«الإمارات اليوم»، أن المحتوى الدرامي للعمل لا يمكن أن يكون بمثابة حكم مسبق منتصر للنساء، مضيفة أن «لعبة المرأة رجل، مسلسل درامي يبحث عن جمهور رجالي أيضاً، أو بالأحرى فإن العمل موجه لكل أفراد المجتمع، لاسيما إذا انطلقنا من حقيقة أن قضايا المرأة لا تخص المرأة وحدها، التي هي أكثر من نصف المجتمع».

هاجس عدم الكشف عن تفاصيل العمل كان بمثابة ظل مسيطر على أسرة العمل، رغم أن العمل الذي يعود السيناريو فيه لأحمد المغربي، مأخوذ عن رواية موجودة في الأسواق، وهو ما بررته ميساء بأن هناك الكثير من المفاجآت، رغم ذلك، تنتظر المشاهد.

هموم عربية

جمال

أغرى عتاب للممثل الكويتي الشاب، شهاب جوهر، وجّهه للصحافيين الموجودين في المؤتمر، لعدم «تسخين الأجواء» قياساً لما اعتاده في موطنه، زميلاً فوجه ملحوظة لميساء المغربي تتعلق بشبهها الشديد، من وجهة نظره، بالمطربة الشابة ليلى اسكندر.

المغربي التي طالبت بـ«تسخين» من نوع آخر عقبت على المداخلة بفخرها بأن تكون «شبيهة الجميلة»، لكنها عادت لتؤكد أنها هي من رشحتها منذ البداية لهذا الدور، ومستعدة لأن تقوم بترشيحها لأدوار أخرى متعددة.

حالة الإطراء هذه المرة جاءت من اسكندر التي أشادت بـ«جمال ميساء»، معربة هي الأخرى عن فخرها لمشاركتها العمل، ليتحول السياق إلى مجاملات متبادلة بين الممثلتين.

فكرة توجه العمل الذي يبحث أيضاً عن فضائيات أخرى بخلاف «أبوظبي الأولى»، هي ما دفعت بأسرته إلى التأكيد على أن العمل يتوجه إلى أحد هموم المجتمعات العربية عموماً، دون أن يعني ذلك أن السياق الخاص يقود إلى المجتمع السعودي حسب الشخوص الروائية على أقل تقدير.

ميساء مغربي التي تلعب دور شخصية محورية في العمل هي الفتاة «ريم»، التي تربطها علاقة غيرة شديدة بأخيها «نايف»، أكدت أن أحد أهم ما يميز المسلسل الجديد هو تقديمه فئة ذوي الاعاقة في دور البطولة المطلقة لأول مرة في العمل، مضيفة: «العمل يدور حول فكرة ازدواجية المعايير داخل المجتمع السعودي، خصوصاً الحياة المزدوجة التي يعيشها الرجال داخل البيت وخارجه، إلا أن فكرة تقديم بطل من ذوي الاعاقة بصورة غير نمطية تعد أحد مكاسب فن الدراما في هذا المسلسل».

معايير

الفنان إبراهيم الحربي، من الذي يؤدي دور «بونايف»، أكد ايضاً جوهرية قضية ازدواجية المعايير في العمل، مضيفاً: «بغض النظر عن فكرة تقسيم المجتمع إلى حزبين أحدهما المرأة والآخر الرجل، فإن المناقشة الدرامية للقضية تبدو ذات فائدة كبيرة، لأننا هنا نناقشها مع المشاهد، ما يعني أن الدراما تطرح المشكلة وتحث على تجاوزها وحلها في الوقت ذاته».

الفنانة السعودية مريم الغامدي، دافعت عن فكرة رفض الرواية في المجتمع السعودي، مفرقة بين الرفض الرقابي والرفض المجتمعي، مضيفة: «المجتمع السعودي لا يرفض فعلياً سوى ما هو مرفوض في نسقه القيمي، وهناك الكثير من المغالطات التي تتم صياغتها في هذا السياق، وهناك فارق كبير بين التجاوز من جهة، والجرأة المحسوبة من الجهة التي كتبت بها سارة العليوي».

وأضافت الغامدي: «أمارس الفعل الكتابي منذ 50 عاماً تقريباً، ولم تشطب لي جملة قمت بخطها، لكن الإشكاليةالابرز في المجتمعات الشرقية أن الرجل يتعامل مع المرأة، في كثير من الأحيان، باعتبارها عبئاً، رغم أنه يعجز عن الاستغناء عنها».

كاتبة الرواية، السعودية سارة العليوي، التي تخوض تجربتها الأولى في مجال تحويل عملها الأدبي إلى مسلسل درامي، أكدت انها حرصت على الوجود في مفاصل اعداد السيناريو كافة، مؤكدة أنها حريصة على ألا يفقد العمل الدرامي خصوصية الرصد الروائي للمجتمع السعودي.

وأضافت العليوي: «لا أدعي المزيد من التفرد في الخط الروائي للعمل، لكن الجيد ربما يكمن بشكل أكبر في تفاصيل الرواية، وهنا نتطرق إلى الكثير مما يطلق عليه المسكوت عنه، ليس في المجتمع السعودي فقط، بل في الكثير من المجتمعات الخليجية والعربية».

لهجات

الفنانة اللبنانية ليلى اسكندر، كشفت أنها ستلعب دوراً مطابقاً لهويتها مطربةً، مؤكدة أن معظم النجوم المشاركين في العمل يتحدثون لهجاتهم الطبيعية، وأن وجودها لا يعني على الإطلاق «لياً للمسار الدرامي من أجل استيعاب شخصية لبنانية في قصة سعودية المحتوى».

في السياق ذاته، قال المدير العام للمجمع الإعلامي في «تيكوم للاستثمارات»، محمد عبدالله، إن «تصوير المسلسل يعد تماهياً واستثماراً للبنى التحتية المتميزة التي تزخر بها إمارة دبي، التي أصبحت محط أنظار صناع الدراما»، وهي الفكرة التي أكدها رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة، مازن عياد، في إطار عمل يمثل باكورة إنتاجه الدرامي، مؤكداً أن «المشاهد على موعد مع مواقع تصوير ونمط درامي غير تقليديين في المسلسل الجديد».

تناغم نادر

برر المخرج الأردني، إياد الخزوز، تكرار تعاونه مع أسماء بعينها تتكرر في أعماله الأخيرة أبرزهم الممثلة ميساء مغربي، بوجود قدر كبير من التناغم بين نمطه الإخراجي وممثلين بعينهم أصبحوا أكثر اعتيادا من غيرهم على نمطه الإخراجي. الخزوز الذي تكرر تعاونه ايضاً مع إبراهيم الحربي وشهاب جوهر بشكل ملحوظ أشار إلى أن اللافت إخراجيا في «لعبة المرأة رجل»، هو اعتماده على كاميرات متحركة تميل إلى رصد الأحداث من زوايا متعددة، ليغدو المشاهد هو المراقب الأهم لحركتها، على نحو يجعل التصوير قريباً من أسلوب تلفزيون الواقع.

العمل الذي أنهى مشاهد تصويره في دبي والرياض والمنامة والقاهرة وبيروت، ويستعد فريقه للتوجه إلى جنيف في سويسرا، يمثل تحدياً جديداً بالنسبة لميساء مغربي، التي أعربت لـ«الإمارات اليوم»، عن سعادتها بانعزالها عن أسرة مسلسل «هوامير الصحراء»، في جزئه الرابع، بعد اختلافها مع مدير قنوات «روتانا» التلفزيونية، تركي شبانة، الذي هاجم أداءها التمثيلي، مضيفة «الابتعاد عن (الهوامير) كان بمثابة الضارة النافعة التي جعلتني أتفرغ للمسلسل الجديد».

الأكثر مشاركة