«الشارقة للمسرحــــيات القصيرة»..أعمال عالمية بالعـــربية الفصحى

قال المخرج المسرحي والمنسق العام للورشة المسرحية التخصصية ضمن برامج إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، الرشيد عيسى أحمد، إن مهرجان الشارقة الاول للمسرحيات القصيرة «يعد مشروعاً متميزاً تم التخطيط له منذ فترة طويلة، من قبل إدارة المسرح، وذلك في إطار تجديد وتنشيط الحراك المسرحي في الشارقة، لاسيما أن الإمارة تقدم كل ما هو جاد ومناسب للإسهام في تطوير المسرح العربي».

ورش تطبيقية

أكد المخرج المسرحي والمنسق العام للورشة المسرحية التخصصية ضمن برامج إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، الرشيد عيسى أحمد، على أهمية تنظيم دورات تدريبية قصيرة، مستدركاً أن الأهمية الأكبر تكمن في تنظيم ورش تدريبية تستمر لفترات طويلة، وتكمن أهمية تلك الدورات في تنوع الموضوعات والتدريب النظري والتطبيقي على تلك الموضوعات، منها دورة عناصر العرض المسرحي التي تتناول الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا، وتقام في مركز كلباء الثقافي، وهي موجهـة لهواة سبق لهم أن شاركوا في دورات قصيرة.

وتابع أن «الإدارة تستعد لتنظيم عدد من الدورات والمحاضرات، منها «تحليل النص المسرحي» ويقدمها المسرحي عصام أبوالقاسم، ومحاضرة «المسرحية بين نص المؤلف ونص المخرج» للكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله، ومحاضرة «عمل المخرج مع النص» للفنان الإماراتي محمد العامري، و«نظرية العرض المسرحي» للفنان غنام غنام. كما ستنظم ورشة عن «السينوغرافيا» للفنان البحريني ياسر سيف، ومحاضرة «عمل المخرج مع الممثل» للفنان محمود أبوالعباس، ومحاضرة «عمل الممثل مع الدور» للفنان إبراهيم سالم، وتختتم الدورات بمحاضرة «أدوات الممثل» للفنان يحيى الحاج، كان قد سبق تلك الدورات، محاضرة قراءة النصوص للمخرج للرشيد عيسى أحمد، وورشة «أساس الإخراج المسرحي» للمخرج المغربي هاشم شكيب.

وأضاف أحمد أن «المهرجان يعد فعلاً تنشيطياً مخصصاً للمنطقة الشرقية ومكملاً لسلسلة الأنشطة المسرحية التي تقام على مدار العام، إذ إن الشارقة تنظم مهرجان مسرح الطفل، وأيام الشارقة المسرحية، والمسرحين الجامعي والمدرسي، ولأن المنطقة الشرقية تزخر بالمواهب والطاقات التي من خلال هذه المهرجانات سيتم اكتشافها والاهتمام بها عبر الورش والندوات التطبيقية الخاصة بالمسرح».

أحمد الذي لفت في حديث لـ«الإمارات اليوم» إلى أن ما يميز مهرجان المسرحيات القصيرة أنه يقدم مسرحيات باللغة العربية الفصحى، عزا الغرض من تقديم مسرحيات باللغة الفصحى إلى أن «المسرح الإماراتي يغوص في العامية المطلقة وابتعد كثيراً عن اللغة الفصيحة، لذلك ستكون جميع المسرحيات المقدمة بالفصحى لتعزيز اللغة والهوية العربية».

وتابع أن «المسرحيات التي ستقدم ستكون قصيرة بحيث لا تتجاوز مدة العرض نحو نصف ساعة، كما سيتم تناول نصوص مسرحية عالمية بهدف انفتاح الشباب على المسرح العالمي، والاستفادة والتعلم من التجارب المسرحية العالميـة، التي تتلمذ عليها المسرحيون العرب المتميزين، فيما لن يتم التطرق إلى الكتابات المحلية في الوقت الراهن».

أحمد أعلن أيضاً أن «إدارة المسرح ستعمل على توفير عناصر النجاح لمهرجان الشارقة الأول للمسرحيات القصيرة، وتم اختيار سبع مسرحيات منها أربع مسرحيات عالمية ومسرحيتين عربيتين، وتمهيداً للمهرجان تنفذ الإدارة سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة بهدف عودة المسرح المقدمة وإرجاع نشاطه وتحقيق ديمومته».

تربيـة المسرحـي

اعتبر أحمد أن «الورش المتخصصة من شأنها تربية المسرحيين، على اعتبار أن المسرحيين، وأقصد الشباب منهم، ليس فقط في الإمارات إنما في جميع الدول العربية، يفضلون الاستسهال للوصول إلى طريق النجومية وتحقيق النجاح والشهرة، دون إبداء التضحية اللازمة للوصول».

ولفت إلى أن «القصد من تربية المسرحيين الشباب هو حرص المشرفين والفنيين المشاركين في الورش المتخصصة على تعزيز روح الرغبة والحماس والتضحية، من أجل المسرح والوصول إلى أعلى درجات ومستويات الرقي في جميع عناصر العمل المسرحي، إضافة إلى الوصول إلى الكوادر المسرحية الجيدة والجادة».

وتابع أحمد أن «المسرح من دون عطاء أو تضحية لا يصل بصاحبه إلا إلى طريق مسدود، إذ إن التلفزيون ووسائل الإعلام الحديثة أسهمت في إحداث حالة من الاستسهال واختصار الطريق لدى المسرحيين الشباب، وذلك بهدف تحقيق النجومية».

وأشار إلى أن «الدراما التلفزيونية التي باتت تستقطب العديد من الكوادر المسرحية الشابة، تعد موسمية ومرتبطة بفترة محددة، لاسيما في شهر رمضان، إذ تكون في أوج تألقها، أما الأعمال المسرحية في غير مرتبطة بموسم بعينه، وإن كانت لاتزال مقيدة بالمهرجانات التي تستضيف تلك الأعمال، غير أن تنوع وتعدد المهرجانات التي تغطي معظم شهور السنة فهو يحقق تلك الديمومة المستمرة في العطاء المسرحي».

عناصر الإخراج

قال المخرج المغربي هشام شكيب لـ«الإمارات اليوم» إن دورة عناصر العرض المسرحي، التي أشرف عليها، أخيراً في المنطقة الشرقية، «جاءت تمهيداً لمهرجان المسرحيات القصيرة، إذ تناولت في الدورة عدداً من المحاور، منها تقنيات الإخراج وأدواته، وإدارة الممثل فوق الخشبة، والاشتغال على التفاصيل في أداء الممثل، إضافة إلى كيفية اشتغال المخرج على النص المسرحي، وتوظيف الإنارة خلال العرض المسرحي والاشتغال على الصمت في التمثيل والإخراج».

ولفت إلى أن «الدورة ركزت على 20 مسرحياً من الجنسين، أظهروا خلال فترة التدريب أنهم يملكون قـدرات وطاقات حقيقيـة، وأنهم مخرجون واعـدون، لاسيما أنهم كانوا جديين أثناء العمل والتدريب على النصوص المسرحية والطرق الإخراجية الحديثة، وما لفت انتباهي ذلك التواجد النسائي بين المسرحيين، والمشاركة الفاعلة من قبل مخرجات يمكن أن يكون لهن مستقبل بارز في العمل المسرحي».

وأشار إلى أن «هناك صعوبة برزت أثناء تنفيذ الدورة، وهي عدم إلمام المنتسبين بالطرق الإخراجية الحديثة، واعتمادهم على الإخراج التقليدي، إضافة إلى عدم معرفة التعامل مع الخشبة، لذلك تعد فكرة التكوين المسرحي والدورات التطبيقية مسألة جيدة، على اعتبار أنه لا وجود للمسرح بلا تكوين».

وتسعى الدورة وفق شكيب، إلى إيجاد أرضية للحوار بين الممثل والمخرج والفنون البصرية والأدائية، وتحديد مسارات إبداع المخرج، إضافة إلى تحفيز قدرات التعبير التلقائي للمثل، وإمكانية توظيف تقنيات وضع المسافة بين الممثل والجمهور من جهة، وبين الممثل والنص من جهة أخرى، كما ركزت على الاهتمام بتفاصيل المسرح كاملة، واستعمال الفضاء والإنارة وإدارة المسرح.

الأكثر مشاركة