فيلم للمخرج الإماراتي علي مصطفى

الجوع في دقيقة واحدة

رحلة علي مصطفى إلى مالي خلال عام 2011 لدعم الأطفال المحتاجين . من المصدر

أنجز المخرج الإماراتي علي مصطفى فيلماً مدته دقيقة واحدة، يتناول مشكلة الجوع بمناطق في افريقيا. ويأتي الفيلم القصير بعد فيلمه «دار الحي» ومسلسله القصير «المُصنّف». ويسلط العمل الجديد الضوء على أزمة الغذاء بمنطقة الساحل في إفريقيا التي تهدد حياة أكثر من 18 مليون إنسان في كل من مالي والسنغال وموريتانيا والنيجر وغامبيا وبوركينا فاسو وشمال نيجيريا وتشاد. ويعد الفيلم الذي تستغرق مدة عرضه دقيقة واحدة، إحدى مبادرات منظمة «أوكسفام» الخيرية بهدف التوعية بهذه المشكلة وجمع التبرعات للمحتاجين في دول غرب ووسط إفريقيا.

وتعد ندرة مياه الأمطار السبب الرئيس في أزمة الغذاء في منطقة الساحل، الأمر الذي أدى إلى قلة المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار الغذاء ونقص المياه، وما فاقم من حدة تلك الأزمة اندلاع الصراعات المحلية في بعض المناطق وتهجير السكان. ونتيحة لذلك جاءت نظم التحذير المبكر في بدايات العام لتنبه من خطورة تفاقم الأزمات، كما حدث في سنوات 2005 و2008 و،2010 وقد تضرر في السنة الأخيرة أكثر من 10 ملايين إنسان في تلك المناطق.

وكان مصطفى زار مالي في نوفمبر 2011 في إطار دعمه لـ«أوكسفام»، وقال «يعاني الناس في مالي نقصاً في المواد الغذائية، والحال لا تختلف في النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو والسنغال وتشاد، وفي حين تتجه أنظار العالم إلى جوانب أخرى، فإننا نجد أن 18.4 مليون إنسان يهددهم خطر الجوع، وهو ما سيؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطفال إذا لم يتحرك العالم، ولا شك أن هذا الخطر يمكن تحاشيه إذا توحدت الجهود لدرء تلك الأزمة».

ويتطلع المخرج الإماراتي والمنظمة الخيرية إلى جمع تبرعات لإغاثة المتضررين، إضافة إلى تعزيز الوعي بالمشكلة، ودعم المشاركة على أعلى مستوى للأعمال الخيرية.

وقدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الشهر الماضي، أن هناك 18.4 مليون إنسان في منطقة الساحل الإفريقي يواجهون خطر قلة الغذاء. وذكر المكتب أن المتضررين بحاجة إلى أكثر من 1.5 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الآنية، مشيراً إلى أن نصف المبلغ تم توفيره.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة «أوكسفام»، باربرا ستوكينغ إن «توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين في منطقة الساحل يُعدّ أمراً في غاية الأهمية، خصوصاً عندما نعلم أن العديد من الأشخاص يرون أن الموقف قد أصبح بائساً إلى أقصى حد، لذلك علينا أن نتذكر أن مواسم الجفاف تعد عوارض طبيعية، أما خطر الجوع فهو أزمة من صنع الإنسان نفسه»، مشيرة إلى ان هناك فسحة من الأمل تتمثل في التبرع لمصلحة هؤلاء المتضررين.

وأضافت «إننا ندين بالشكر لنظم الإنذار المبكر التي جعلتنا على وعي بنشوء هذه الأزمات في وقت مبكر، وجعلت الحكومات في المنطقة تدرك حجم هذه الأخطار، والآن علينا أن نوحد جميع الجهود ونتكاتف سوياً لدعم المجتمع الإنساني في مسعاه نحو الحد من هذه الأزمات في منطقة الساحل».

يذكر أن التأخير في تقديم المساعدات الإنسانية ونقص الموارد المالية، يمكن أن يسهم في جعل ملايين البشر يفقدون الغذاء والمياه النقية والمساعدات الحيوية، لذلك تضطلع منظمة «أوكسفام» بإرسال المساعدات في حالات الطوارئ، وتنفيذ برامج الاستدامة على الأمد البعيد في منطقة الساحل. ويشمل ذلك توزيع الغذاء وبرامج العمل نظير مقابل مادي ودعم الزراعة وصحة الحيوانات في تشاد، وتوفير المساعدات والمياه لللاجئين وتعزيز آليات الصرف الصحي وحملات النظافة في بوركينا فاسو، وزراعة الخضراوات وإقامة برامج للاجئين والقضاء على الأمراض الناتجة عن تلوث المياه في موريتانيا، وتوفير العمل نظير مقابل مادي للأسر المحتاجة واستصلاح ضفاف الأنهار الخاصة بزراعة الحبوب وخدمات التعليم والمياه للاجئين في المجتمعات التي يقيمون على أراضيها في النيجر، وزراعة الحبوب على ضفاف الأنهار وترميم الآبار ودعم المزارعين في السنغال، وإتاحة فرص العمل مقابل الحصول على غذاء وتعزيز زراعة الحبوب وحملات النظافة في غامبيا.

تويتر