جمعوا في معرض فني أكثر من 40 ألف درهم لمصلحة مركز دبي للتوحد

هولنديون يوثقون حــياتهم في الإمارات

اللوحات ركزت على إبراز الوجوه والملامح البشرية. تصوير: باتريك كاستيلو

لم تحمل الاعمال الهولندية التي عرضت، أول من أمس، في فندق «اتلانتس» تحت عنوان «فنانون هولنديون»، الكثير من الثقافة الهولندية بقدر ما حملت من الثقافة المحلية وتوثيقا لحياتهم، حيث قدم 15 فنانا هولنديا مقيماً في الإمارات أعمالهم التي كان معظمها مستوحى من البيئة الاماراتية. وقد روت الوجوه التي سيطرت على معظم الاعمال، الكثير من الحكايات عن ثقافات الشعوب، لاسيما الشعب الاماراتي الذي يعشق الصحراء، وذلك من خلال إبراز هذه المعالم والملامح. فيما حملت الاعمال المصورة الكثير من اللقطات الانسانية التي تبرز متاعب الحياة، حين ترمي بثقلها على البشر، وكيف تحول الفرح والاشراق في الملامح الى تعب وحزن باد في العيون.

شارك في المعرض الذي بيعت أعماله في مزاد خيري لمصلحة مركز دبي للتوحد، 15 فنانا من هولندا، حرصوا من خلال المشاركة على ابراز دور الفنان في المجتمع، وترسيخ فكرة الفن في خدمة المجتمع. وأوضحت العضو في الشركة المنظمة للمعرض انجرد ليفلت، ان «المعرض يقام للسنة الرابعة، حيث اعتمدنا تنظيمه لتقديم الفن الهولندي للمجتمع الاماراتي، كما انه في الختام هناك هدف خيري من خلال بيع الأعمال، وهذا يسهم في نجاح المعرض أكثر». واعتبرت ان المشاركات أصبحت أكبر عبر الأعوام، خصوصاً أنها تشمل مختلف الامارات وأبرزهما دبي وأبوظبي.

وجوه

هدف خيري

 

جمعت الأعمال التي بيعت في المزاد ما يزيد على 40 ألف درهم، قدمت لمركز دبي للتوحد. وقد اعتبرت رئيس وحدة الاتصال والاعمال في مركز دبي للتوحد، هيولى مراد، ان الأعمال الخيرية هي الإساس بالنسبة للمركز، كما أن من أهداف المركز الاساسية نشر التوعية حول أهمية التبرع والاعمال الخيرية. ولفتت مراد الى أن مشكلة التوحد في الامارات تعد مشكلة خطيرة جداً، فالمركز يقدم العلاجات لـ46 طفلاً وهناك 250 اسما على قائمة الانتظار، ونقص في المراكز المخصصة لاستيعاب حالات التوحد. أما تكلفة العلاجات فمرتفعة، وتصل إلى حدود 140 الف درهم للشخص في السنة، وبالتالي فالتبرعات هي الجانب الاهم في تأمين العلاجات، وكذلك خبراء العلاج في المركز. واعتبرت ان الفن من المهم ان يكون في خدمة المجتمع، لأن الناس تنظر الى الفنانين على انهم القدوة لهم، كما أن هناك رابطاً بين الرسم والتوحد، لاسيما أن الذين يعانونالتوحد يستخدمون الرسم للتعبير.

رأت الفنانة افوك كوباش، التي رسمت في أثناء المعرض لوحة خاصة بيعت في ختام المزاد إلى جانب لوحاتها الاخرى، أن تقديمها الوجوه في الفترة الأخيرة ميز أعمالها، الأمر الذي اعتبرته يتطلب الكثير من الدقة للحصول على الكمال في اللوحة. فيما شددت على ان التفكير في المجتمع وفي الفئات المحتاجة يعد من الأمور الرئيسة التي يجب ان يلتفت اليها كل فنان. وأشارت الى أن المجتمع المحيط يؤثر كثيراً في أعمال الفنان، فلابد أن يأخذ كل فنان يعيش هنا من ثقافة الامارات، كوننا نعيش هنا منذ سنوات طويلة، لكن هذا لا يمنع أنني فعلا اضع الكثير من الاشياء المأخوذة من ملامح الثقافة الهولندية، وهذا الذي يولد ما يسمى الانصهار بين المجتمعات والفنون.

و اعتبرت المصورة الفوتوغرافية الهولندية ساندرا هيرمان، التي تعمل على مشروع خاص بتصوير القطط التي تجدها في الشارع، وتضمن لها المأوى بالتعاون مع مؤسسة «أصدقاء القطط»، أن العمل على تصوير الحيوانات من أصعب أنواع التصوير، اذ يصعب توقع الحيوان، وكذلك السيطرة على حركته. أما الفن الذي تقدمه فاعتبرته نابعا من فلسفة خاصة، هدفها الاساسي الحفاظ على مخلوقات بحاجة للرعاية، كونها تركت على الطريق مهملة، لافتة الى ان تصوير السيدات والأطفال يعد الجزء الاسهل، مع اشارتها الى ان التعامل مع الاطفال ليس سهلا ايضا، فيطلب الكثير من الصبر. وختمت بتأكيد أن الفنان يجب ان يقدم لأي فئة محتاجة في المجتمع ان استطاع ذلك.

بينما قدمت التشكيلية كيتي فيركولين ستة أعمال للمعرض حملت الكثير من الوجوه، مؤكدة أن حياتها في ابوظبي ما يقارب 11 سنة، أثرت كثيراً في اسلوبها، وأسهمت في ايجاد فرص جديدة بالنسبة لها للتعرف إلى المجتمع الاماراتي والاستفادة من الخبرات المحلية والثقافات والشعوب الموجودين، وهذا يجعل الحركة الفنية زاخرة وغنية. أما في ما يتعلق بالمشاركة في المزاد، فقد اعتبرته مسؤولية انسانية يجب ان تقع على عاتق كل انسان وليس فقط الفنان، لأنها تخلق المزيد من التعاون بين فئات المجتمع المختلفة.

بازار

على هامش المعرض أقيمت مجموعة من الاشغال اليدوية التي عرضت في بازار، وقد حملت بعض المتعلقات الخاصة بالمنزل الى جانب الاكسسوارات النسائية. وقالت مصممة الاكسسوارات كارين كمبيس، انها تحاول تصميم المجوهرات من خلال استخدام انواع مختلفة من الجلد الى جانب الكريستال والاحجار المتباينة، وكذلك المعادن لتبتكر في النهاية عقودا واسوار في تشكيلة مميزة من الألوان المتباينة. واعتبرت ان الفن الخاص بالاكسسوارات لا يرتبط بموضة محددة، فكل شخص يبتكر ما يجده مميزا، وهذا ما اسعى الى ايجاده ضمن المجموعة.

وزينت الشموع الملونة الجناح الخاص بالبازار، والتي صممتها ريمودا تيمين، ولفتت الى أنها تصمم من الشموع الأوعية الخاصة بديكور الشموع التي توضع في المنزل وتضفي أجواء مميزة، كونها تحرص على تصميمها بالألوان من خلال الرسومات التي تلصق على الشمع والتي بعضها مستوحى من الحضارات، وأبرزها المغربية والهولندية والبرازيلية. واعتبرت ان استخدام الشموع في المنازل بات جزءا من ثقافة الناس في مجموعة من البلدان، بينما يعد كماليا مع الشعوب الأخرى. أما الوجود في المعرض فاعتبرته ريمودا من الأمور الايجابية لها كونها تستطيع ان تشعر بأنها تسهم في دعم المجتمع

تويتر