الأخوان حريز وصلاح يبنيان أضخم سفينة شحن عربية

«فزاع».. تستعيد عراقة التـراث البحري الإماراتي

صورة

يستعد الأخوان المواطنان حريز وصلاح بن طوق المري، لتدشين «أضخم سفينة شحن عربية»، تبلغ حمولتها ما يقارب 2500 طن، في سبتمبر المقبل، بعد تجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة للانطلاق، في عمليات شحن من دبي إلى الصومال. ويسعى الأخوان بن طوق، من خلال بنائهما «فزاع» التي تزن نحو 900 طن، إلى «تأسيس أسطول بحري محلي، يعمل على إحياء صناعة السفن التقليدية، التي تقتصر اليوم في دبي على أربع عائلات إماراتية فقط».

نذر الأخوان بن طوق نفسيهما لخدمة المجال البحري، والعمل على إحياء صناعة السفن التقليدية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الصناعات التراثية المهددة بالانقراض، مسخرين بذلك خبرتهما الغنية في هذا المجال، التي ورثاها عن أفراد «أسرتهما البحرية» حيث كان والدهما «نوخذة» (قائد السفينة)، وجداهما محمد بن يليل المري، «الجلاف» (صانع السفن)، وعبيد بن خادم بن طوق، «السردال» (قائد سفن الغوص).

عراقيل وصعوبات

«فزاع»

«فزاع»: للأخوين المواطنين حريز وصلاح بن طوق المري، أضخم سفينة شحن عربية

- الوزن: 900 طن.

- الحمولة: 2500 طن.

- الطول: 200 قدم.

- العرض: 60 قدماً.

- الكلفة: حتى الآن ثمانية ملايين درهم، ستتضاعف في المرحلة النهائية مع تركيب المعدات والأدوات اللازمة للإبحار.

وصلت كلفة إنجاز «فزاع» التي يبلغ طولها 200 قدم، وعرضها 60 قدما، حتى الآن، نحو ثمانية ملايين درهم، وستزيد الكلفة في المرحلة النهائية، خصوصاً عند البدء بتركيب المعدات والأدوات اللازمة للانطلاق، الأمر الذي لا يشكل عائقاً كبيراً أمام الأخوين بن طوق، اللذين يحملان على عاتقهما «تحقيق هدف وطني يتمثل في تأسيس أسطول محلي قوي، على خلاف قوانين وإجراءات حكومية تقف حجر عثرة أمام إنجاز السفن التقليدية بسهولة ويسر، ما استدعى العمل على (فزاع) خمس سنوات متتالية». تطلب إنجاز «فزاع» نحو 600 طن من الخشب، و400 طن من الحديد، وما يزيد على 120 ألف «بلط» (مسمار)، وإلى جانب الأخوين بن طوق، عمل في السفينة 13 عاملاً من مصنع «بن طوق لليخوت» العضو في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

هدف وطني

قال حريز بن طوق لـ«الإمارات اليوم»: «يجرى حالياً العمل في (جداف دبي) على قدم وساق لتدشين (فزاع) وإنزالها إلى البحر بعد تجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة، كالمحركات وخزانات الوقود، للانطلاق في عمليات شحن من دبي إلى الصومال، وستصل حمولتها إلى ما يقارب 2500 طن، الأمر الذي تفتقده سفن الشحن المحلية والعربية التي غالباً ما يراوح وزن حمولتها بين 1600-1700 طن»، وأضاف أن «الهدف من وراء العمل على بناء هذه السفينة محاولة تأسيس أسطول بحري محلي قوي، يعمل على إحياء صناعة السفن التقليدية، التي تقتصر اليوم في دبي على أربع عائلات إماراتية فقط، في مقدمها عائلة بن طوق متجسدة في الوالد المرحوم أحمد بن طوق، وعائلة بلقيزي متمثلة في سيف بلقيزي الفلاسي (70 عاماً)، وسعيد الختال وأبناؤه، وأبناء المرحوم عبيدان بن سلوم». وأكد حريز أن « صناعة السفن التقليدية جزء لا يتجزأ من الصناعات التراثية المهددة بالانقراض، الأمر الذي يسهم في خسارة موروث غني عمل أجدادنا وآباؤنا على تطوير أدواته الأولى، وبالتالي حرمان الناشئة من الجيل الجديد من الاستفادة من هذا الموروث، الذي كان ولايزال عصباً حيوياً في تجارة واقتصاد إمارة دبي، لذلك جاء حرصي وأخي صلاح على خدمة المجال البحري، والعمل على إحياء هذه الصناعة، مسخرين بذلك خبرتنا الغنية في هذا المجال، التي ورثناها عن أفراد أسرتنا».

إجراءات

عن كلفة إنجاز «فزاع» ذكر صلاح بن طوق «بلغت كلفة إنجاز (فزاع) حتى الآن نحو ثمانية ملايين درهم، متوقعاً أن يتضاعف المبلغ في المرحلة النهائية، ولن يشكل الأمر عائقاً كبيراً في سبيل تحقيق هدف وطني يتمثل في تأسيس أسطول محلي قوي، كما هو الحال بالنسبة لقوانين وإجراءات حكومية، تتسبب في إحباط يحول دون التشجيع على ممارسة هذه الصناعة والعمل على إحيائها، على الرغم من ندرة العاملين فيها. وحول الصعوبات التي واجهت بناء «فزاع» إلى جانب قوانين وإجراءات حكومية، قال صلاح، الضابط السابق في القوات البحرية «تتمحور الصعوبات التي واجهت بناء (فزاع) في محاولات العثور على المساحة الكافية لبناء سفينة بهذا الحجم، والتي انتهت بموافقة (جداف دبي)، الذي كان المكان المناسب الذي يسمح ببناء سفينة، هذا إلى جانب حرارة الجو التي تحول دون العمل ساعات طويلة، لاسيما أن قاع السفينة عميق جداً وفيه تزداد الحرارة، فضلاً عن عملية التواصل مع العمال».

وبين أن «بدء العمل على إنجاز (فزاع) كان عام 2008»، وأوضح أنه ما إن بدأت مراحل عمل «فزاع» بالصعود شيئاً فشيئاً، وبدءت ملامحها تظهر جلياً للعيان، توافدت علينا حشود من السياح الذين أعربوا عن انبهارهم وإعجابهم الشديد بها، لاسيما أنها صناعة تقليدية تنتمي إلى الموروث التراثي الذي يعشقه الأجانب ويبحثون عنه.

إنجازات بحرية

لا تعد «فزاع» الإنجاز الوحيد للأخوين حريز وصلاح بن طوق، صاحبي مصنع «بن طوق لليخوت»، فقد قاما بإنجاز سفينة شحن حمولة 1000 طن، وأسسا سابقاً نادياً عاماً، في نادي دبي للرياضات، متخصصاً في تعليم الصغار رياضة الشراع الحديث، وحالياً يعملان على تأسيس ناد خاص للزوارق الشراعية يستهدف الناشئة، خلف نادي الجداف في دبي، استعداداً للمشاركة في سباقات دولية، سبق أن خاضا أحدها في الزوارق الشراعية، وتحديداً في أستراليا وحققا النجاح. ولا يقتصر اهتمام الأخوين بن طوق، على السفن التقليدية فحسب، بل يتعداه للسفن الحديثة كذلك، وفي مقدمها اليخوت، إذ يعكفان حالياً على إنجاز يخت رئيسي «ماستر يخت»، يبلغ طوله 44 متراً من الفايبر جلاس.

تويتر