«الدراعة المغربية» لصالح كرامة
احتفى مهرجان الوطية الثقافي الثامن في ختام فعالياته، الأسبوع الماضي، بالمؤلف والمخرج الإماراتي صالح كرامة العامري، ضيف شرف المهرجان عن الإمارات.
وكرم عامل إقليم طانطان عزالدين هلول، العامري، وألبسه «الدراعة» زيّ أهل الصحراء المغربية كالتفاتة طيبة ميزت دورة هذه السنة، في سابقة هي الأولى من نوعها تبادر بها إدارة المهرجان عند التكريم.
ووصف عامل الإقليم ما قدمه كرامة في المهرجان بأنه مفخرة لكل العرب، وأن حرص ادارة المهرجان على دعوته ضيف شرف كان في محله، إذ استطاع المغاربة الاطلاع على الثقافة السينمائية الإماراتية التي ليست بعيدة، مشيرا إلى أن وجود المخرج الإماراتي أعطى قيمة مضافة للمهرجان.
وأكد هلول، في كلمة التكريم، تميز العامري من حيث الرؤية السينمائية والمسرحية في مختلف اعماله التي عرضت في المغرب، خصوصا فيلمه الروائي الطويل «حنة»، الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان. وأشار الى أن الفيلم لاقى استحسان النقاد والحضور، لما تضمنه من ربط محكم بين المدينة والبادية واختلاط حياة الصحراء بحياة أهل البحر، بشكل طغى على سير الأحداث.
ويتناول الفيلم فترة مفصلية من حياة الإمارات، هي فترة السبعينات من القرن الماضي، إذ بدأ الزحف العمراني على الأحياء الشعبية، وأثرت الحياة المدنية الحديثة في طباع البشر، الذين تحولت حياتهم بدورها الى حياة عصرية.
من جهتها، أشادت النائبة الإقليمية لوزارة التربية والتعليم بطانطان جيدة اللبيك بفيلم «حنة»، واعتبرته تحفة سينمائية، إذ إنه لامس حياة أهل الصحراء، وتتبع تقريبا حياة البدو والحضر، والتغيرات التي طرأت على أحوالهم.
وقالت إنها أحست بعدم وجود صعوبة في تتبع الفيلم باللهجة الإماراتية، نظرا لكونها أقرب للهجة أهل الصحراء (الحسانية)، ما يؤكد تقارب الثقافات. وأضافت أن أبناء الصحراء لديهم إحساس ينبض بالمشرق.
وتضمنت فعاليات المهرجان ورشة خاصة بالمسرح وتنمية القدرات، لنحو 400 طفل وطفلة، ينحدرون من إقليم أسا ـ الزاك، ونفذ الورشة صالح كرامة في المخيم الصيفي للشباب والرياضة بمدينة الوطية (25 كيلومترا جنوب مدينة طانطان).
وقال رئيس المجلس الجماعي المنتخب لتسيير بلدية الوطية، نافع الوعبان، إن «الادارة انتهزت وجود المخرج الإماراتي، لتنظيم هذه الورشة المسرحية لنزلاء المخيم الصيفي للوطية»، مشيرا إلى أنها سابقة يؤمل أن تتكرر دوما، لما لها من انعكاس إيجابي على تكوين أجيال جديدة بالمجال المسرحي.
وتلا الورشة تقديم عمل مسرحي، كان بمثابة رسالة أخوية فنية من أهل الإمارات إلى أشقائهم المغاربة، كما تم خلال فترة المساء من اليوم نفسه عرض فيلم «حنة» للمرة الثانية، نزولا على رغبة رئيس وأعضاء المجلس البلدي للوطية، وأطر مخيم الشباب والرياضة بالمدينة ذاتها، وهو العرض التي تتبعه جمهور غفير من الأطفال المخيمين والأطر التربوية.
وتعليقا على وجوده وتكريمه في المهرجان، قال صالح كرامة إن رحلاته المتكررة إلى المغرب، ومشاركته في الفعاليات الثقافية جعلته يشعر بالمسؤولية، لتأكيد ترسيخ قيم وثقافة شعب الإمارات، على صعيد المسرح أو السينما. وأضاف أن مناسبة المهرجان كانت جيدة بحق، إذ أثبتت أن الفن رسالة خالدة، إذ منح الفرصة للمتتبعين للالتفاف حوله، في إشارة واضحة عن مدى اهتمامهم بالشق الثقافي للمهرجان.
ويمثل مهرجان الوطية الثقافي في طانطان احتفالية كبرى، يحضرها نقاد ومهتمون من أنحاء الوطن العربي، لتعزيز روح التضامن الثقافي، وتأكيد أهمية الفعاليات التراثية والثقافية، التي تعرض في المهرجان.