«كيوريوسيتي» يستعد لمناورة على «الكوكب الأحمر»
بعد الطيران لأكثر من 563 مليون كيلومتر من الارض، بات المسبار كيوريوسيتي على وشك الدخول في مرحلة جديدة في مهمته على سطح كوكب المريخ.
وسيقضي مهندسو التحكم في البعثة في كاليفورنيا الأيام الأربعة المقبلة في عملية التركيب عن بعد لبرامج الكترونية جديدة في كيوريوسيتي، تعيد توجيه كمبيوتر المركبة ذات العجلات الست للقيام بمناورة حول سطح الكوكب الأحمر.
ولا يستطيع المسبار الذي يعمل بالطاقة النووية، ولا يتجاوز حجمه حجم سيارة رياضية صغيرة سوى تخزين معلومات سابقة البرمجة في الكمبيوتر الموجود به مرة واحدة، إذ تقل سعة ذاكرته عن سعة ذاكرة الهاتف المحمول. وصمم برنامج الكمبيوتر السابق للتحكم في الرحلة لمهمات معقدة خاصة بدخول الغلاف الجوي والهبوط، الذي جعل المختبر العلمي المتنقل يقوم بهبوط تاريخي على ارض حوض قديم يسمى فوهة جيل، الأسبوع الماضي.
والنسخة الجديدة للبرنامج التي جرى تحميلها على كمبيوتر كيوريوسيتي، وهو في طريقه الى المريخ، تستهدف بدلاً من ذلك تمكين مهندسي ادارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) من ان يقودوا بأمان هذا المسبار، ويشغلوا ذراعه الآلية، ويستخدموا مثقابه الكهربائي، ويجمعوا البيانات، ويزيلوا الغبار، وان يقوموا بمهمات اخرى في المهمة العلمية. وستركب الحزمة الجديدة من البرمجيات في الكمبيوتر الرئيس لكيوريوسيتي وجهاز الكمبيوتر الاحتياطي.
ووصل كيوريوسيتي الى المريخ ليل الاحد الماضي، بحثاً عن دليل على ان الكوكب، وهو الأقرب شبهاً بالأرض، ربما كان يحوي في وقت من الأوقات المقومات الأساسية للحياة عليه.
وكشفت مراجعة أولية للبيانات المستقاة من المسبار، بعد وصوله الى سطح المريخ، انه دخل الغلاف الجوي الرقيق للكوكب بسرعة تعادل 24 مثلاً لسرعة الصوت وبجاذبية أكبر من جاذبية الارض بواقع 11 مرة.