رغم اتجاه الشركات المنتجة لتقليص حجم السعة
محرك 12 V.. ملك متوّج على عرش السيارات
تسعى شركات السيارات دائماً إلى تلبية طموحات عملائها من عشاق الفخامة والرقي أو متطلبات هواة القيادة بسرعة فائقة من خلال تجهيز موديلاتها بمحرك مكون من 12 أسطوانة، ولذلك فإن هذا المحرك الجبار لايزال متوجاً على عرش منظومات الدفع المختلفة، على الرغم من انتشار الاتجاه نحو تقليص حجم المحركات الذي يسود عالم السيارات حالياً.
ومن خلال إلقاء نظرة على أقسام التطوير بشركات السيارات يتضح أن هذا المحرك سيتمتع بمستقبل واعد أيضاً، رغم ظهور منظومات دفع بديلة، مثل المحركات الهجين أو المحركات الكهربائية، من أجل توفير استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة.
وتساير جميع شركات السيارات اتجاه تقليص حجم المحركات في الوقت الراهن، حيث يتم خفض السعة الحجمية للمحرك وتقليل عدد الأسطوانات، ومع ذلك لا يحدث أي تدهور في قدرة أو أداء المحرك بفضل الاعتماد على تقنيات الشحن التوربيني أو تقنية الحقن المباشر للوقود.
لكن على الجانب الآخر، لاتزال المحركات المكونة من 12 أسطونة والقديمة نسبياً محافطة على مكانتها وسط هذا الخضم الهائل من التقنيات المتطورة، كما تعتمد عليها أشهر الماركات العالمية لدفع أيقوناتها الفاخرة أو سياراتها السوبر رياضية، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة بي إم دبليو الألمانية أنه سيتم تجهيز سيارة الفئة السابعة المُعدلة، الموديل 067i، بمحرك مكون من 12 أسطوانة بقوة 400 كيلووات/544 حصاناً.
كما أن سيارة رولز رويس Phantom تعتبر من ضمن الأمثلة الأخرى التي تعتمد بشكل أساسي على محرك مكون من 12 أسطوانة، إذ أوضحت الشركة البريطانية التابعة لمجموعة بي إم دبليو الألمانية أن هذا المحرك يأتي بسعة حجمية تبلغ 6.75 لترات وبقوة 338 كيلووات/460 حصاناً.
وبالمثل قامت شركة أودي الألمانية بتجهيز سيارتها A8 بمحرك مكون من 12 أسطوانة على شكل W ويولد قوة 368 كيلووات/500 حصان. كما يتم الاعتماد على سواعد هذا المحرك المُعدل لدفع سيارات شركة بنتلي البريطانية، إضافة إلى ذلك أعلنت مجموعة دايملر الألمانية أنه سيتم طرح الجيل الجديد من سيارة الفئة S الفاخرة خلال العام المقبل مع تجهيزها بمحرك مكون من 12 أسطوانة مرة أخرى. وإلى حين موعد طرح هذه التحفة الفنية في الأسواق قامت الشركة الألمانية للمرة الأولى بتجهيز سيارة الفئة G بمحرك مكون من 12 أسطوانة، وهي السيارة الوحيدة التي يتم تجهيزها بهذا المحرك الجبار في فئة الموديلات المخصصة للأراضي الوعرة.
السوبر رياضية
لا تقتصر مهمة المحرك المكون من 12 أسطوانة على دفع سيارات الصالون الفاخرة فحسب، بل إنه يُعد الخيار الأول لدفع الموديلات السوبر رياضية أيضاً، فعلى سبيل المثال قامت شركة لامبورغيني العام الماضي بتعديل محركها المكون من 12 أسطوانة لدفع السيارة Aventador بقوة 525 كيلووات/700 حصان.
كما قامت شركة فيراري بجعل سيارتها F12 Berlinetta أقوى موديل قياسي في تاريخ الشركة الإيطالية، من خلال اعتمادها على سواعد محرك مكون من 12 أسطوانة بسعة 6.3 لترات وبقوة 544 كيلووات/740 حصاناً.
إضافة إلى ذلك تعتزم شركة أستون مارتن طرح وريث عرش السيارة DBS خلال فصل الخريف المقبل، إذ تؤكد مصادر من داخل الشركة البريطانية أنه سيتم الاعتماد على سواعد محرك مكون من 12 أسطوانة بسعة ستة لترات لدفع السيارة Vanquish الجديدة بقوة 421 كيلووات/573 حصاناً.
مستقبل واعد
من الواضح أنه ليس هناك قلق على مستقبل المحركات المكونة من 12 أسطوانة، على الرغم من جميع قيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأوضح فولفغانغ دورهايمر، مدير شركة بنتلي المنتهية ولايته، قائلاً «نقوم بكل ما في وسعنا كي يستمر هذا المفهوم لأطول فترة ممكنة».
تجدر الإشارة إلى أن دورهايمر سينتقل إلى شركة أودي الألمانية، وسيتولى مسؤولية قسم التطوير. ومع نهاية فترة خدمته في شركة بنتلي قدم السيارة Continental GT Speed، التي يتم دفعها بسواعد محرك من 12 أسطوانة وبقوة 460 كيلووات/625 حصانا، وبالتالي تنطلق هذه السيارة الكوبيه بسرعة 329 كلم/ساعة، لتصبح أسرع موديل قياسي في تاريخ الشركة البريطانية.
ومن الواضح أن دورهايمر يولي اهتماماً كبيراً للمحرك المكون من 12 أسطوانة، حيث قام هذا المسؤول بتحويل مقر شركة بنتلي بمدينة كرو البريطانية إلى مركز التميز Center of Excellence للمحركات المكونة من 12 أسطوانة بين شركات مجموعة فولكس فاغن الألمانية. ومن المقرر أن تحافظ شركة بنتلي باستمرار على هذا التقليد. وعلى ما يبدو فإن هذا المحرك الجبار سيحفاظ على وجوده ومستقبله لدى شركة مرسيدس - بنز أيضاً، حيث تنوي الشركة الألمانية تركيبه في الموديلات الرياضية التي تحمل شعار شركة AMG المتخصصة في تعديل موديلات النجمة الألمانية. ويؤكد أولا كيلينيوس، الرئيس التنفيذي لشركة AMG بمدينة أفالترباخ الألمانية ذلك بقوله «سيشهد المستقبل القريب الاعتماد على المحركات V12 في جميع موديلاتنا».
كما يرى البروفيسور شتيفان بيشينغر، الأستاذ بمعهد محركات الاحتراق الداخلي بجامعة RWTH GBN� الألمانية، أن مفهوم V12 سيستمر الاعتماد عليه في المستقبل، باعتباره حقلاً لتجريب التقنيات الجديدة للتوفير في الوقود، فمثلاً يمكن في المحركات التي تشتمل على عدد كبير من الأسطوانات استخدام تقنية إيقاف الأسطوانات للحد من استهلاك الوقود، إضافة إلى أنه يمكن أيضاً استخدام تقنية هجين في عمود الدفع بطريقة مثالية من خلال الجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي، من دون أن يؤثر ذلك بالسلب في وسائل وسبل الراحة المتوافرة على متن السيارة، وعن طريق هذه التدابير والإجراءات يمكن خفض استهلاك الوقود بدرجة كبيرة في سيارات الصالون الفاخرة والموديلات السوبر رياضية التي تنطلق بسرعة فائقة.
ويعتقد البروفيسور الألماني أن استمرار الاعتماد على المحرك V12 لن يؤثر في الاتجاه نحو تقليص حجم المحركات والنقاشات التي تدور حول خفض معدل الاستهلاك. وعلى الرغم من تزايد مجموعة العملاء الصغيرة التي تعشق استخدام السيارات الفائقة القوة، إلا أنه ليس هناك قلق من حدوث أضرار على البيئة من مثل هذه السيارات؛ لأن أعدادها لاتزال قليلة للغاية، وبالتالي لن تسهم هذه المحركات بشكل كبير في زيادة معدلات ثاني أكسيد الكربون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news