ظروف العمل تجبر البعض على عدم متابعة الدراما

الإعلاميون.. ماذا يشـاهدون في رمضان

صورة

ظروف عمل كثير من الإعلاميين قد تحول بينهم وبين التعلق بالأعمال الدرامية في شهر رمضان، ومتابعتها بالكثافة نفسها، وكذلك الشغف الذي يتاح لغيرهم من الفئات الأخرى، لذا يضطر بعض الإعلاميين إلى انتقاء واختيار أعمال بعينها، تتناسب مع فترات وجودهم في منازلهم، إلا أن آخرين يعتمد عملهم على أوقات دوام و«مناوبة» متغيرة، قد يخرجون من سباق متابعة الدراما في رمضان.

الإذاعي إبراهيم استادي من إذاعة «دبي إف إم» قال إن اختياره المسلسلات الرمضانية منوط بفترات وجوده في المنزل، مضيفاً أن «طبيعة عملنا تحول بيننا وبين متابعة شاملة للكمية الهائلة من المسلسلات العربية، لكنني أحرص على مشاهدة مسلسلي (لو باقي ليلة)، و(ساهر الليل)».

وأضاف أن أكثر ما لفت انتباهه في «لو باقي ليلة» طريقة تصويره، «إذ أحسست بنوع جديد من التصوير دخل الدراما الخليجية، إضافة إلى أنه يعد وجبة خفيفة، فوقت الحلقة فيه لا يتجاوز نصف الساعة، أما مسلسل ساهر الليل فإنني أحب مجموعة الفنانين فيه، إضافة إلى أنني شعرت بتوازن طرحه، إذ يريد تأكيد أن الغزو كان من قبل صدام حسين، وليس من قبل شعبه».

ضيق الوقت

واقع

من جانبها، قالت المذيعة في قناة اورينت آمال شابة «يكفي مشاهدة المسلسلات الواقعية التي تأتي من أقطار عربية وشلال الدم والسيناريوهات التي تأتي من سورية تحديداً، وهذا كفيل بعدم الثقة بأي مسلسل درامي»، مضيفة «سمعت عن (عمر)، وقررت مشاهدته إلا أنني لم أر فيه شيئاً مميزاً يجعلني أحرص على متابعته».

المذيعة في قناة سكاي نيوز العربية الما عنتبلي، أشارت إلى أن ضيق الوقت لم يسمح لها بمتابعة الأعمال الرمضانية، إذ لم تجد لها فسحة إلا لمسلسل الولادة من الخاصرة الجزء الثاني، مضيفة «بعكس كثيرين، لم يستفزني إقحام صور بشار الأسد في العديد من المشاهد، ولأنني أعرف كاتب العمل ومخرجته فأنا متأكدة من أن هذا الاقحام له علاقة برسالة الواقع الذي تعيشه سورية، ففي كل زاوية وكل شارع وكل مكان توجد صورة للأسد الأب والابن، ووجدت في ذلك نقداً وليس موقفاً موالياً»، لافتة إلى أن الحملة الإعلامية التي سبقت مسلسل عمر جعلها تشاهد بضع حلقات «لكنني لم اتشجع لمتابعته إلى النهاية».

أما عمر عبدربه الذي يعمل في مجال العلاقات العامة في مجموعة بورتس سميث، فقال إنه يتابع مسلسل عمر وهو معجب به كثيراً، وأضاف «حاولت متابعة فرقة ناجي عطا الله، لكني لم أحتمل الاستخفاف بعقلي كمشاهد أكثر من ذلك وتوقفت عن المتابعة».

أما المسلسلات التي تقوم بمتابعتها المعدة في قناة الآن منى يوسف، فهي «أرواح عارية»، و«رفة عين» و«الزوجة الرابعة» و«طرف ثالث»، لكن الذي يزداد إعجابها به هو مسلسل حكايات بنات الذي ينقل صراعات المرأة الشرقية والطريقة التي تفكر بها الفتيات في المجتمعات الشرقية والمشكلات والصعوبات التي تواجههن، بجانب الصراعات الاجتماعية وكيف يتصدين لها.

«عمر»

الصحافية هبة جوهر التي تشاهد مسلسل عمر وحكايات بنات قالت «استطاعت محطة إم بي سي تسويق مسلسل عمر بشكل ذكي جداً، لاسيما بعد ما تعرض له من نقد لاذع وصل إلى حد تحريم مشاهدة المسلسل، بينما قامت المحطة بالترويج للمسلسل بطريقة غير مباشرة عن طريق جعل دعاة يثق الشارع بهم يتحدثون عن عمر بن الخطاب، الأمر الذي قلل حدة الأصوات التي تنادي بتحريم المسلسل من ناحية، ومن ناحية أخرى عمل على تكثيف المعلومة لدى المتلقي، فعدد كبير من الناس يسمعون لقصة عمر من الداعية عمرو خالد، ليشاهدوا أحداث ما سرده مصوراً في المسلسل الذي يمتاز بلغة فصحى لم يعتدها المشاهد من قبل».

وأضافت «الحوار بين شخصيات المسلسل، خصوصاً في الحلقات قبل دخول عمر إلى الإسلام، كانت حوارات تفسر معنى المواطنة والحرية والإيمان بالمعتقد، لاسيما تلك التي كانت تدور بين (العبيد) بلال ووحشي أو وحشي وحبيبته». ورأت أن الانتقادات التي تعالت أكثر بعد عرض المسلسل، نتيجة ما اعتبرته مغالطات تاريخية في وصف شخصية عمر، أو عدم الإتيان على عدد من محطات حياته، مثل قصة وأد ابنته قبل دخوله إلى الاسلام، والانتقادات التي طالت غياب شخصية عمر في الحلقات الأولى وغيرها، لا تنفي أن مسلسل عمر هو المسلسل الأكثر جدلاً والأبرز بين مسلسلات هذا العام، لاسيما بالإنتاج الضخم والإخراج المتقن.

من جانبها، المذيعة في قناة «صانعو القرار» ليندا خضر، قالت «مع الأحداث التي تعيشها بلدي سورية لم أحتمل مشاهدة أعمال سورية، كـ(صبايا) على سبيل المثال لا الحصر، في وقت تتناقل وسائل الإعلام مسلسل الواقع الذي يأتي من بلدي ملطخاً بالدماء والموت، إلا أنني أشاهد عمر الذي جعلنا نشعر نحن المسلمين أننا غير قادرين على الاتفاق على تاريخنا كي نستطيع الاتفاق على واقعنا».

«حكايات بنات»

الصحافية في جريدة الغد الأردنية غادة كامل، قالت إنها تشاهد مسلسل حكايات بنات، ومسلسل عمر تحديداً، وأوضحت «لاشك في أن مسلسل عمر الذي لحقته انتقادات واسعة قبل عرضه على شاشة التلفاز قد لقي إقبالاً واسعاً لدى المشاهد العربي، خصوصاً فئة الشباب، فعلى الرغم من النقد الفني الذي طال المسلسل من نقاد عرب عديدين خلال عرضه، سواء في ما يتعلق بالممثل الذي يؤدي دور عمر أو الموسيقى التصويرية والاستمرار في مقارنة المسلسل بفيلم الرسالة الذي في نهاية المطاف هو فيلم مقيد بساعات محدودة وليس 30 حلقة، إلا أن المسلسل نبه الشباب العربي لتاريخ لم تمر عليه كتب الدراسة إلا مرور الكرام، واتبعت كتب مؤلفي قصص الأنبياء أسلوب التكلف في الطرح».

وأضافت غادة أن «المسلسل، خصوصاً في حلقاته الأولى، عرّف الشباب العربي بأخلاق العرب حتى في زمن الجاهلية، إذ كشف عن عمر بن الخطاب على سبيل المثال في الجاهلية كيف كان يحرص على صلة الرحم واحترام الكبير، حتى تخوفه من رسالة الإسلام كان خوفاً على أن ينزل الدم بين أصحاب الدم الواحد، فالمسلسل ببساطة لغته، وهو أمر يشاد به، وبإبداع إخراجه، يعد علامة فارقة في الدراما الرمضانية، لاسيّما أنه نوّر أذهان الكثيرين عن سمة الإسلام الحسنة التي شوهت صورتها في العالم الحديث».

تويتر