الأعمال الإماراتية حملت الثقافة المحلية خارج الحدود
«الكــرتون».. يسـرق المشاهدين الكبار
استطاعت المسلسلات الكرتونية أن تضع بصمتها في عالم الصناعة الدرامية، حيث لم تعد أقل شأناً عن غيرها، خصوصً أنها تجاوزت مسألة انحصار مشاهدتها بالأطفال، وقد اعتبر مشاهدون أن هذه النوعية من الصناعة تعتبر من الأشياء المبهجة في رمضان، فهي تأتي في اوقات تتناسب مع وجودهم في المنزل بعد تناولهم وجبة الإفطار، ما يبعث البسمة في الوجه والراحة في النفس، وفي هذا العام استمر مسلسل شعبية الكرتون فكرة ورسم حيدر محمود في اثارة إعجاب مشاهديه، وظهر على الشاشات ايضاً مسلسل «طيش عيال» من بطولة ناصر القصبي وعبدالله السدحان، الذي استمر 15 حلقة تركت اثراً محبباً للمشاهد، أما مفاجأة رمضان الكرتونية فظهرت في مسلسل «حمدون» الشخصية الإماراتية المحببة لدى الاطفال، كما كان للجزء الثاني من المسلسل السعودي المصاقيل جمهوره ايضاً.
طابع تعددي
16 جائزة أوسكار يرى الفنان والناقد عبدالإله السناني، أن 16 جائزة أوسكار فازت بها أعمال كرتونية، وأشار إلى أن العالم العربي عاش لفترة من الزمن معتقداً أن العمل الكرتوني مخصص فقط للأطفال، وقال «بعد ذلك أصبحنا نذهب كباراً وصغاراً للسينما لكي نشاهد الأعمال الكرتونية، فالكرتون موجه للخيال، سواء كان هذا الخيال للكبار أو الصغار». ويرى السناني أن المهنية غير موجودة في عالم الدراما الكرتونية في الوسط الفني، وقال «يجب أن نقيم ورشة لكتاب السيناريو ومع الطفل وعلماء الاجتماع، لخلق خيال لدى المتلقي خصوصاً الطفل، وعلينا كذلك إقامة مؤسسات تعليمية فنية». |
كان لمؤسسة دبي للإعلام الريادة في انتاج المسلسلات الكرتونية الإماراتية بدءاً بـ«فريج» الذي اعتبر نموذجاً لهذه الصناعة، ليأتي «شعبية الكرتون» الذي عرض لأول مرة عام 2006 وحافظ على استمراريته وهو من انتاج المؤسسة نفسها، وحافظ على رونقه وجماهيريته، خصوصاً انه يحكي المجتمع الإماراتي في كل اطيافه، والتعدد فيه هو الذي حقق له مشاهدة عربية واسعة وتأتي اليوم شركة «أبوظبي للإعلام» لتنتج «حمدون»، الشخصية المحببة للطفل، الذي يعود من بريطانيا مع شقيقته حمدة ويبدآ باكتشاف ثقافة الإمارات ومحاولة رصد الفروق بين الثقافات المختلفة.
المشاهدة سميرة زاده، إماراتية، لاحظت أن الكرتون لم يعد مقتصراً فقط على المسلسلات، بل تعداها ليكون مادة اعلانية فيها الفائدة، وقالت «كنت اعتقد ان الكرتون مقترن بالأطفال من دون سواهم، ولكن الدراما استطاعت ان تروج لهذا النوع من الصناعة من خلال انتاجها لمسلسلات كرتونية عدة ولوحات اعلانية اعلامية استخدمت فيها الرسم، والجميل في هذا النوع من الدراما انه يجمع العائلة صغيرها مع كبيرها»، مبدية إعجابها بشعبية الكرتون الذي يحكي كل مكونات المجتمع الإماراتي.
في المقابل، قال جاسم علي، اماراتي، «اعتبر (شعبية الكرتون) ملح شهر رمضان، وأشعر بشخصياته انها حقيقية وتلامس نبض الشارع الاماراتي وتناقش مشكلاته بطريقة حضارية»، مؤكداً «ابنائي يشاهدون حمدون الذي ظهر لهم عبر الشاشة هذا العام واحبوه كثيراً».
ووجدت صبا محمد، سورية، أن «ما يميز المسلسل الكرتوني الإماراتي عن غيره هو الحديث عن العالم ككل، من خلال شخصيات متعددة تمثل النسيج الإماراتي المكون من اكثر من 200 جنسية»، وقالت «هذا التعدد من شأنه تشجيع غير الإماراتيين لمشاهدة شعبية الكرتون».
بطولة أسماء
وجود أسماء كناصر القصبي وعبدالله السدحان في المسلسل الجديد الكرتوني «طيش عيال»، كان خلف نجاحه كما قال مشاهدون، مفسرين أن اقتراب أشكال الشخصيات الكرتونية من الصور الحقيقية للأبطال اعادهم الى «طاش ما طاش»، مؤكدين أن الحبكة لم تصل الى مستوى المسلسلات الكرتونية الاماراتية، حيث ناقش «طيش عيال» عدداً من القضايا المقتصرة على المجتمع السعودي في إطار كوميدي كرتوني، وبدورها قالت زينة محمد، عراقية، «أشاهد (شعبية الكرتون) لشعوري أنه يحكي كل فرد يعيش في الدولة»، وأضافت «شاهدت حلقات متفرقة من (طيش عيال) وشعرت بأن اهميته تكمن في اسماء ابطاله»، في المقابل، قالت الهام داوود، سورية، «المجتمع السعودي يثير حالة فضول للكثير من العرب في معرفة ماهيته وتفاصيله، ومن خلال الأعمال الدرامية نحاول معرفة هذا المجتمع والتعاطي معه، وقد نجح (طيش عيال) في ذلك».
أما بالنسبة للجزء الثاني من المصاقيل الذي زادت مدة عرضه من خمس الى 10 دقائق فقد أثار اعجاب مشاهديه، خصوصاً أنه يسلط الضوء على التغيرات التي طرأت على الجيل الجديد الذي يتحدث أكثر من لغة ومحاولة ردم الفجوة بين القديم والحديث عبر الطرفة والكوميديا.
ويجد عبدالله الزيودي، إماراتي، أن «شعبية الكرتون» و«المصاقيل» هما الأفضل، موضحاً «(شعبية الكرتون) في تطور مستمر في قصته وشخصياته التي تزيد كل عام وكذلك الكوميديا فيه، و(المصاقيل) مضحك بطريقة مستمرة من بداية الحلقة الى نهايتها وفكرته جميلة وتشبه الى حد ما فكرة مسلسل حمدون الذي يناقش ايضاً الفجوة بين الأجيال والثقافات المختلفة»، وأثنى على «المصاقيل» زيد محمد، إماراتي، وقال «يضحكني هذا العمل كثيراً ووجدته متفوقاً على كل الأعمال الكرتونية وحتى الدرامية». ووجدت سمية الطارق، مغربية، أن «(المصاقيل) مضحك كثيراً وفيه العبرة والفروقات بين جيل الـ(فيس بوك) والجيل السابق، لكني اتابع بشكل مستمر (شعبية الكرتون) الذي يحكي العرب والعالم في حلقاته».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news