«الشارقة العلمي».. رحلة في المـعرفة
بأصوات موسيقية وأفلام كرتونية وقياسات للتوازن واختبارات للقدرات الجسمانية، يقوم متحف الشارقة العلمي بإشباع الفضول العلمي وتعزيز حب الاكتشاف لدى الأطفال، من خلال عرض آخر المبتكرات العلمية والتكنولوجية الحديثة، ضمن قاعات المتحف ومركزه التعليمي. ويهدف متحف الشارقة العلمي الذي افتتح في ،1996 إلى ربط الإنجازات العلمية بالحياة اليومية، وإثارة فضول المتابعين لأحدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية التي تحدث حولنا، إذ يعد المتحف الأول من نوعه في الدولة، الذي يقدم المعلومات العلمية بطريقة سهلة ومبسطة وعرض المعارف والعروض التكنولوجية، إضافة إلى ورش العمل التي تشمل الكثير من العلوم والمخصصة لطلبة المدارس.
ويتكون المتحف من قسمين الأول قاعة المعروضات والثاني المركز التعليمي، أما قاعة المعروضات فتضم أكثر منأ 50 معرضا جذاباً، صممت لإثارة تفكير الصغار والكبار على حد سواء، من خلال المعارض التي يمكن للزوار اختبار قدراتهم الجسمية المختلفة كمستوى قوة عضلات الجسم ومرونته، وقياس القدرة على التوازن، ومقارنة نتائجهم بمعدل القياسات المجهز بحسب الفئات العمرية.
يمكن للمتجول في أقسام قاعة المعروضات، عمل رسوم متحركة ثم مشاهدتها في فيلم كرتوني متحرك، إضافة إلى عزف أجمل الإيقاعات الموسيقية باستخدام جهاز دمج الأصوات الموسيقية، وتركيب أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، ولا يفوت الزوار زيارة منطقة الأطفال مع صغارهم ومتابعة الطرق التعليمية، كما تقوم رائدات مؤهلات بمساعدة الزوار في طريقة استخدام كل المعارض وشرح المحتوى العلمي الخاص بكل معرض، والإجابة عن أي استفسار علمي يجول في خاطرهم، إذ يمكن للزوار اختيار أحد أو كل العروض اليومية التي تتم في قاعة المحاضرات التوضيحية وفي القبة السماوية.
المركز التعليمي
خدمات إضافية يضم متحف الشارقة العلمي متجراً يخضع حالياً للترميم، يقدم المتجر مجموعة واسعة من الهدايا للأطفال، كما يحفز الخيال العلمي ويستفز شخصية العالم لدى كل طفل، كما يقع بالقرب من ردهة الاستقبال مقهى يقدم الوجبات الخفيفة والمشروبات، ويتمتع زوار المتحف بمواقف سيارات متاحة، وجولات استكشافية بصحبة مشرفين ومرشدين تكون مجانية.
|
يضم المركز التعليمي المتقدم مختبراً للعلوم وآخر للحاسب الآلي، إضافة إلى منطقة الاستكشاف وهي مجهزة للمراحل الدراسية الدنيا، ويوفر المركز التعليمي أكثر من 30 ورشة عمل مختلفة تراوح مدتها بين ساعة وساعتين، يكتسب خلالها الطلاب خبرات علمية عميقة في مختلف مجالات العلومأوالتكنولوجيا.
ويعتبر زوار المركز الرئيسون هم أطفال مراكز ثقافة الطفل في الشارقة وطلاب المراحل التعليمية كافة في المدارس الحكومية والخاصة بالدولة، وكذلك مجموعات المدرسين والمدرسات من المناطق التعليمية المختلفة، إذ يفتح معمل الحاسب الآلي أبوابه لاستقبال الزوار الذين يودون التبحر في عالم الإنترنت، والاستفادة منه في عطلة نهاية الأسبوع، ولا تكتمل زيارة متحف الشارقة العلمي إلا بالمشاركة في أحد العروض التالية، والتي يقوم بتقديمها موظفو المتحف باللغتين العربية والإنجليزية:
عرض الفضاء
تتيح قاعة عرض الفضاء فرصة التمتع برؤية النجوم، وإطلاق العنان للخيال الفضائي، إذ تقوم الرائدة العلمية المتخصصة بأخذ الزائر في رحلة إلى الفضاء الخارجي، تبدأ بزيارة الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة بسماء الشارقة، ثم تبحر بعيداً في الفضاء الفسيح وتطوف بالمجموعة الشمسية حتى تصل إلى نهاية معرفة الإنسان بأسرار هذا الكون العجيب.
وتتخلل تلك الرحلة في عرض الفضاء، دروس تعليمية حول مواقع النجوم ومختلف التجمعات النجمية والاستماع لأشهر قصص تلك النجوم واكتشاف معظم أسمائها ذات الأصول العربية، كما يتم تعلم دورة حياة تلك النجوم في نهاية الرحلة التي ستجيب عن كثير من التساؤلات مثل مواقع ولادة النجوم، وكيفية ولادتها وموتها والتعريف بماهية الشهب والنجوم والنيازك، والتعرف عن كثب إلى النجم القطبي بصفته أهم نجوم السماء.
«الكهرباء» و«فيزياء»
من خلال عرض الكهرباء الساكنة سيتعرف الزائر إلى تصرف الشحنات الكهربائية الساكنة، إذ تقوم الرائدة العلمية المسؤولة باستخدام جهاز «فان دي غراف» بتوليد عدد هائل من الشحنات الكهربائية الساكنة والتي سيختبر الزائر تأثيرها فيه عندما يرى شعره يقف في نهاية أطرافه.
كما يمكن اختبار عرض فيزياء الحرارة المنخفضة، إذ تستخدم الرائدة العلمية المسؤولة سائلاً شديد البرودة، يتم الحصول عليه من الهواء المحيط والمتنفس، إذ إن نسبته كغاز في الهواء تبلغ نحو 78٪، ويكون التعامل معه بحرص شديد بسبب خطورته، كما سيكتشف الزائر تأثير الغاز في كثير من المواد الحية وغير الحية، مثل تكسر الزهرة كقطعة من الزجاج بمجرد لمسها للغاز، وقطعة المطاط التي تفقد خاصيتها المطاطية وتصبح جامدة كالصخر والعديد من التجارب المختلفة.
العرض السحري
يقدم المتحف عروضاً علمية سحرية، مثل احتفاظ الكوب المقلوب بالمياه داخله، والبالون الذي ينتفخ من دون أن ينفخه أحد، وتغير لون السوائل، كل تلك التجارب والكثير غيرها والتي تبدو كالسحر، تقدم للأطفال الصغار بصورة شائقة وجذابة، وذلك لغرض التعلم وتقديم التفسير العلمي لتلك التجارب مع ربطها بالعديد من الظواهر الطبيعية في الحياة العملية.
ويكرس متحف الشارقة العلمي، للعلوم الكثير من الاهتمام وذلك لتعزيز التعلم والإبداع من أجل اكساب اكتشاف العلوم المتعة والمرح، والتي تلهم بيئات التعلم المبتكرة وتحفز أدوات للتنقيب عن استخدام الخبرات من الخيال والمتعة أثناء التعلم، إذ مهما كان عمر الزائر للمتحف فإن العلم الذي يقدمه تكون له متعة في الاكتشاف وخوض تجربة التدريب العملي على التجارب والأوهام واستكشاف اللون والديناميكا الهوائية وفيزياء درجات الحرارة المتدنية وعلم وظائف الأعضاء، إضافة إلى المشاركة في مظاهر الكهرباء وسرد أسرار الفضاء واختبار ردود الفعل الخاصة بالقوة.