الخزوز: ميساء مغربــي أفضل من يجسّد «رابعة العـــدوية»
ربما يختلط الأمر لمن يرصد أبرز المسلسلات التي تم تصويرها في الإمارات خلال المرحلة الأخيرة، ويقوم بتصنيف المخرج الأردني إياد الخزوز، باعتباره منتمياً إلى الوسط الفني الإماراتي، بسبب غزارة إخراجه لعدد كبير من المسلسلات في فترة قصيرة، معظمها كان في إطار تعاقدات حصرية تمت مع إدارة تلفزيون أبوظبي التي تم إنهاء عملها، وفي ظل شراكة تم فضها أيضاً مع نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الشاعر محمد سعيد الضنحاني، من خلال شركة إنتاج أُطلق عليها «أرى الإمارات»، لكن الخزوز نفسه الذي لمع نجمه في الدراما الأردنية، اصبح الآن أكثر ميلاً لصناعة أعمال بعيدة عن الخصوصية المحلية للإمارات لأسباب عدة، الاتفاق أو الاختلاف مع الخزوز فنياً أو غير ذلك ليس المحور في هذا الحوار بعدما طوى بنفسه صفحة خلافات مع الوسط الفني الإماراتي عموماً، عاصرت إخراجه مسلسل «أوراق الحب»، وقدم تفسيرات لتصريحات اعتبرها البعض تجاوزاً غير مقبول في حق الممثل الإماراتي عموماً، فضلاً عن أنه قدم اعتذاراً آخر في مقدمة هذا الحوار عن «أخطاء جسيمة في اللهجة الإماراتية وقعت في الجزء الأول من المسلسل»، مستدركاً: «تداركت هذه الأخطاء التي وقعت بسبب لهجات بعض الممثلين في الجزء الثاني، رغم ذلك لم يحقق النجاح الجماهيري الذي حققه الأول، ما يعني أن المشاهد اعتاد منح الأولوية للمحتوى الدرامي على حساب سلامة اللهجة».
وأعلن الحزوز عبر «الإمارات اليوم» اعتزاله الإخراج للدراما الإماراتية، وأنه حالياً في طور تصوير مسلسل يتتبع سيرة الزاهدة رابعة العدوية اعتباراً من نوفمبر المقبل، كاشفاً عن أنه رشح الفنانة ميساء مغربي لتجسيد هذا الدور، مضيفاً «ميساء أفضل من يجسد هذا الدور، بل إنها وفق النص والرؤية الإخراجية تكاد تكون نموذجية لأدائه، وسيشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما العربية والخليجية». وقال مخرج مسلسل «لعبة المرأة رجل»، الذي عُرض على شاشات عربية متعددة من ضمنها قناة أبوظبي الأولى خلال شهر رمضان الماضي، وقامت ببطولته ميساء مغربي «عقب الانتهاء من تصوير (رابعة العدوية)، سأبدأ مع الممثلة نفسها تصوير مسلسل «للكذب رجال»، الذي يعتبر الجزء الثاني من «لعبة المرأة رجل»، من اجل اللحاق بالموسم الرمضاني التالي».
فكرة تكرار الوجوه التمثيلية نفسها خصوصاً المغربي، في أعمال متتالية حتماً مفهوم في ظل شراكة إنتاجية جديدة تجمعه بالممثلة التي تمتلك شركة إنتاج في دبي، رغم ذلك لم يقر الخزوز بأن وجهة رأس المال هي بوصلة تلك الأعمال، مبرراً : «عندما تعمل مع مجموعة واحدة لا يتم تغيير عناصرها الرئيسة إلا وفق الضرورة يعد هذا أكثر يسراً، خصوصاً بالنسبة لمخرج يعمل وفق اشتراطات فنية بعينها، وإذا كان البعض يصنف الأمر وفق مصطلح الشللية، فإنني أعتقد أن الأكثر دقة هو وصفه بـ(المجاميع الفنية)». واعتبر الخزوز أن الدراما الخليجية ايضاً مصطبغة بالسوداوية إلى درجة مبالغ فيها، على نحو يضحي العمل محبطاً، وغير قادر على دفع المجتمع للإنجازات وتجاوز التحديات، مطالباً الكتّاب والمخرجين بالانفتاح أيضاً على المدارس الغربية المختلفة، مضيفاً: «أهرب كمشاهد من الدراما العربية، وأجد نفسي مشدوداً للدراما الغربية التي تحرص على جمال وبهاء الصورة، وترى في القبيح والفقير والمجدب جمالاً في زوايا ما تبرزه أمام المشاهد». وفي ما يتعلق بجودة النصوص، وما إذا كانت متكأً لصناعة دراما خليجية قادرة على المنافسة عربياً، تساءل الخزوز: «أين كتّاب الدراما الخليجية؟ فخليجياً لم يبهرنا سوى وداد الكواري، وإماراتياً ليس هناك سوى جمال سالم، ما يعني أن عجلة الإنتاج ستظل معطلة مهما توافرت الإمكانات الأخرى، في حين ان مفهوم الصناعة يقتضي توافر جيش من الكتّاب يتيح خيارات عديدة لجهات الإنتاج المختلفة».
ميساء.. و«مهند»
قال المخرج الأردني، إياد خزوز، إنه لم يعد قارداً على تقديم مزيد من العطاء للدراما الإماراتية، على حد تعبيره، مضيفاً: «علاقتي بالدراما الإماراتية انتهت، لكن تظل دبي هي المدينة الأكثر قدرة على تصوير دراما عربية وخليجية»، مضيفاً رداً عن سؤال حول الفارق الذي يراه مختلفاً بينه وبين سواه من المخرجين على الساحة: «أنا استرزق». ورغم أن هناك تجارب لفنانات امتلكن أو شاركن في إدارة شركات إنتاج كبرى، بعضهن لم يشارك حتى في عمل من إنتاجه، إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لتجربة المغربي، التي كشف الخزوز عن ترشيحها لدور جديد على نمط ثنائية «نور ومهند»، مضيفاً: «أقوم الآن بالإعداد لمسلسل عربي يستثمر نجاحات المسلسلات التركية، إذ سنقوم باستعارة نص تركي شهير حقق نجاحاً غير مسبوق على نمط مسلسل (نور)»، قبل أن يجيب بعبارة «طبعاً» عن سؤال حول ما إذا كانت مغربي أيضاً ستقوم بالدور المعادل لشخصية «نور». الخزوز الذي كشف أن المغربي هي من قامت بشراء نص «رابعة العدوية»، رأى ان المسلسل الإماراتي أمامه بالفعل عقبات كثيرة، ابرزها كسر هالة المحلية التي يتقوقع في ظلها، مضيفاً: «يجب أن تتم صناعة مسلسلات إماراتية كي تنافس عربياً، وهذا يستدعي انفتاحها على المجتمعات والقضايا العربية، وهذا شأن اي صناعة دراما محلية تتطلع إلى النجاح خارج حدود أقطارها، باستثناء الدراما المصرية التي تعد الوحيدة القادرة بحكم الإرث الدرامي المصري الذي اعتاده المشاهد، على تسويق ذاتها عربياً، رغم خصوصية محتواها». ولم ير مخرج «لعبة المرأة رجل» أن الظروف السياسية والأمنية هي ما يقف خلف تراجع المسلسل السوري، مضيفاً :«الملاحم الدرامية السورية سقطت، لأن فورتها كانت وقتية، لأن العقل الباطن للمشاهد العربي استرجع سريعاً ارتباطه بالدراما المصرية، وبنسبة أخرى الخليجية والأردنية»، مضيفاً : «أنا شخصياً فشلت في حث أسرتي على متابعة مسلسلات خليجية أقوم بإخراجها، بسبب ارتباطهم بالدراما المصرية».