«شاي الفقاعات» يغزو المدن الأوروبية الكبرى
في جميع مدن العالم تقريبا، يمكن رؤية أشخاص يحملون مشروبات سريعة، وعادة ما يكون هذا المشروب هو القهوة، لكن إذا كان الكوب الذي يحمله الشخص شفافا ومملوءا بكرات صغيرة، وتخرج منه ماصة أوسع من المعتاد، فاعلم أن ما يحمله هو مشروب عصري يعرف باسم «شاي الفقاعات». وقبل طلب مشروب شاي الفقاعات، يجب أن يتخذ الزبون الكثير من القرارات.
هل يريد الشاي الأسود أم الأخضر؟ بحليب أم من دون حليب؟ بنكهة المانجو أم التوت أم نوع آخر من الفاكهة؟ يعلوه معجون فاكهة أم كرات من النشا (التابيوكا) المملوءة بمشروب الفاكهة؟ ومن ثم يتعذر الإلمام تقريبا بعدد الخيارات المتاحة لهذا المشروب، لكن يبدو أن المراهقين لا يجدون صعوبة كبيرة في فهمها، باعتبارهم القطاع الأكثر إقبالا على هذا النوع من المشروبات.
تقول الباحثة بشؤون أنماط الطعام وأخصائية الصحة النفسية في فيينا هاني روتسلر، حيث تفتح منافذ بيع شاي الفقاعات، واحداً تلو الآخر: «شاي الفقاعات هو منتج شبابي ابتداء من فكرته وحتى تغليفه». المشروب الأساسي هو سائل حلو المذاق غني بالألوان وذو نكهة مركزة، وبالتالي فإنه يرضي أذواق الشباب «إنه شيء للتسلية، وليس للاستمتاع».
يقول تان هيونه من«بوبو كيو»، أحد منافذ بيع شاي الفقاعات، إن معظم من زبائنه تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما. فهذا المشروب يحظى بشعبية لدى هذه الفئة العمرية لأكثر من سبب.
وأوضح تان هيونه أن تصميم الكأس جديد تماما، ويلفت الأنظار بشكل كبير، أضف إلى ذلك أن مزيج نكهات الفواكه والكرات التي تنفجر في الفم شيء جديد وغير مألوف، العنصر الأساسي في هذا المشروب إما الشاي الأسود أو الأخضر، يضاف إليهما الحليب، ثم كرات مملوءة بعصير الفاكهة تعرف باسم كرات النشا المتفجرة، وأخيرا الماصة التي تتميز بوسع قطرها بما يكفي، لتناسب مرور كرة من هذه الكرات، وترجع نشأة شاي الفقاعات إلى تايوان. وأضاف تان هيونه أنه متوافر هناك منذ ما يقرب من 25 عاما، بدأ المشروب بعد ذلك في غزو أوروبا تدريجيا. وبينما يميل الألمان إلى تفضيل مشروبات الفاكهة المختلفة، التي تحتوي على كرات النشا المتفجرة، يفضل التايوانيون شاي الفقاعات التقليدي الممزوج بالحليب وحبيبات التابيوكا. وأوضح تان هيونه أن الحبيبات مصنوعة من النشا المستخرج من نبات المنيهوت. ربما لا تصف روتسلر شاي الفقاعات بأنه يمثل اتجاها حقيقيا حتى الآن، بل مجرد بدعة عابرة، لكن بقليل من الحظ، يمكن أن ينجح شاي الفقاعات في إثبات نفسه، باعتباره مشروبا «ممتعا» يدخل في وجبات الطعام، بحسب روتسلر. وأضافت: «يمكنني أن أتصور جيدا أنه سيجذب اهتمام الطهاة». وترى روتسلر أن شراب الفاكهة حلو المذاق للغاية، لكن إذا كان من الممكن صنع الشاي من دونه، لربما تم اكتشاف نوع جديد من المشروبات. فتقول: «يمكنني أن أتصور أنه فاتح للشهية أو بمثابة حلوى أو مشروب بين الوجبات». ورغم ذلك، قد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت، فحتى الآن ثمة سلسلة واحدة فقط من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الكبرى، استغلت نجاح شاي الفقاعات وأدرجته على قائمتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news