مسيرة «شمشـون العـرب» فـي خطر
تهدد قلة الدعم مسيرة عائلة «شمشمون العرب» الإماراتية، الحافلة بتقديم مئات الاستعراضات «الخارقة»، داخل الدولة وخارجها، عن الاستمرار في تحطيم الأرقام القياسية، والسعي للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ونيل لقب العائلة الأقوى في العالم.
ورغم ضعف الإمكانات، رفضت العائلة عروضاً من دول أخرى بتبني مواهب أفراد فريق «شمشون العرب»، ولم تغر تلك العروض أعضاء الفريق، حسب ما أكدوا لـ«الإمارات اليوم»، مضيفين أنهم مصرون على الانطلاق من وطنهم الذي شهد بداية مسيرة «شمشون العرب»، على يد الوالد على حسن محمد، منذ ما يزيد على 70 عاما، آملين في دعم حقيقي للعروض التي تتطلب إمكانات كبيرة، وتنظيما مكلفا، تعجز عنه قدراتهم المالية.
توارث أفراد عائلة «شمشون العرب»، موهبة القيام باستعراضات خاصة، إذ يستطيعون تطوّيع الحديد، والتحكم به بالأسنان تارة، وبالشعر تارة أخرى، عن الوالد علي حسن محمد، الذي سطع نجمه بعرضٍ على المدرج الروماني بالأردن، في ستينات القرن الماضي، أعجب به العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، إذ منحه لقب «شمشون العرب». كما نال الوالد لقب «شمشون الجبار»، وساماً معنوياً قلده به الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
ثبت علي حسن محمد رسمياً لقب «شمشون العرب» في جواز سفره، بأمر من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ليحمله الأبناء والأحفاد الذين توارثوا أيضا «مواهب خاصة»، نعتها البعض أحيانا بالسحر والشعوذة، وأبطلت من خلال العروض المباشرة، أمام أعين الكثيرين.
تتنوع الاستعراضات التي يعكف على ممارستها أبناء الوالد علي، الذي حال عمره الكبير وأقعدته حالته الصحية عن مزاولتها، ومن أبرزها مرور سيارات ضخمة الحجم تزن آلاف الكيلوغرامات على اليد، والسير لمسافات طويلة على شظايا الزجاج المكسور، وسحب شاحنات تزن أطناناً بالأسنان والشعر لمسافات طويلة، وطائرة تزن 12 إلى 14 طناً بالشعر.
تضافر جهود
عروض قدم علي حسن محمد، الذي ولد بمنطقة الشندغة بدبي في عام ،1940 مجموعة واسعة من الاستعراضات التي حازت إعجاب جماهير داخل الإمارات وخارجها، وقدم العروض في أكثر من 64 دولة حول العالم، منها الولايات المتحدة، ومصر، وسورية، ولبنان، وفلسطين، والأردن، وليبيا، والسودان. أذهل علي حسن محمد رؤساء دول بعروضه ذات القوة والجرأة الواضحة، الأمر الذي تمثل في تكريم العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال له، إذ منحه لقب «شمشون العرب»، في أحد العروض التي قدمها في ستينات القرن الماضي في المدرج الروماني في الأردن. استمرت مسيرة التكريمات، إذ منحه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، لقب «شمشون الجبار»، وأرسل له برقية ثناء وشكر واستقبله شخصياً، الأمر الذي شكل دعماً كبيراً بالنسبة له. وأمر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بثبيت لقب «شمشون العرب» في جواز سفر علي حسن محمد، ليتوارثه أبناؤه كذلك الذين حظوا بالموهبة نفسها. يذكر أن «شمشون العرب»، ورث موهبته من أبيه البحار، وقدم مجوعة واسعة من العروض الحاضرة في أذهان كثيرين، من أبرزها «رفع حمار وحديد بأسنانه، ولف الحديد على يده، ووخز أرنبة الأنف بحديد يبلغ طوله 30 سم، وحمل قطعة حديد تزن 80 كيلوغراماً، ورميها عالياً في الهواء ليعاود التقاطها بصدره ثانية». تعرض شمشون العرب لحوادث متفرقة، من أبرزها «انقطاع لسانه في عرض حي في الأردن، وأمر الملك حسين، آنذاك، بعلاجه على الفور. ووقوعه في أحد العروض من فوق أحد الجبال في مصر. ولم يكن «شمشون» يكتفي بتقديم عرض واحد في اليوم، بل كان يصادف في كثير من الأحيان تقديم ما يصل إلى 10 عروض.
|
قال إداري فريق «شمشون العرب» عبدالله شمشون العرب، إن «مسيرة العائلة التي تزيد على 70 عاماً في تقديم الاستعراضات الخارقة داخل الإمارات وخارجها، تشهد تهديداً كبيراً في الاستمرار قدماً في تحطيم الأرقام القياسية، بسبب قلة الدعم الذي تحظى به، والذي يعد المحرك الأساسي لضمان استمرارها، الأمر الذي يظهر جلياً في عجز إمكانات الفريق عن مواصلة تقديم العروض التي يعد تنظيمها أمراً مكلفاً، يحتاج إلى تضافر جهود عدة، لا تقتصر على أفراد فقط، بل تتجاوزها إلى مؤسسات وجهات كبرى».
وأوضح عبدالله لـ«الإمارات اليوم»، أن «تنظيم العروض أمر يستدعي ترتيبات وإعدادات مسبقة، تتطلب إمكانات عدة لتوفيرها، وتصاريح تسهل عملية إتمامها بسلاسة ويسر، فضلاً عن ضمان توفير معايير الأمن والسلامة التي تعد العامل الأهم والأبرز في العروض، إذ تنطوي الاستعراضات على القيام بمجموعة من العروض الجريئة، التي قد تعرّض بشكل كبير حياة مؤديها إلى الخطر الذي قد يفقده حياته في بعض الأحيان، لاسيما أنها تقوم على حركات غير مألوفة، تطوع الحديد والحجر».
وتتنوع الاستعراضات التي تعكف عائلة «شمشون العرب» على تقديمها، ومنها السير لمسافات طويلة على شظايا الزجاج المكسور، وسحب شاحنة تزن عشرات الأطنان بالأسنان والشعر لمسافات طويلة، وتحمل أطنان من الأحجار على الجسد، ومرور سيارات دفع رباعي ضخمة عليه، وفقاً لعبدالله.
قوى بالوراثة
حول هذه القوى التي تقف وراء تقديم هذه الاستعراضات، قال عبدالله «توارث أفراد العائلة من الوالد علي حسن محمد، الملقب بـ(شمشون العرب)، موهبة القيام باستعراضات خاصة، تطوع الحديد وتتحكم به بأشكال مختلفة، الأمر الذي صقلته بالتدريب المستمر وممارسة التمارين الرياضية التي قد تزيد على ثلاث ساعات يومياً». واستطرد «تمتعنا وأولادنا بموهبة الوالد بالوراثة، أسوةً به الذي تمتع هو الآخر بها وراثةً من جدي البحار الذي كان يسحب محملين (سفينتين خشبيتين كبيرتين)، في آنٍ واحد، الأمر الذي انسحب كذلك على أحد أبناء عمي حسين، المعروف بـ(أسد الخليج)، الذي حطم أرقاما قياسية عدة، لذا أسسنا الفريق الذي نحمل لقبه، ونسعى للمحافظة عليه».
من جانبه، قال حسين شمشون العرب إن «قوة العروض التي أداها والدي قبل ما يزيد على الـ70 عاماً، وكذلك الحال بالنسبة للفريق، ولدت شكوكاً كثيرة حولها، أدت إلى نعتنا بأننا عائلة سحر وشعوذة، الأمر الذي نجح والدي في إبطاله، ولاحقاً نحن، من خلال تأدية عروض في ظل قراءة القرآن والتكبيرات»، ما يدحض تلك المزاعم الغريبة التي رمى بها البعض العائلة.
وأضاف حسين الذي كسر الرقم القياسي في بطولة بدبي، أقيمت تحت شعار «أقوى رجل في العالم»، وذلك بمرور 22 سيارة ضخمة الحجم تزن آلاف الكيلوغرامات على يده، أضاف أن «تأدية الاستعراضات على اختلاف أشكالها، في عائلة (شمشون العرب)، وراثة تناقلها أفراد العائلة جيلاً بعد جيل، وشهد على قوتها آلاف الجماهير داخل الدولة وخارجها، وأشادت بقوتها وجرأتها»، مشدداً على أن أفراد العائلة يعيشون بصورة طبيعية أسوة بأقرانهم، عدا الطعام الذي يحتاجون إلى استهلاكه بشكل أكبر نظراً للجهد المطلوب لإنجازهم مهام العروض، ويحظون بعلاقات طيبة وقوية بمحيطهم من الأهل والأصدقاء والمعارف، ولا يستخدمون قوتهم الخارقة في غير الاستعراضات الخاصة بها.
إصرار وعزيمة
رغم قلة الدعم المتوافر، والتعرض لحوادث طفيفة، مازال فريق «شمشون الجبار»، الذي يضم اليوم أربعة أفراد «أسد الخليج»، ومحمود شمشون العرب، وحسين شمشون العرب، وهاشم شمشون العرب، مصراً على إكمال مسيرته الحافلة بتقديم عشرات العروض محلياً وعربياً، وتحطيم الأرقام القياسية في الاستعراضات الخارقة، ومن أبرزهاسحب هاشم تسع شاحنات كل واحدة تزن 10 آلاف طن، بواسطة الجسم لمسافة 11 متراً، محطماً الرقم القياسي لأسترالي سحب أربع شاحنات بالجسم لمسافة أربعة أمتار، وتسعى العائلة للتسجيل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، باعتبارها العائلة الأقوى في العالم، حسب حسين، الذي أكد «رفضنا قبول عرض دول لتبني موهبتنا، إذ لا شيء يغرينا عن ترك أرض الوطن الذي شهد بداية مسيرتنا قبل ما يزيد على 70 عاماً».
وبإصرار أكمل حسين «سنزاول تقديم عروضنا السنوية الثابتة في المهرجانات المحلية، مثل مهرجان عجمان للفنون، ومهرجان دبي للتسوق، ومهرجان صيف دبي، وغيرها في إمارات الدولة، إلى جانب مهرجانات هلا فبراير في الكويت، ومهرجان مسقط وصلالة في سلطنة عُمان، إلا أننا نأمل في دعم حقيقي ومتواصل ينمي موهبتنا الخارقة بشكل أكبر ويعززها، ولا يقتصر على مهرجانات موسمية».