جزر إسبانية حافلة بعوامل الجذب السياحي
البليار.. قوارب شراعية وأرخبيل ساحر
تتمتع جزر البليار التابعة لإسبانيا بشهرة واسعة على خريطة السياحة العالمية، لما تزخر به من عوامل الجذب السياحي، وابرزها المياه الصافية الرقراقة والشواطئ الرملية الناعمة والفنادق والمطاعم الفاخرة.
كما تتيح جزر البليار، مثل مايوركا ومينوركا وإيبيزا، للسياح إمكانية معايشة تجربة مختلفة تماماً والتعرف الى وجه آخر لهذا الأرخبيل الساحر، بعيداً عن صخب الأماكن المزدحمة بالأفواج السياحية. ويعتمد السياح على القوارب الشراعية في رحلتهم لاكتشاف الأماكن والجوانب الأكثر جمالاً والأكثر عزلة والأقل شهرة في جزر البليار.
وتبدأ الرحلة من ميناء ماهون، حيث يبحر القارب الشراعي ذو اللون الأبيض الثلجي، في هدوء تام، خلال مياه الميناء الضحلة. وعلى الرغم من أن الإطلالة على الميناء والبلدة القديمة والكاتدرائية بلونها المستوحى من أكسيد الرصاص قد تكون أكثر رومانسية، إلا أن الراغب في ترك عاصمة جزيرة مينوركا، يستطيع التوجه لاكتشاف وجه آخر لهذه الجزيرة والجزر المجاورة لها، والتي لا تكشف عن وجهها إلا لعدد قليل فقط من السياح.
هدوء وسكينة
يخيّم الصمت الرهيب على السياح أثناء الرحلة، ولا يُسمع سوى صوت الرياح في أشرعة القارب وهدير المياه، وفي تلك اللحظات ينتاب السياح شعور بحرية مطلقة. ويتناول السياح الغداء في خليج الكهوف قبل أن يرسو القارب الشراعي. ويوجد في هذا الخليج ما يصل إلى 90 كهفاً في الجدران الصخرية الشاهقة. وترجع أقدم هذه الغرف والفجوات الصخرية، التي قام الإنسان بعمل بعضها، إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
وفي هذه الكهوف عاش السكان الأصليون بجزيرة مينوركا، وبعد ذلك أصبحت مأوى لشباب الهيبز حتى عام ،1995 إلى أن قامت الشرطة بإخلاء وتنظيف هذه الكهوف. ويمتاز هذا المكان بالسكينة والهدوء التام. وبينما تتصارع حشود السياح في الخلجان الأخرى لانتزاع مكان على الشاطئ الرملي، فغالباً ما يجد السائح نفسه بمفرده هنا في هذا الخليج الساحر.
مشهد
يكاد يكون الوصول إلى جزيرة مايوركا، التي تعتبر أكبر جزر البليار، الأكثر إثارة في هذه الرحلة. وترتفع بلدة كاب دي فورمينتور إلى ما يصل 384 متراً في مشهد مهيب. وفي أعلى هذه الصورة البديعة عند لسان اليابسة يزدحم الطريق بقوافل السيارات المتجهة إلى المنارة.
وتتيح القوارب الشراعية للسياح فرصة الاستمتاع بالعديد من المناظر المهيبة للمنحدرات الجبلية الحادة، والتي يطلق عليها سكان مايوركا اسم «ملتقى الرياح». وتعد القوارب الشراعية المصنوعة من الخشب، من القوارب التقليدية التي تشتهر به جزيرة مايوركا، والتي لم يتبقَ منها سوى عدد قليل للغاية، ولايزال هذا القارب يعمل بالشراع اللاتيني، كما كان مستخدماً أيام الرومان.
أما منطقة بروتو كريستو، فعبارة عن منطقة جميلة وهادئة لاتزال محتفظة بطبيعتها البكر، على الرغم من أنها تشهد إقبالاً كبيراً من الأفواج السياحية. وخلال الرحلة بالقارب الشراعي يمر السائح على شاطئ «كالا ميتيانا» الهادئ ويصل إلى شاطئ «إيس ترينس» في جنوب جزيرة مايوركا، والذي يتصدر صفحات المجلات والكتب السياحية. وفي هذا المكان البديع تقع مراسي القارب الشراعي وسط مياه البحر الصافية الرقراقة.
ولا يظهر الضجيج الذي تمتاز به جزيرة إيبيزا في منطقة سان أنطونيو، إذ يغلب على المشهد الأمواج العالية، كما أن الرياح العكسية توجه صوب الجنوب، لكن زيارة هذه المنحدرات العملاقة، التي لاتزال غير مأهولة بالسكان إلى حد كبير على الشاطئ الشمالي الغربي، تستحق كل هذا العناء.
وتمتاز جزيرة مارغاريتا، بوجود نفق محفور في صخورها الصلبة. وترتفع منطقة كاب نونو لمسافة 258 متراً فوق المنحدرات الحادة، كما تمتد شواطئ من الحجر الجيري لمسافة كيلومتر، وتزخر بالعديد من الخلجان العميقة والمهجورة، والتي لا يسكنها سوى طيور النورس وطيور الغاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news