هند حسين: نتعلم مـن تجاربنا دون الوقوع في أسرها
ثلاث قصص من واقع الحياة اعتمدت عليها العراقية والاختصاصية في علم ادارة الحياة، هند حسين، لتقدم من خلال هذه التجارب الثلاث كيفية العمل على التغيير في الحياة في كتاب حمل عنوان «الحنين الى الماضي أم عذوبة المستقبل» . وتعتمد حسين في كتابها الذي يحمل ثلاث قصص مختلفة لتجارب نسائية، تغوص الكاتبة في أعماق تفاصيل حياتهن مرتكزة على العلاقة بين الماضي والحاضر، والربط بين الاثنين لتعرض كيف يجب التعاطي مع التجارب الحياتية من أجل استخلاص العبر دون الوقوع في أسرها وعدم القدرة على الخروج منها. ويعد الكتاب التجربة الاولى لحسين في النشر، رغم حبها للكتابة، وقالت عنه، «أحب الكتابة ولي تجارب سابقة في الكتابة، لكن هذا الكتاب هو تجربتي الأولى في النشر وقد قررت خوضها بعد أن خضعت للكثير من الدورات في التدريب على الحياة، حيث وجدت الكثير من القصص لنساء تغيرت حياتهن بعد الاعتماد على علم ادارة الحياة في التعاطي مع المشكلات الحياتية». وأضافت ان «علم ادارة الحياة هو العلم الذي يساعد على فهم الحياة وفهم شخصية الانسان، ويمكن الناس من التخلص من الآثار السلبية في حياتهم». وشددت على ان علم ادارة الحياة يزيد من نظرة الانسان الى عقله اللاواعي، وبالتالي يكتشف الكثير من الأمور التي ربما تكون قد حدثت في الطفولة وفي ماضيه، وبالتالي يعيد ترتيب حساباته وتعاطيه معها وهذا يساعد على فهم الحياة.
قصص
تجربة ذاتية تعمل هند حسين على إنجاز كتاب جديد لها، وهي مازالت في طور كتابته، وهو عبارة عن تجربة من حياتها الخاصة، مؤكدة أنها تسعى الى نشر التجربة لأنها تعلم الناس كيفية تخطي الصعاب. وأشارت الى أنها عاشت مع زوجها وهو لديه إصابة دماغية وهي تختلف عن الاصابة العقلية، مشيرة الى أن هذه الحالة قد تسبب ارتجاجاً في الدماغ قد تؤثر في سلوكيات المرء. وبينت أن هذه التجربة كانت جديدة بالنسبة لها وعلمتها الكثير، وانها دخلت مجال علم ادارة الحياة بسببها، وانها تعد الكتاب منذ فترة طويلة، وتحتاج الى وقت طويل لتسرد الأحداث، مع التفاصيل الدقيقة، إذ برأيها ان الفائدة الاساسية من الكتاب تأتي من خلال التفاصيل الدقيقة التي تقدم للناس ما يمكن الاستفادة منه. |
حول القصص الموجودة في الكتاب، لفتت حسين الى أنها تدور حول ثلاث نساء، القصة الاولى لامرأة اسمها عشتار، والثانية سلوى والثالثة ليال. تعاني كل منهن مشكلات حياتية متعددة، حيث تبرز الكثير من المشكلات في حياة عشتار ثم لا تلبث ان تتغير حياتها بعد ان يدخل علم ادارة الحياة على أسلوب عيشها، بينما تكون سلوى امرأة ضائعة بين الماضي والحاضر، فهي تعيش في ماضٍ غير موجود ومتمسكة به، ولكن عندما يدخل علم ادارة الحياة على حياتها تتغير الى الافضل، لأنها تكتشف المستقبل، وتبدأ بممارسة الأعمال الفنية، وتعيش كإنسانة جديدة. أما القصة الثالثة فهي لليال المرأة الهاربة من الماضي، والتي تريد ان تغير حياتها، وتكتشف في نهاية المطاف أنها لا تستطيع التخلص من الماضي، بل يمكن استخلاص العبر والاستفادة منها للتقدم نحو الأفضل وتحقيق الانجازات. واعتبرت حسين ان التشابه بين التجارب البشرية أمر واقعي، لافتة الى ان علم إدارة الحياة يساعد على التغيير في أنظمة الحياة من خلال الاستفادة من الغير أيضاً، اذ أثبت علمياً انه على الرغم من الاختلاف في التجارب الانسانية فإن هناك الكثير من المواقف المتشابهة، فالأخطاء قد تتكرر حتى مع الشخص نفسه، فنرى في بعض المواقف أن المرء لا يغير في حياته الا في حال تكرر الخطأ نفسه معه أكثر من مرة، لأن الاقتناع بوجوب التغيير قد لا يكون سهلاً عند البعض.
أما التجارب النسائية الموجودة في الكتاب فهي بحسب العراقية لنساء عربيات عانين الغربة والحنين الى الاوطان والماضي، مشيرة الى ان مشكلات المرأة العربية مختلفة الى حد ما عن المرأة الغربية، وذلك بسبب المجتمع الذي يضع بعض الحدود للمرأة العربية التي تعيش أسيرة العادات والتقاليد الاجتماعية.
كتابة
بدأت حسين بكتابة الرواية منذ سنتين وكان ذلك قبل أن تبدأ في دروس التدريب على الحياة، ولكن بعد أن دخلت مجال علم إدارة الحياة، أدخلته على الروايات الثلاث وغيرت الكثير من مجريات أحداث القصص الموجودة في الكتاب، وهذا الذي أدى الى نهايات مختلفة تماماً عن التي كانت مقررة حين بدأت الكتابة. واعتبرت ان الكتب التي تعلم الناس ادارة حياتهم بأسلوب عملي وعلمي وغير روائي، مختلفة عن كتابها، لأن الرواية تدفع القارئ الى التفاعل اكثر مع الشخصيات وبالتالي قد تؤثر فيه، بينما الكتب التي تلقن الناس اساليب الوصول الى ما يريدون عبر نقاط موضوعة بشكل عملي بحت قد لا يكون لها الاثر نفسه في الجميع. أما عنوان الرواية «الحنين الى الماضي ام عذوبة المستقبل»، فشددت على أنها ارادته بشكل خاص لتظهر للناس وجوب عدم العيش في الماضي، موضحة ان «هذه الظاهرة موجودة عند الكثيرين، فهم يحاولون الهروب من الحاضر ومسؤولية الواقع، فدائماً نسمع عبارة كنت او كنا». ورأت الكاتبة العراقية أن البعض يرفض الواقع، وان علم ادارة الحياة يساعد هؤلاء كثيراً في التعايش مع الحاضر، فهذا العلم يمكن المرء من تحمل مسؤولية حياته، وبالتالي يطور نفسه، لأن الانسان هو الذي يخلق ظروفه، وان كان هناك ظروف خارجية ومحيطة، الا ان إمكانية التغيير دائما موجودة. يختلف علم ادارة الحياة عن علم النفس، هذا ما أكدته حسين، التي قالت، «يعتمد علم ادارة الحياة على التغيير بالدرجة الاولى، فالمرء يستفيد من الماضي ومن النجاح أو حتى الفشل كي يطبق استراتيجيات النجاح ويتفادى الخطط التي أوصلته للفشل في تجارب أخرى، الأمر الذي يساعد على تنظيف النفس من المشاعر السلبية الموجودة لدى كل البشر». وأوضحت كيفية التخلص من المشاعر السلبية، بالاشارة الى ان تنظيف النفس من الآثار السلبية يكون من خلال تحويل المشاعر السلبية الى مشاعر ايجابية، معتبرة ان التغيير في التفكير هو الطريق الى التغيير في الحياة، وبالتالي تؤخذ القيم من اللاوعي وتطبق على الوعي، وبالتالي تساعد التمارين على التغيير. وتعد البرمجة اللغوية العصبية الاساس في الطرق المتبعة للتغيير، إذ ان استعمال اللغة هو الاساس للتحسين، في حين تبقى الكلمات الايجابية في الحياة هي الطريقة الأفضل لزرع الايجابيات في اللاوعي، لأن العقل اللاواعي يتأثر بالكلمات، والانسان يحقق أهدافه في الحياة من خلال التفكير الايجابي. أما الاستراتيجية الايجابية فهي صالحة للتطبيق على كل أمور الحياة، مهما كان الموضوع صغيرا او كبيرا. وشددت حسين على ان الكثير من التصرفات تخضع لإدارة العقل الباطني الذي يسلك بعض الخطط في التعاطي مع مشكلات الحياة نتيجة التعود، وبالتالي فإن تعويد العقل الباطني على بعض الاستراتيجيات المختلفة في عملية يصح تسميتها بإعادة تنظيم العقل اللاواعي يسهم في تحسين نظرة كل فرد لما يدور حوله، وتعتبر الفترة المثالية للتغيير 21 يوماً.