المهرجان استبعد 3 أعمال و«أبوظبي» سحب مشاركته

«دبي لمسرح الشبــاب».. معايير صارمة تصدم المتقـــدمين

المهرجان يؤكد أنه يسعى لتقديم الأفضل مسرحياً. تصوير: مصطفى قاسمي

أيام قليلة تفصلنا عن مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته السادسة التي تنطلق في الأول من أكتوبر المقبل، ما يعني عملياً أن معظم خشبات المسارح المحلية مشغول الآن بتمارين مسرحية، لكن القريب من تلك الأوساط يلمس أن هناك خشبات متعددة ايضاً أضحت مفتقدة لزخم كانت تعيشه في الأسابيع السابقة، بسبب قرار لجنة المشاهدة استبعاد ثلاث مسرحيات، والاكتفاء لأول مرة بخمسة أعمال فقط، بعد قرار مسرح أبوظبي بالاعتذار استباقاً لحرج الاستبعاد حسب فنانين شباب، في تراجع كمي ملحوظ للمهرجان الذي عرض العام الماضي وسابقه ثماني مسرحيات.

قرارات لجنة المشاهدة والتقويم التي يترأسها الفنان حسن رجب وتضم في عضويتها كلاً من الفنانين إبراهيم سالم وعبدالله صالح والناقد المسرحي يحيى الحاج، عكست سوء إعداد فرق مسرحية عريقة للمهرجان الذي أضحى متمتعاً بشعبية جماهيرية متنامية، بعد أن حافظت هيئة دبي للثقافة والفنون على إقامته في موعد ثابت سنوياً هو مطلع شهر أكتوبر من كل عام، حيث كان من المفترض أن تمثل المسرحيات المستبعدة كلاً من مسرح الفجيرة ومسرح الشباب للفنون في دبي المعروف بـ«المسرح القومي»، وجمعية حتى للثقافة والفنون، إضافة إلى مسرح أبوظبي الذي سحب مراهنته على مسرحية «بطلوا الباب» من إخراج الشاب أحمد مال الله ونص الراحل سالم الحتاوي.

الممثل الشاب حسن يوسف الذي كان من المفترض أن يقوم بإخراج مسرحية «غريب» المستبعدة، ما يعني مفارقة غياب مسرح «الشباب» نفسه عن مهرجان الشباب، ربما بدا أكثر تفهماً من رفاقه، نظراً لاشتراكه في عملين آخرين ينافسان على جوائز المهرجان، أحدهما ممثلاً، والآخر بصفته مساعداً للمخرج، لكن يوسف أكد لـ«الإمارات اليوم» «زملائي المستبعدون يشعرون بإحباط شديد، وغير متقبلين لقرار استبعادهم، لكن بالنسبة لي فإنني أجد في الاستبعاد جرس إنذار صحي من أجل استيعاب ضرورة الإعداد الجيد للمهرجان، لذلك فإن مشاركتي في دورة عام 2013 سأبدأ في الإعداد لها بمجرد ختام الدورة المقبلة».

وأضاف يوسف «ينسى زملائي أن المهرجان تجاوز عامه الخامس، ما يعني أنه أضحى أساسياً في أجندة دبي الثقافية، ويجب أن يكون المهرجان المسرحي موازياً لنجاحات الإمارة في سائر الفعاليات والمهرجانات الأخرى التي تقوم بتنظيمها، ومن المنطقي أن تكون لإدارة المهرجان رؤية واستراتيجية على الجميع تفهمها والقبول بها».

أسباب للإحباط

المخرج الشاب مرتضى جمعة الذي حظي عمله «التراب الأحمر» بقبول لجنة المشاهدة لم ير في الاستبعاد فرصاً أكبر للأعمال الخمسة المشاركة، كما أنه رفض في الوقت ذاته دعاوى الإحباط التي يثيرها المستبعدة أعمالهم، مضيفاً «على الجميع أن ينظر إلى النصف المملوء من الكوب من خلال الاستعداد الجدي للمهرجان الذي يصب نجاحه في مصلحة الجميع».

نائب مدير قناة دبي الفضائية الفنان عمر غباش، الذي يعد أحد المسرحيين المقربين من أوساط الفنانين الشباب، نظراً لتكاتفه في تأسيسه مع كل من سعيد النابودة وياسر القرقاوي وسالم باليوحة في هيئة دبي للثقافة والفنون منذ عامه الأول رأى أن الأولى هو الاشتغال بشكل أكبر على استيعاب المواهب الشابة وتقويمها، ومنحها فرصاً أكبر للوجود على المنصة الوحيدة التي تعنى بإبداعها المسرحي في الدولة، مضيفاً «لا يخفى على أحد أننا نعاني تراجع اهتمام الشباب أصلاً بالنشاط المسرحي، لذلك فإن تطبيق معايير نقدية وفنية صارمة على الشباب يسهم في زيادة إعراض تلك الشريحة العمرية المهمة، ويحرم المسرح المحلي من فرصة تجديد دمائه».

شروط فنية

رئيس لجنة مشاهدة الأعمال المرشحة للمهرجان الفنان حسن رجب قال إن استبعاد الأعمال الضعيفة جاء متماشياً مع رغبة إدارة المهرجان وجمهوره معاً في التطلع لأعمال أكثر نضجاً وتحافظ على المكتسبات التي تواصلت عبر الدورات الخمس السابقة، مضيفاً «رغم ذلك لم يتم استبعاد سوى الأعمال التي عكست استهتار أصحابها بما يمكن أن يقدم على خشبة المسرح، ورغم أن بعضها يملك مواهب حقيقية إلا أن الرسالة المختزلة هنا هي ألا مكان للمواهب المستهترة على خشبته، ومن يتطلع إلى خوض منافساته عليه أن يتقدم بمشروع مسرحي واضح يلبي الشروط الفنية للمهرجان».

وتابع رجب «بعض المخرجين الشباب لم يستطع تقديم سوى 10 دقائق فقط للجنة المشاهدة عبر ممثلين غير جاهزين ومضطرين للقراءة من الورق، ما يعني أن هناك استحالة للوصول بالعرض إلى مرحلة النضج، فضلاً عن وجود إشكاليات كبرى ترتبط ببعد النص عن اهتمامات الشباب، خلافاً للتوصيات الأساسية لمختلف لجان التحكيم في الدورات السابقة».

ونفى رجب أن يكون استبعاد بعض الأعمال مدعاة لإحباط أو إحجام مواهب مسرحية حقيقية، مضيفاً «إضافة إلى الاستهتار، هناك استسهال ملحوظ لدى البعض بمهام المخرج، الذي يتطلب احتكاكاً عملياً وليس نظرياً فقط، ومن المؤكد أن توجيهات لجنة المشاهدة التي تنحصر في أربعة أعضاء فقط ستكون أكثر رأفة بكثير من ردة الفعل النقدية والإعلامية في حال عرض أعمال شديدة الضعف».

تويتر