انطلاق فعاليات «مهرجان مالمو».. ويوم خاص للسينما الإماراتية
أفلام عربية تطوف 12 مدينة سـويدية
انطلقت، مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان الأفلام العربية» التي تنظمها وزارة الثقافة السويدية، وبلدية مدينة مالمو، لتعريف الجمهور السويدي بالمنجز السينمائي العربي، وتقريب وجهات النظر بين الشعوب. ويهدف المهرجان الذي يستمر حتى يوم الجمعة المقبل في مدينة مالمو، إلى تهيئة مناخ حيوي يستقطب الجاليات العربية المقيمة في السويد، والدول الاسكندنافية المجاورة. وبدأ حفل افتتاح المهرجان بعرض فيلم «هللا لوين» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، إذ حمل محتواه الرغبة في إيجاد صيغة توافقية بين الديانات والمذاهب المختلفة، بينما تعرض الأفلام المشاركة التي تمثل 23 دولة عربية في 12 مدينة سويدية، ويخصص المهرجان يوماً للأفلام الإماراتية ذات الحضور البارز في فعاليات الدورة الثانية للمهرجان، ومن بين أبرز الأفلام الإماراتية التي ستعرض فيلم «أمل» للمخرجة نجوم الغانم.
وأشادت الشيخة نجلاء محمد سالم القاسمي، سفيرة الدولة لدى مملكة السويد، التي حضرت الافتتاح، بالحضور السينمائي الإماراتي المكثف في المهرجان من خلال مشاركة 37 فيلماً في أقسامه المختلفة. وأكدت أن دعم ورعاية سفارة الإمارات في السويد للأفلام الإماراتية المشاركة هو امتداد للاهتمام الشعبي والرسمي بالسينما في الإمارات، من خلال إقامة المهرجانات المتخصصة مثل مهرجانات أبوظبي ودبي والخليج. وأوضحت أن تطور أداء المخرجين السينمائيين الإماراتيين خلال السنوات الأخيرة أسهم في تميز الفيلم الإماراتي على مستوى المنطقة ومشاركته الفاعلة في المهرجانات الدولية والإقليمية.
وحول الأهمية الثقافية لوجود مهرجان سينمائي يضم الأفلام العربية في مملكة السويد أكدت القاسمي أن «مهرجان مالمو يتضمن أبعادا مختلفة أهمها أنها تقدم للجمهور السويدي صورة عن المجتمعات العربية بكل ما تحمله هذه المجتمعات من أحلام وتطلعات وأحداث تترجم الواقع الحقيقي الذي يعيشه الإنسان العربي، بعيداً عن المفاهيم الخاطئة، والمبالغ فيها حول هذا الواقع في الإعلام الأوروبي».
وأشارت إلى أن «وجود جالية عربية كبيرة تقدر بنصف مليون عربي في السويد يجعل من هذا الحدث السينمائي فرصة لجذب هذه الجالية لتتواصل مع بعضها بعضا، وتلامس وتتعرف عن قرب إلى الأفلام العربية المنتجة حديثاً، وما تحمله من ذاكرة وحنين لتفاصيل الماضي، ولملامح الحاضر العربي».
وأضافت القاسمي أن «دعم الحكومة السويدية للمهرجان دليل على الرغبة المشتركة في فتح نوافذ ثقافية وفنية جديدة ومبتكرة للجمهور السويدي والعربي لتذويب الحواجز الفكرية، وإقامة حوار إنساني مشترك بين الهويات المختلفة في المكان».
من جانبه، قال مدير المهرجان المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي إن «مهرجان الأفلام العربية يهدف إلى مد الجسور الثقافية بين الشرق والغرب من خلال فن السينما»، مشيراً إلى أنه سيتم عرض الأفلام في نحو 12 مدينة سويدية للوصول لأكبر شريحة من الجمهور العربي والسويدي.
وأضاف أن «مهرجان مالمو يعد أكبر حدث سينمائي عربي في المنطقة الإسكندنافية، إذ يعرض 75 فيلماً من 23 دولة عربية موزعة على ثلاث مسابقات رئيسة هي الفيلم الروائي القصير والفيلم الطويل والتسجيلي».
وأشار قبلاوي إلى وجود برامج متعددة في المهرجان مثل يوم الأفلام الإماراتية المقام بالتعاون مع سفارة الإمارات في السويد، ومهرجاني دبي والخليج، والندوات التخصصية المصاحبة، وعرض أفلام منتقاة للنجوم المكرمين في المهرجان، مثل محمد هنيدي، ويسرا، وليلى علوي، والنجم السوري جمال سليمان، إضافة إلى عرض الأفلام القصيرة التي أفرزتها ورشة الإخراج السينمائي التي قدمها المخرج الإيراني عباس كياروستمي لمخرجين شبان من الإمارات أثناء الدورة الماضيـة من مهرجان الخليج في دبي، والتي تمخضـت عن اختيار 15 فيلماً تحت عنوان مشترك هو «كرز كياروستمي».
من جهته، قال مدير مهرجان الخليج والمدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله آل علي، إن «المشاركة الإماراتية المتميزة في هذا الحدث السينمائي تعكس اهتمام المهرجانات العربية في أوروبا بما يقدمه شباب الإمارات المبدعين من نتاجات متميزة ومطلوبة»، مضيفاً أن وجود أرضيات ودوافع لهؤلاء الشباب في بلدهم من خلال دعم مهرجانات متعددة مثل أبوظبي ودبي والخليج أوجد فرصة لتحويل الأفكار والسيناريوهات الجيدة إلى أفلام جيدة.
وأشار أمرالله إلى أن «مهرجان مالمو استطاع أن يصل إلى معادلة موفقة من خلال إيجاد فرص لعرض أفلام الجيل الجديد من السينمائيين العرب، ما جعله مهرجاناً مختلفاً في هويته وأهدافه، مقارنة بمهرجانات الأفلام العربية في الدول الأوروبية الأخرى».
يشار إلى أن حفل الافتتاح حضره سفراء الإمارات ومصر والسعودية وحشد من الجمهور السويدي والعربي، إضافة إلى الإعلاميين وضيوف المهرجان من الفنانين والمخرجين والنقاد السينمائيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news