فريق الفيلم فوجئ بعرضه تجارياً في صالات الإمارات. أرشيفية

«الموقعة» خـارج مسابقـة «أبوظبي السينمائي»

أكد مدير مهرجان أبوظبي السينمائي علي الجابري أن إدارة المهرجان قررت خروج الفيلم المصري «بعد الموقعة» من المسابقة الرسمية للأفلام الروائية، بسبب عرض الفيلم في صالات العرض المحلية، وهي السابقة الأولى في عمر مهرجان أبوظبي الذي تقام دورته السادسة هذا العام في الفترة من 11-20 أكتوبر الجاري، على أن يتم عرضه خارج المسابقة الرسمية. كما كشف مدير المهرجان أن المخرج يسري نصرالله، مخرج الفيلم، سيتم منحه جائزة «فارايتي» لأفضل مخرج ضمن دورة المهرجان الحالية.

وقال الجابري لـ«الإمارات اليوم»: إن «عرض الفيلم المفاجئ في صالات الإمارات، والمخالف لتوقعاتنا، والذي لم نصادف مثيله سابقاً، اقتضى بالدرجة الأولى خروج الفيلم من المسابقة الرسمية للأفلام الروائية، حيث كان مقرراً عرضه، لكن نظراً إلى أن الأمر تم من دون معرفة المخرج وفريق العمل، ارتأينا الإبقاء على الفيلم ضمن المهرجان إنما خارج المسابقة الرسمية، وإتاحة الفرصة للضيوف والجمهور الأجنبي في الإمارات لمشاهدته، إذ إن النسخة المعروضة في المهرجان مترجمة إلى اللغة الانجليزية». لافتاً إلى أن مخرج الفيلم يسري نصرالله وفريق الممثلين في الفيلم سيحضرون فعاليات المهرجان وعرض الفيلم، كما أعلن من قبل.

لوائح

لن يعرض في إسرائيل

قال المخرج المصري يسري نصرالله، في تصريح سابق، إن «الفيلم إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا، حيث شارك المنتج اليهودي جورج بينامو في ما يتعلق بالمونتاج والطبع والتحميض فقط، لكن تكلفة التصوير والأجور كانت لشركة (دولار) فيلم، وبذلك يكون الشريك المصري يملك أكثر من 65 ٪ من الفيلم». وكشف عن أن نص تعاقده مع الشركة الموزعة للفيلم اشترط موافقة الجانب المصري على عرض الفيلم في اسرائيل. مشدداً على أنه لن يقبل بذلك مهما كانت الضغوط والظروف، رافضاً في الوقت نفسه ما تعرض له من انتقادات بدعوى التطبيع مع اسرائيل، مذكّراً الجمهور والنقاد بموقفه المعروف من قضية التطبيع، وبفيلمه «باب الشمش» الذي تعرض لهجمة شرسة من جانب الصهاينة، لدفاعه المستميت عن الحق العربي والفلسطيني، وتم منعه من العرض في عدد من الدول بناءً على الضغوط الصهيونية.

أشار مدير مهرجان أبوظبي السينمائي إلى أن لوائح المهرجان تنص على عدم عرض الأفلام التي قدمت في عروض تجارية، باستثناء العروض الخاصة بتاريخ السينما وأفلام الاحتفاليات، حيث ستعرض هذا العام أفلام بمناسبة خمسينية الثورة الجزائرية، واخرى عن السينما الكورية، كما سيعرض فيلم «الابواب المغلقة» احتفاءً بجائزة الإنجاز المهني التي ستقدم للفنانة المصرية سوسن بدر. معلناً أن هناك سبباً إضافياً لاستبقاء فيلم «بعد الموقعة» ضمن البرنامج في عروض السينما العالمية، وهو منح مخرجه يسري نصرالله جائزة «فاراييتي» لأفضل مخرج في الشرق الأوسط، والتي تُقدم سنوياً في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي.

وحول موقف المسؤولين عن «بعد الموقعة» من عرضه في دور العرض رغم ادراجه ضمن مسابقة المهرجان؛ وتبريرهم لما تم، أشار علي الجابري إلى أن إدارة المهرجان التي فوجئت كما فوجئ الجميع ببدء عروض الفيلم التجارية في الإمارات، قامت بكل ما يلزم من اتصالات «لكن حتى هذه اللحظة لم تردنا إجابة رسمية من الجهة المنتجة والموزعة».

وليست هذه المشكلة هي الاولى التي تواجه الافلام المصرية في مهرجان أبوظبي السينمائي، حيث سبق وتم إلغاء عرض فيلم «بالألوان الطبيعية» للمخرج اسامة فوزي عام ،2009 بسبب وجود عيوب تقنية في النسخة التي تم إحضارها من المعمل في لندنأ مباشرة إلى المهرجان، وعندما اكتشف فوزي عدم صلاحية النسخة للعرض، اعتذر عن عدم المشاركة.

مهرجان «كان»

فيلم «بعد الموقعة»، هو الفيلم العربي الوحيد الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» في دورته الأخيرة، وهو أول فيلم مصري يعرض داخل المسابقة منذ ما يقرب من 15 سنة، إذ كانت آخر مشاركة رسمية بفيلم «المصير» ليوسف شاهين ،1997 كما عرض الفيلم أخيراً في المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الأولى، ولم يحصل على جوائز، وهو من بطولة منة شلبي وباسم السمرة وناهد السباعي ونور، وكتب له السيناريو عمر شامة، وهو من إنتاج وليد الكردي وتوزيع شركة دولار فيلم.

وتدور أحداث الفيلم، الذي استغرق تصويره أشهراً عدة، في الفترة ما بين «موقعة الجمل»، وحتى أحداث ماسبيرو حول ريم الناشطة السياسية (منة شلبي) التي تنزل إلى الشارع لعمل بحث ميداني حول الثورة، في محاولة منها لكشف حقيقة ما يحدث في الشارع، وفي أثناء ذلك تلتقى «محمود» الخيال الذي يعيش في منطقة نزلة السمان (باسم السمرة)، الذي تضطره ظروف عمله المتوقفة بسبب الثورة إلى المشاركة في هجوم موقعة الجمل، ورغم ذلك تتعاطف ريم معه بطريقة أو بأخرى، ومن خلال هذه العلاقة يرصد الفيلم المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر حالياً.أ

سجال

فيلم «بعد الموقعة» أثار جدلاً واسعاً حول موضوعه وتعاطفه مع أحد الاشخاص الذين شاركوا في الاعتداء على الثوار المصريين في هذه الموقعة، في محاولة من صناع الفيلم لتبرئه من شاركوا في الهجوم على ميدان التحرير، كما واجه الفيلم مشكلة أخرى خلال عرضه في مهرجان «كان»، عندما ترددت أقاويل عن عرضه تجارياً في اسرائيل، نظراً لانه إنتاج مشترك مصري فرنسي، وهو ما دعا مخرجه يسري نصرالله إلى نفي هذه الأقاويل، والتأكيد على أن الفيلم لن يعرض في إسرائيل مطلقاً. واصفاً كل ما يتردد بخلاف ذلك بأنه «كذب وافتراءات» تهدف إلى الاساءة للعمل قبل عرضه جماهيرياً.

الأكثر مشاركة