من مسرحية «مشاجرة جماعية» الـــــــــــــــــــــــــــــــــتي لاقت استحسان جمهور «المسرحيات القصيرة». تصوير: مصطفى قاسمي

محمد آل رحمة موهبـة تطرق أبواب المسرح

راهن كثيرون على نيل الشاب محمد حسن آل رحمة، جائزة أفضل ممثل في مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، الذي أسدل الستار عنه في سبتمبر الماضي، إلا أن الموهبة العالية التي أظهرها آل رحمة في عرض مسرحية «مشاجرة جماعية» لم تسعفه كثيراً عندما أدى دور فؤاد في مسرحية «أريد حلاً» والتي ظهر فيها آل رحمة بصورة مغايرة عما كان عليها في عرضه الأول.

طموح مشروع

يطمح المسرحي الشاب محمد آل رحمة إلى الوصول والوجود والمنافسة كذلك في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، لاسيما أن مهرجان المسرحيات القصيرة فتح المجال أمام مستقبلهم الفني من خلال اكسابهم الثقة والخبرة التي يمكن ان تؤهلهم للوصول إلى مهرجان الشباب والأيام، خصوصاً أن الخبرة تشكل عائقاً امامهم وحجر عثرة تحول دون اختيارهم لأداء ادوار رئيسة، والاكتفاء بالاعتماد على الشباب المعروفين وأصحاب الخبرات.

ويعمل آل رحمة حالياً على كتابة بعض «الاسكتشات»لأيام الشارقة التراثية، كما يتحضر لخوض تجربة المشاركة في جائزة التأليف من خلال نص شعبي بعنوان «الغريب»، مشيراً إلى أن الاخراج بات يشغله أكثر من التمثيل والكتابة رغم ما أظهره من موهبة في التمثيل.

ويعد آل رحمة من المواهب الشابة التي ظهرت في الساحة الفنية أخيراً، إلا أنه مثل بقية المواهب مازال يبحث عن فرصة مواتية للمشاركة في المهرجانات المسرحية الاحترافية، لاسيما ان الخبرة التي تنقصه حتى الان قد تحول دون ذلك، إلا أن طموحه فاق الكثير، خصوصاً أنه يمتلك الموهبة الكافية بشهادة الجميع، ممن أثنوا على وجوده وحضوره اللافتين على خشبة مسرح المركز الثقافي في كلباء من خلال مشاركاته في أكثر من عرض، سواء مخرجاً في مسرحية «القرنفلات الحمراء» أو ممثلاً في «مشاجرة جماعية» و«أريد حلاً».

تحد كبير

وقال آل رحمة لـ«الإمارات اليوم»، إن «هناك تحدياً كبيراً بيني وبين زميلي في العمل الفائز بالمهرجان، أحمد شاهين، إذ تنافسنا على جائزة أفضل ممثل، إلا ان ذلك التحدي لا يتعدى المنافسة الشريفة التي تحصل بين الأشقاء والأصدقاء لضمان التفوق والنجاح، وتحقيق الخبرة الكافية التي من شأنها فتح المجال لكلينا للمشاركة في المسرح الاحترافي».

لافتاً إلى أن عدم حصوله على جائزة أفضل ممثل هو السقوط الذي حصل في مسرحية «أريد حلاً» للمخرج يوسف الكعبي، والتي أدى فيها دور فؤاد، وقال: «أقصد بالسقوط هنا البرود في التمثيل، الأمر الذي انعكس سلباً على أدائي للدور، فمن شاهد مسرحية «مشاجرة جماعية»، والأداء الحركي وتجسيد الشخصية الذي ظهرت به لا يتوقع أنه الشخص نفسه الذي مثل دور فؤاد».

وتابع أن «ذلك التأثير السلبي في الأداء انعكس على أدائي في العمل، كما أن الجميع لم يلاحظ أثناء العرض بكاء ابني عندما رآني على خشبة المسرح، الأمر الذي أربكني كثيراً، إلا أني لا أستطيع ان أتحمل مسؤولية انجاح عمل، كوني لا أمتلك الخبرة الكافية والاحترافية التي تؤهلني لأكون ممثلاً صريحاً إنما أنا حالياً ممثل مساند فقط، ولا أستطيع أن (أشيل) عملاً لوحدي دون مساعدة زملائي».

وعانى عمل «أريد حلاً» من المعالجة الضعيفة والاعداد غير المكتمل، كما كانت هناك مشاهد مبتورة في حبكة العمل، لاسيما ان التحول في الاحداث غير منطقي، فضلاً عن ذلك لم يجد المتفرجون ذلك الاحساس والانفعال بالحالة، إذ اتسمت جميع الانفعالات بالبرود الذي ظهر على جميع شخصيات العمل، بمن فيهم آل رحمة.

حالة شتات

حول حقيقة حالة الشتات التي أضعفت من مشاركته، أوضح آل رحمة أنه شارك في ثلاثة أعمال مسرحية خلال مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، منها عملان ظهر فيهما ممثلاً وآخر كان مخرجاً، عازياً ذلك الوجود إلى نقص في أعداد الممثلين الذين رحبوا بالمشاركة في مسرحيات قصيرة، أما تجربة الاخراج فكانت هي أساس مشاركته.

وأكد أن تلك المشاركة، وإن لم تكلل بجوائز، إلا أنها كانت تجربة مفيدة جداً وإضافة للمخزون الفكري والفني للفنان المشارك، خصوصاً أن المشاركين في الندوات التطبيقية التي تلت المسرحيات المشاركة كانوا يتعاملون مع الشباب كونهم محترفين، فقد لاقوا نقداً حقيقياً دون مجاملة أو تساهل على الرغم من أنهم ليسوا محترفين، ومعظمهم يعدون هواة، فيما البعض الآخر لأول مرة يخرج أو حتى يمثل.

رغم أن آل رحمة يعد من المخرجين الشباب إلا أن عرض مسرحيته «قرنفلات حمراء» لم ينجُ من نقد المشاركين في الندوة التطبيقية، والذين أكدوا أن هناك بعض الملاحظات التي سقطت من العمل المختزل في مدة قصيرة، منها الديكور الذي افقد الكثير من روح العمل، وعدم تحريك الديكور مكتفياً بالاعتماد على إسقاط الاضاءة على الكتل الجامدة.

ويعتقد آل رحمة أن عدم تحريكه للمكعبات التي منحت لكل مخرج، لاستخدامها ديكوراً، أسهم في عدم ترشح عمله لجوائز المهرجان، إضافة إلى الارتباك في أداء بعض الممثلين الذين يعدون هواة وليسوا محترفين، إلا أنه وعد بتحسين العرض والاشتغال على مواطن الضعف وتعزيز نقاط القوة في العمل، لاسيما أن العمل بسيط من ناحية النص والمعالجة الاخراجية.

عمل فائز

عن عمل «مشاجرة جماعية» أكد آل رحمة عشقه للعمل نفسه وللفريق الذي اشتغل معه المسرحية، إذ تم التدرب عليها بشكل جيد رغم قساوة التدريب وحالة عدم الاستقرار في البروفات من حيث مواقع التدريب، كما أن هناك حركات عفوية لم تكن موجودة أصلاً إذ تم ابتكارها قبل نصف ساعة من العرض، وهي التي جذبت المتفرجين واكسبت المسرحية اعجاب المشاركين في الندوة التطبيقية، منها المواجهة بين الممثلين الثلاثة دوران محمد آل رحمة، ودوبون أحمد شاهين، وابراهيم العضب، والشجار المقصود طوال المسرحية والذي تتخلله تصرفات غريبة وحركات جسدية رشيقة، وتراشق وتبادل للاتهامات من دون أسباب واضحة.

والجميل في العمل أنه تناول مسرح العبث لأول مرة بطريقة كوميدية، على اعتبار ان هذا النوع من المسارح الذي هو صعب في التناول، ويتسم بالأسى والحزن الذي ينقل للمتفرج، إلا ان المخرج بدر الرئيسي تمكن من تناوله بصورة راقية لم تخلُ من الابتسامة رغم بؤس الموقف.

ويحسب لآل رحمة في العمل الذي حاز من خلاله الجائزة اليومية كأفضل ممثل في المهرجان المسرحي، اشتغاله على الأداء الحركي والجسدي وبذل مجهود ضخم على خشبة المسرح دون ان يؤثر ذلك في تنفسه أو حتى اهتزاز في صوته، وأرجع آل رحمة السبب وراء ذلك إلى الدورة التدريبية التي خاضها مع الفنان ابراهيم سالم، والتي تعلم من خلالها طريقة التحكم في التنفس والصوت.

الأكثر مشاركة