يجدون صعوبة في التنقل بين كثير من الدول

مرضى لا تظهر بصمــات أصابعهم

الطريقة التقليدية لتسجيل البصمــــــــــــــــــــــــــــــــــات بوساطة الحبر قد تكون ناجعة في حالات التهاب المفاصل. أرشيفية

يعاني مرضى عدم ظهور بصمات أصابعهم على الأجهزة، ما يتسبب في إعاقة تنقلهم في العالم، خصوصاً أن كثيراً من الدول يعتمد نظام بصمة الأصابع شرطا للحصول على إذن دخول أراضيها. وتعود أسباب «اختفاء» البصمات إلى برودة أطراف المرضى، إذ تعتمد معظم أجهزة البصمات على الحرارة.

شكل الفراشة

يعد مرض الذئبة الحمراء الجهازية، أحد أشهر أمراض المناعة الذاتية، حيث ينتج الجهاز المناعي «أجساماً مضادة» لأنسجة وخلايا في الجسم، ومن هنا أطلق عليه «الجهازية» إذ إنها لا تقتصر على نوع معين من الأنسجة، بل تهاجم مختلف الخلايا والأنسجة. ومن أعراضه السائدة الشعور بالإعياء والتعب، وآلام في المفاصل والعضلات، وبرودة الأطراف، والتهابات في الأغشية المبطنة للقلب والرئتين، واحمرار في الوجه يأخذ شكل الفراشة. وقد يسبب الذئبة الحمراء أمراضًا في الجلد، والجهازين الدوري والتنفسي، إضافة إلى خلل في الكلى والجهاز العصبي. وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض، خصوصاً الفئة العمرية من 20 إلى 45 عاماً، لكنه قد يصيب جميع الفئات العمرية بمن فيهم حديثو الولادة.

وقال استشاري أمراض المفاصل في دبي، الدكتور وليد الشحي، لـ«الإمارات اليوم» إن «اعتماد دول على نظام بصمة اليد شرطاً رئيساً للحصول على أذون دخول أراضيها، نتج عنه رفض طلبات تقدم بها مرضى يعانون أمراض التهاب المفاصل، التي تمنع تسجيل بصمات أصابعهم بسبب برودة الأطراف نتيجة قلة وصول الدم إليها. كما أن هناك حالات مرضية يفقد خلالها المريض أطرافه». ودعا الشحي الجهات المعنية إلى معاملة هؤلاء المرضى بصورة تتوافق مع حالاتهم، خصوصاً أن نظام مسح بصمات اليد لا يجدي نفعاً مع تلك الفئة، ما يؤدي إلى عدم سفرهم الذي غالباً ما يكون من اجل العلاج او العمل أو الاستجمام.

وأكد أن «اجهزة متطورة يمكن أن تتفاعل أكثر مع مرضى التهاب المفاصل في حال الإصابة بمرض تصلب الجلد المحدود، الذي ينتج عنه فقدان الأطراف أو أجزاء منها، إذ تكتفي تلك الأجهزة بأخذ بصمات بعض الأصابع وليس كلها، كما يمكن الاكتفاء ببصمة العين».

وحول مرضى التهاب المفاصل من نوع الذئبة الحمراء والروماتويد، قال الشحي إن «الطريقة التقليدية بتسجيل البصمات بوساطة الحبر قد تكون فكرة ناجعة في هذه الحالات».

وأكد أن «هناك حالات مرضية لا تتمكن من السفر، منها خمسة مرضى خلال أقل من شهر، معظمهم لمواصلة العلاج في الخارج، وأخرى للمشاركة في مؤتمر عالمي، إذ تؤثر حالتهم النفسية في رفع نسبة الالتهاب لديهم ما يعرضهم لانتكاسة، وقد تمت إحالة مريضة قبل أيام لعيادة الطب النفسي لتتجاوز صدمة عدم تمكنها من السفر».

وأشار إلى حالة المريضة (أم فراس) التي وصفها بأنها «تصارع من أجل البقاء، بعد إصابتها بمرض تصلب الجلد المحدود، الذي أفقدها سبع أصابع من أطرافها، وأكد الأطباء إصابتها بنوع من أمراض الروماتيزم، عبارة عن مناعة ضد الذات، تصيب الجلد والأعضاء الداخلية، منها الكُلى والكبد والرئتان، وتحسّنت حالتها بعد السفر إلى إيطاليا للعلاج، لكنها لم تستطع المواصلة».

وذكر الشحي أن «نحو 80٪ من الإماراتيات يعانين نقص فيتامين (د) المسبب لمرض هشاشة العظام، أحد أمراض المفاصل التي تصيب البالغين، كما أن أكثر الحالات التي تتلقى علاجها في عيادات المفاصل، تشكو التهاب المفاصل الرئوي والتهاب الذئبة الحمراء والروماتويد، إضافة إلى التهاب المفاصل الصدفي والنقرس، إلا أن قلة من الحالات يستعصي علاجها، وهي التي تأخر تشخيصها واكتشاف إصابتها».

تويتر