رواند حسونة.. «كيك» لأفراح غزة
على الرغم من وجود عشرات المحال لصناعة الحلويات وجاتوهات أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة في قطاع غزة، التي يقبل عليها المواطنون في حفلاتهم ومناسباتهم الخاصة، إلا أن صناعة «الكيك» بالنسبة للفلسطينية رواند حسونة (23 عاماً) ليست مجرد مهنة أو قالب يباع لجني الربح، بل هي مهارة وإبداع يفوقان الوصف والخيال.
رواند اعتمدت على ذاتها في صناعة الحلويات و«الكيك»، فهي تمتلك مهارة في صناعته بجودة عالية، وبأشكال وقوالب مختلفة، إذ إن كل قالب يحمل فكرة مرتبطة بشخصية المحتفى به، فتارة تصنعه على شكل ألعاب للأطفال ورسوم كرتونية، وتارة على شكل طائرة أو كتاب أو كاميرا أو آلة موسيقية، وآخر رومانسي.
«الإمارات اليوم» التقت رواند حسونة في منزلها الذي يعد مكانها الخاص لصناعة «الكيك»، وتقول «أنا أحب أعمال المطبخ وصناعة الحلويات، وبين هذين الأمرين وجدت نفسي أمتلك الموهبة والقدرة على صناعة أشكال (كيك) مميزة ومختلفة، وكانت أول واحدة صنعتها هي ليوم ميلادي، وحملت أول حرف من اسمي أنا وزوجي جلال، وكانت مميزة وعلى شكل مختلف». وتضيف «منذ هذه اللحظة بدأت التفكير في صناعة أشكال مختلفة لا توجد في قطاع غزة، وأنشأت صفحة خاصة على (فيس بوك) تحت عنوان (JR CAKES)، وبدأت أتلقى الانتقادات والملاحظات من الأقارب والأصدقاء، حتى طورت نفسي، وتعلمت أشكالاً مختلفة، وأصبحت أمتلك القدرة على صناعة أي قالب كيك يحمل أشكالاً مختلفة».
الأشكال التي تصنعها رواند هي بحسب طلبات الزبائن، الذين لا يصدقون للوهلة الأولى أن كل ما يدور في مخيلاتهم قد يجدونه حاضراً، فلا يمر يوم من دون أن تصنع قالباً أو أكثر للمواطنين الذين تكثر طلباتهم، لاسيما أنها الوحيدة التي تصنع مثل هذه الأشكال في غزة.
رواند لم تعرف طريقاً لليأس، فهي تلاقي دعمًا كبيراً من زوجها الذي يشجعها ويساعدها في هذا الأمر، على الرغم من انشغالاته الكثيرة في عمله، ورافقها في السفر للخارج لشراء خامات وقوالب التزيين التي لا تتوافر في غزة، واتخذت من منزلها مكاناً خاصاً للعمل، ويقول جلال قدادة زوج رواند لـ«الإمارات اليوم»: «أنا أفتخر بمهارة زوجتي وأعمالها المميزة، فهي موهبة أكثر من أنها صناعة، أشعر بالسعادة لإقبال الناس على أعمالها لصناعة أشكال مميزة تحمل جزءاً من شخصياتهم، أو فكرة تدور في مخيلاتهم يرغبون في أن تتحول إلى قالب كيك مميز». ويتابع قدادة قوله «نعاني عدم توافر المواد والأدوات لصناعة هذه الأشكال، إذ إن أكثر من 90٪ منها لا يتوافر في غزة، فنضطر إلى شرائها من الخارج من خلال بعض الأصدقاء القادمين إلى غزة أو بعض التجار، واضطررنا في بعض المرات إلى السفر لمصر حتى تستمر زوجتي في موهبتها وصناعة الأشكال المميزة».
الصحافية مريهان أبولبن واحدة من الكثيرين الذين صنعت لهم رواند قوالب «كيك»، إذ صنعت لها قالباً خاصاً بيوم ميلاد طفلتها زين. وتقول أبولبن لـ«الإمارات اليوم»: «قبل حفل يوم ميلاد طفلتي زين اتصلت برواند لاختيار فكرة أو شكل مناسب لحفلة يوم ميلاد ابنتي، خصوصاً أنني كنت أخطط لأن يكون الحفل مميزاً، وتناقشت أنا وهي، وكنت حائرة في اختيار فكرة معينة، فما كان من رواند إلا أن طلبت مني أن أرسل لها صورة للفستان الذي سترتديه طفلتي في حفل يوم الميلاد، وعدد الأطفال من البنات اللواتي سيحضرن الحفل».
وتضيف: «عندما أحضر لي زوجي الكيكة لم أصدق ما شاهدت، إذ كانت عروساً ترتدي شكل ولون الفستان الذي كانت ترتديه طفلتي زين، كما صنعت ستة قوالب كيك صغيرة على شكل عروس أيضاً، لقد اندهش جميع الحضور في حفل يوم الميلاد، ولم يصدقوا ما أمامهم، وكان حفلاً مميزاً جداً، خصوصاً أن الأطفال الحضور ظنوا أنها لعبة وأرادوا أن يلعبوا بها».